تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان الدن الدولي في سلطنة عُمان

أعلنت فرقة مسرح الدن للثقافة والفن عن موعد انطلاق الدورة الخامسة من مهرجان الدن الدولي – أهلاً بالعالم في سلطنة عُمان، الذي سيُقام مع الشريك التنظيمي الجمعية العُمانية للسيارات – أكتيف عُمان في مسقط خلال الفترة من 25 إلى 30 نوفمبر 2025م، بمشاركة (18) عرضًا مسرحيًا من سلطنة عُمان والعالم العربي والعالم، ليواصل المهرجان مسيرته بوصفه جسرًا يجمع بين الإبداع الإنساني والهوية العُمانية في أبهى صورها.

يحمل المهرجان هذا العام برنامجًا نوعيًا يفيض بالتنوّع والتكامل، حيث تتوزع فعالياته على ثلاثة محاور رئيسية تمثل المسابقات المسرحية الثلاث التي تشكّل قلب المهرجان وروحه النابضة:

مسابقة مسرح الطفل التي تُعنى بتغذية خيال النشء وتنمية وعيهم الفني، وإبراز دور المسرح كأداة تربوية وثقافية تُعزز القيم الإنسانية والتسامح والإبداع.

مسابقة مسرح الكبار التي تُجسّد عمق التجربة المسرحية الناضجة، وتطرح قضايا المجتمع والإنسان من منظور جمالي وفكري يثري الخطاب المسرحي العربي والدولي.

مسابقة مسرح الشارع التي تنفتح على الناس في الساحات والميادين العامة، لتعيد المسرح إلى الجمهور في صورته الأولى: فنًّا حيًا نابضًا بالحياة، يُلهم المتفرجين ويشاركهم الفعل الفني في فضاءٍ مفتوحٍ للجميع.

ويواكب هذه المسابقات برنامج ثقافي وفني موازٍ يُعدُّ من أبرز ملامح الدورة الخامسة، إذ يضم ليالي أثير الشعرية التي تُقدَّم بالشراكة مع مؤسسة أثير الإعلامية، لتكون منصة تحتفي بالكلمة والشعر والنغم، حيث يلتقي فيها شعراء من مختلف الدول العربية ليضيئوا ليالي المهرجان بإبداعاتهم ومشاعرهم، في تمازجٍ بين الشعر والمسرح والموسيقى، يعبّر عن الروح الثقافية لعُمان وانفتاحها على الجمال الإنساني.

كما يتضمن البرنامج المصاحب مجموعة من الورش التدريبية المتخصصة في مجالات الإخراج، التمثيل، السينوغرافيا، وفنون الأداء، إلى جانب الملتقيات الحوارية والنقدية التي تجمع المسرحيين والنقّاد والباحثين، لتبادل التجارب والرؤى حول مستقبل المسرح وتطوره في العالم العربي والدولي.

ويُثري المهرجان المشهد العام بـ سوق الحرف والأسر المنتجة، الذي يربط بين الفنون والحياة اليومية، ويقدّم الزائر تجربة ثقافية وسياحية متكاملة تعكس عمق التراث العُماني وتنوّع الحرف والفنون المحلية.

وفي هذا السياق، أوضح رئيس فرقة مسرح الدن للثقافة والفن محمد بن سالم النبهاني أن المهرجان يحظى برعاية سامية من وزارة الثقافة والرياضة والشباب بوصفها الشريك الاستراتيجي، وبدعم من وزارة الإعلام كشريك إعلامي، ووزارة التنمية الاجتماعية كشريك اجتماعي، إلى جانب مؤسسة أثير الإعلامية كراعٍ شريك

كما تستضيف الدورة الخامسة محافظة الداخلية بوصفها ضيف الشرف السياحي، لتجسّد روح الأصالة والجمال في قلب عُمان، وتُعيد إلى المهرجان بعده المكاني المتجذّر في التراث والجغرافيا العُمانية.

وأضاف النبهاني: «إن مهرجان الدن الدولي لم يكن يومًا مجرد فعالية فنية، بل هو منظومة ثقافية وإنسانية متكاملة، تسعى إلى ترسيخ حضور سلطنة عُمان كوجهةٍ للمسرح العالمي، ومركزٍ للحوار الإنساني، وملتقى للفنانين من مختلف القارات»

وتابع: «من خلال مسابقاته الثلاث، ولياليه الشعرية، وبرامجه التدريبية والتفاعلية، يعمل المهرجان على خلق بيئة فنية تُحفّز الإبداع، وتُثري وعي الأجيال الجديدة، وتُسهم في بناء مشهدٍ ثقافيٍّ نابضٍ بالحياة

مسيرة مضيئة عبر السنوات

منذ انطلاقه في الدورة الأولى (أبريل 2015م) من ولاية سمائل، حمل المهرجان شعار "من الطفولة يبدأ المسرح"، واضعًا مسرح الطفل في مقدمة اهتماماته، إدراكًا منه لدوره في تشكيل وجدان الأجيال.

وفي الدورة الثانية (ديسمبر 2016م)، توسّعت المشاركة لتشمل الدول العربية، فكان المهرجان مساحةً للحوار الفني بين المسرحيين العرب، عزّزت من تفاعل التجارب وتبادل الخبرات.

أما الدورة الثالثة (أكتوبر 2018م) فقد رسّخت الطابع العربي وتوسّعت في محاورها النقدية والتدريبية والإعلامية، لتؤكد أن المهرجان منصة تطوير لا عرض فقط.

وجاءت الدورة الرابعة (أكتوبر 2023م) لتفتح أبواب العالمية بمشاركة عروض من قارات مختلفة، وترسّخ حضور سلطنة عُمان كوجهة للمبدعين والفنانين، تحت شعارٍ أصبح علامة مسجلة في الذاكرة المسرحية: “أهلاً بالعالم في سلطنة عُمان”.

المسرح... نافذة عُمان إلى العالم

لقد غدا مهرجان الدن الدولي فضاءً للثقافة والإنسان، حيث تمتزج فيه الهوية العُمانية برحابة الإبداع العالمي، ليقدّم صورةً حضارية مشرقة عن سلطنة عُمان كبلدٍ يتنفس الثقافة، ويمنح المسرح بعده الإنساني والوجداني الأصيل

إنه مهرجان يُجسّد رؤية وطنية تؤمن بأن الفن جزء من التنمية، والثقافة جسر للسلام، والمسرح ضوءٌ يُهدي الإنسان إلى ذاته.

وتستعد الفرقة لعقد مؤتمر صحفي مطلع نوفمبر 2025م للإعلان عن تفاصيل الدورة الخامسة، وكشف أسماء العروض المشاركة والضيوف والشخصيات المكرّمة، والشراكات الدولية، بما يعزز حضور المهرجان كموعدٍ سنوي ينتظره عشّاق المسرح في سلطنة عُمان والعالم.