تكريم الفائزين بجائزة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية لعام 2025

احتفلت "مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية" بذكرى ميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل "الجورنالجي"، تزامنًا مع احتفالها السنوي لعام 2025 والذي شهد تكريم الفائزين الجدد بجوائزها التشجيعية للعام التاسع على التوالي.

نظّمت مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية احتفالها السنوي في نقابة الصحفيين المصريين لإعلان أسماء الفائزين بجوائزها لعام 2025، استمرارًا للتقليد الذي أرساه الأستاذ هيكل منذ تأسيس المؤسسة. وشهد الحفل هذا العام تضامنًا كاملًا مع الشعب الفلسطيني ولا سيما في غزة، حيث جاءت الفعالية تخليدًا لشهداء الصحافة الذين ضحوا بحياتهم دفاعًا عن قضايا الأمة.


وشهد هذا العام تكريم ثلاثة صحفيين وهم الصحفي يحيى اليعقوبي من فلسطين عن تغطيته الميدانية لحرب الإبادة في غزة، والصحفية سلمى عبد العزيز من السودان عن تحقيقاتها الاستقصائية عن كارثة الجوع وتداعيات الحرب في السودان والصحفي يوسف عقيل من مصر عن صحافة البيانات والتحليل وملفاته عن استهداف الصحفيين في غزة. وبذلك، ارتفع إجمالي عدد المكرمين منذ انطلاق الجائزة إلى 21 صحفياً وصحفية.

تبلغ قيمة كل جائزة من الجوائز التشجيعية 350 ألف جنيه مصري، وهي من بين الجوائز الأرفع في العالم العربي المخصصة لتطوير الصحافة، ومحطة مهمة في مسيرة الفائزين الشباب حيث تسهم في دعم مسيرتهم المهنية، وتفتح امامهم افاقا ً اوسع للتطوير والابداع.

أُقيم الاحتفال هذا العام في مقر نقابة الصحفيين بحضور أعضاء مجلس أمناء المؤسسة وعلى رأسهم السيدة هدايت هيكل، رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية، والاستاذ خالد البلشي، نقيب الصحفيين، وأعضاء مجلس النقابة، بالإضافة إلى نخبة من رموز المجتمع، وكبار الشخصيات في الوسط الإعلامي والثقافي، وممثلي الصحافة الأجنبية والمحلية.

وتؤكد مؤسسة هيكل للصحافة العربية أن احتفالها السنوي لا يقتصر على تكريم الفائزين فحسب، بل يهدف أيضًا إلى إحياء إرث الأستاذ هيكل، والتأكيد على دور الصحافة في تزويد المجتمع بالمعلومات الضرورية وتثقيفه، وبناء وعي عام يسهم في إثراء الحوار المجتمعي. ويأتي ذلك انطلاقًا من إيمان الأستاذ هيكل بأن الصحافة تمثل ركنًا أساسيًا في بناء المجتمعات المتقدمة، وأن حريتها هي الضمانة الجوهرية لحرية الفكر والتعبير.


وأعرب السيد خالد البلشي، نقيب الصحفيين، في كلمته خلال الاحتفالية عن سعادته بالمشاركة، قائلاً:

"يمثل الأستاذ محمد حسنين هيكل حالة استثنائية في تاريخ الصحافة العربية، ليس فقط بما قدمه من إنتاج فكري وصحفي غني، بل بما جسّده من قدرة على قراءة التحولات الكبرى التي شهدتها مصر والمنطقة والعالم لعقود طويلة. لقد كان مرجعًا حاضرًا في لحظات فارقة، وصوتًا مؤثرًا ساعد الأجيال على فهم تعقيدات الواقع السياسي والاجتماعي، الأمر الذي جعل إرثه ممتدًا يتجاوز حدود مهنته ليصبح جزءًا من الذاكرة الفكرية والوجدانية للأمة. وهذا ما يجعل من الضروري أن نحتفي بهذا الرمز الكبير، ونواصل إحياء إرثه من خلال مثل هذا الاحتفال الذي يضمن أن تبقى رسالته حيّة وملهمة للأجيال الجديدة."

من جانبها، أعربت السيدة هدايت هيكل، عن سعادتها وفخرها بفوز الشباب المبدع بالجائزة، قائلة: "منذ تأسيس المؤسسة ونحن نسعى باستمرار إلى تمكين الشباب علمياً ومهنياً. ونحن اليوم نشهد طاقات جديدة تعكس تنوع الصحافة العربية وثراءها وقدرتها على التجدد والابداع". وأضافت: "أعتز بوجود عدد كبير من الشباب والشابات العرب المبدعين في مجال الصحافة، الذين أثبتوا كفاءتهم الاستثنائية عبر أعمالهم المبتكرة. وفي مؤسسة هيكل، نحرص سنويًا على إتاحة فرص حقيقية لهؤلاء الشباب للاستفادة من الخبرات العالمية وتطوير مهاراتهم، بما يسهم في الارتقاء بالصحافة العربية".

كما لفتت إلى الدور الكبير الذي لعبه الاستاذ محمد حسنين هيكل في إثراء الصحافة المصرية والعربية، حيث كان شاهداً وفاعلاً في لحظات فارقة من تاريخ الأمة، فضلاً عن رؤيته التي ستظل مرجعاً للأجيال القادمة من الصحفيين، قائلة: "نعمل على رفع مستوى الكفاءات الصحفية العربية، وتعزيز التبادل المعرفي بين الأجيال، بما يتماشى مع رؤية الأستاذ هيكل الذي كان يرى أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة ومسؤولية تجاه المجتمع."

يمتد دعم مؤسسة هيكل للصحافة العربية الى تنظيم العديد من برامج التدريب بالتعاون مع نقابة الصحفيين والتي يعتبرها الأستاذ هيكل الأساس في تطوير المهنة وممارساتها. وعلى مدار عامين (2023-2024) نفذت لجنة تطوير المهنة والتدريب بالنقابة خمس دورات تدريبية متقدمة بالتعاون مع المؤسسة شملت: دورتين في صحافة البيانات، دورتين في أساسيات صحافة البيانات، ودورة في تغطية النزاعات والحروب في عصر المنصات الرقمية، ليصل عدد الخريجين من تلك الدورات 123 خريجاً. طُبقت خلال تلك الدورات معايير التدريب الاحترافية المتقدمة في اختيار المدربين والمتدربين ووضع البرامج التدريبية وأساليب ومنهجيات التدريب وتنفيذ المشروعات التدريبية.

أسس الاستاذ محمد حسنين هيكل المؤسسة عام 2006 بغرض المساهمة الفعالة في تعزيز وتنمية خبرات العاملين بالمجال الصحفي على اختلاف منابره، وتعريفهم بآخر التطورات في الصحافة العالمية، مع التركيز بشكل خاص على الأجيال الشابة من الصحفيين وتشجيع ورعاية الحوار وتبادل الخبرات بين الصحفيين في مصر والعالم، وكذلك تقديم الدعم الفني لشتى المؤسسات الصحفية الناشئة. وتهدف مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية من خلال هذه الجوائز إلى تكريم الصحفيين والصحفيات بالوطن العربي ممن تميزوا في مجمل أعمالهم الصحفية، على أن تكون هذه الجوائز عونًا لهم على تطوير مهاراتهم وأدواتهم، واستكمال ما تتطلبه تلك المهنة العريقة من وسائل وأدوات لمواكبة كل ما هو جديد في عالم لا يتوقف عن التطور والتجديد.