شهدت الإذاعة المصرية أزمة غير مسبوقة بعد إعلان تشكيل لجنة الدراما عبر الموقع الرسمي للتليفزيون، وهو القرار الذي ضم اسم الدكتور حسام عقل، قبل أن يخرج رئيس اللجنة الدكتور محمد لطفي لينفي وجوده من الأساس ويؤكد أن التشكيل لم يُعتمد بعد.
المفارقة أن هذا النفي جاء بعد أكثر من أسبوعين على نشر الخبر في وسائل الإعلام، وفي مقدمتها موقع الهيئة الوطنية للإعلام، كما تداول الأخير بنفسه صورة لاجتماع ضمه مع رئيس اللجنة ونشرها على صفحته الشخصية.
الارتباك الذي أحاط بالقضية كشف عن حالة تخبط داخل التليفزيون المصري، خاصة أن لجنة الدراما يفترض أن تكون الجهة التي تعيد إحياء الإنتاج الدرامي بعد سنوات من التوقف. غير أن الطريقة التي أُعلن بها التشكيل ثم جرى التراجع عنها بهذا الشكل تثير تساؤلات عديدة حول جدية المشروع من الأساس، ومدى كفاءة الأسماء المختارة للاضطلاع بالمهام التي تنتظرها اللجنة. فوجود اسم مثير للجدل كحسام عقل، المعروف بانتمائه لجماعة الإخوان ومواقفه المتشددة، لم يكن مجرد خطأ عابر بل مؤشر على غياب التدقيق في عملية الاختيار.
نرشح لك: خليل العوامي رئيسًا لتحرير الإعلام الرقمي بقطاع التلفزيون بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية
الأزمة تعمقت أكثر بصدور بيان جديد في 26 أغسطس يؤكد أن اللجنة "ما زالت في مرحلة التشكيل" وأن ما جرى لا يعدو كونه لقاء تعارف بين الأعضاء القدامى والمرشحين الجدد، وهو تصريح يناقض بشكل مباشر ما تم نشره رسميًا يوم 13 أغسطس على موقع الهيئة الوطنية للإعلام، فضلاً عن التقارير الإعلامية والصور المتداولة التي تثبت أن اللجنة اجتمعت بالفعل بكامل تشكيلها المعلن. هذا التضارب بين البيانات الرسمية يعكس غياب التنسيق داخل ماسبيرو، ويضعف ثقة الجمهور والمتابعين في أي خطوات مستقبلية تخص إعادة إنتاج الدراما.
اللافت أن الأزمة لم تقتصر على اسم حسام عقل وحده، بل تجاوزت ذلك إلى طريقة تعامل المسؤولين مع الموقف. فبدلًا من الاعتراف بالخطأ وإعلانه بشكل واضح، جرى إنكار القصة بالكامل وتقديم رواية جديدة تناقض ما هو منشور وموثق. هذا الأسلوب يطرح تساؤلات حول قدرة أعضاء اللجنة على مواجهة الأزمات التي قد تعترض طريقهم مستقبلًا، فإذا كان التعامل مع خطأ إداري بسيط جاء بهذا القدر من التخبط، فكيف سيكون التعامل مع تحديات معقدة تتعلق بإعادة إحياء قطاع الدراما في التليفزيون المصري؟
في النهاية، ما حدث مع لجنة الدراما لا يمكن النظر إليه باعتباره مجرد خطأ في اختيار اسم أو سوء فهم في التوقيت، بل هو انعكاس لمشكلة أعمق تتعلق بغياب الرؤية والتخطيط داخل ماسبيرو.