مريم عبد الحافظ
شهد مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط برئاسة الأمير أباظة، في دورته الـ 41 التي أقيمت في الفترة من 2 إلى 6 أكتوبر، وحملت اسم الفنانة ليلى علوي، العديد من الأزمات المتتالية، بدأت بطرح البوستر الرسمي لهذه الدورة، وامتدت إلى أيام الفعاليات.
"كليوبترا عندها جدري!"
بدأت أزمات المهرجان فور إطلاق الإدارة للبوستر الرسمي الخاص بالدورة الـ 41، والذي صممه الفنان محمد الكومي تحت شعار "السينما في عصر الذكاء الاصطناعي"، وجسد فيه صورة معاصرة للملكة كليوباترا وهو ما أثار غضب الجمهور ووصفوه بأنه مؤذٍ للعين وفيه تشويه لرمز من رموز الحضارة الفرعونية.
إساءة لنجمة الدورة
لم تتوقف الأزمات عند هذا الحد، إذ لم توفر إدارة المهرجان الحماية الكافية للفنانة ليلى علوي، نجمة هذه الدورة، ولم تتابع تحركاتها كما ينبغي، ما جعلها عرضة لحاملي الهواتف الراغبين في تصويرها عن قرب، وعندما انفعلت استغل البعض الموقف ضدها، لتنتشر بعدها فيديوهات كشفت غياب المنظمين عن المشهد. واكتفى المهرجان بإصدار بيان لدعم "علوي"، دون مراجعة لأسباب حدوث هذا الخطأ.
إهانة رموز سكندرية
وامتدت سلسلة الأزمات إلى إحدى الندوات الخاصة بتكريم رموز الفن والثقافة في الإسكندرية. فخلال تكريم الفنان عماد خطاب، لاحظ وجود أخطاء في الأسماء المدونة على دروع التكريم، إضافةً إلى ضعف اهتمام المنظمين بتعريف أسماء الفنانين المكرمين، مما أثار استياؤه، وأعرب عن اعتراضه على ذلك في كلمته عقب التكريم، وعبر منشورات مختلفة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
خروج عن هوية المهرجان
شهدت الدورة 41 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، عرض فيلم برتغالي باسم “A Mother Goes to the Beach”، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة، نظرًا إلى أن البرتغال لا تنتمي إلى دول البحر المتوسط، وهو ما يُعد خروجًا عن تخصص المهرجان وهويته الأصلية، وأفقده خصوصيته الأقليمية.
أسماء مكررة
كما لاحظ الجمهور تكرار أسماء المكرمين من دورة لأخرى، معترضين على البعض منهم لعدم وجود مسيرة فنية أو ثقافية تستحق كل هذا التكريم، معتبرين أن الأمر يفتقر إلى العدالة والشفافية، وأن الاختيار يتم بناءً على "الشللية"، أي التحيز لبعض الأصدقاء والمعارف دونًا عن غيرهم.
تكريم إسبانية مغمورة
ولم يقتصر الجدل على الداخل السكندري فقط، بل امتد إلى تكريم فنانة إسبانية تُدعى مرسيدس أورتيغا، حيث شكك البعض في قلة أعمالها الفنية ووصفوها بـ "الفنانة المغمورة"، متسائلين عن سبب استضافتها وتكريمها في المهرجان.
فعاليات بلا توثيق
من ناحية أخرى، أثار الجمهور تساؤلات حول ضعف تغطية إدارة المهرجان للفعاليات والأنشطة الفنية على حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وعدم توثيق الورش والفعاليات بالصورة الكافية، مما أثر على صورة المهرجان لدى المتابعين، وأثار الشك داخلهم حول حقيقية تنفيذ بعض الفعاليات، مثل مسابقة الأطفال الدولية التي على الرغم من انتهاء أيام المهرجان، إلا أن الجمهور حتى الآن يجد صعوبة في الوصول إلى الصور الخاصة بها.
هروب الرعاة
وفيما يتعلق بالرعاة، كشفت بوسترات المهرجان عن تراجع ملحوظ في عددهم، حيث اكتفى الحدث السينمائي الأبرز بالإسكندرية بالرعاة الحكوميين، وهو ما يعكس عزوف رعاة القطاع الخاص عند دعم المهرجان، نتيجة تراجع مستواه دورةً بعد الأخرى.
كل هذه الملاحظات تثير تساؤلات حول ما إذا كان مهرجان الإسكندرية السينمائي فقد ثقة جمهوره، بعد دورات متتالية شهدت ضعفًا واضحًا في حضور الفنانين والجمهور لفعالياته.