تيلي نورود.. ممثلة افتراضية تثير غضب نجوم هوليوود

أسماء مندور

تصاعد الجدل في هوليوود في الآونة الأخيرة بعد ظهور الممثلة الافتراضية تيلي نورود، التي تم ابتكارها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي في هولندا على يد الكوميدية الهولندية إلين فان دير فيلدن، حيث أثار الإعلان عنها موجة اعتراضات واسعة بين نجوم السينما ونقابات العاملين في المجال الفني.

وتُسوَّق نورود عبر منصات التواصل الاجتماعي كممثلة صاعدة تتمتع بجاذبية "الفتاة الحقيقية"، وتظهر في صور وسكتشات فنية مُولدة رقميًا، الأمر الذي جعلها تبدو للوهلة الأولى شخصية حقيقية، لكن خلف هذا الظهور الافتراضي، تلوح مخاوف مهنية وأخلاقية لدى الممثلين.

في بيان رسمي، أكدت نقابة الممثلين الأمريكية أن استخدام شخصيات مولدة بالذكاء الاصطناعي "يُقوّض حقوق الفنانين ويشكل انتهاكًا مباشرًا للحمايات التي انتزعوها خلال إضرابات 2023"، مشددةً على أن مثل هذه الشخصيات "تفتقر للخبرات الحياتية والعاطفة والفن الإنساني"، كما حذرت النقابة شركات الإنتاج من التورط في التعاقد مع مثل هذه الابتكارات.

في السياق ذاته، لم يتردد عدد من نجوم هوليوود في التعبير عن رفضهم، فقد دعت ناتاشا ليون إلى مقاطعة أي وكالة تسعى لتمثيل نورود، بينما قالت ووبي غولدبرغ إن الجمهور "سيميّز دائمًا بين البشر والكائنات الاصطناعية".

أما الممثلة البريطانية إميلي بلانت فقد وصفت التجربة بأنها تهديد خطير للتواصل الإنساني قائلةً: "أرجوكم توقفوا عن تقويض تواصلنا البشري".

الأزمة لم تتوقف عند الجانب الأخلاقي فحسب، إذ اتهمت الممثلة الاسكتلندية بروني مونرو الشركة المطورة باستخدام ملامح وجهها وأدائها الجسدي في ابتكار نورود دون إذن منها، مشيرةً إلى تشابه لافت بين الصور الترويجية للشخصية وبين ملامحها.

وقد حصلت مونرو على دعم من نقابة الممثلين البريطانية، التي طالبت بدورها بمزيد من الشفافية في التعامل مع بيانات الفنانين وصورهم.

وبينما تؤكد مبتكرة نورود أن المشروع "عمل فني تجريبي" لا يهدف إلى تقليص أدوار الممثلين البشريين، يرى كثيرون في هوليوود أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل المهنة، وتفتح فصلًا جديدًا في معركة الفن مع ثورة الذكاء الاصطناعي.