قدمت فاليري زينك، صحفية عملت بالقطعة مع وكالة رويترز على مدى ثماني سنوات، استقالتها اعتراضًا على ما وصفته بدور الوكالة في "تبرير وتمكين الاغتيال المنهجي للصحفيين في غزة"، مؤكدة أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في حمل بطاقة الصحافة التابعة للوكالة "إلا بمشاعر عميقة من العار والحزن".
وقالت الصحفية، التي نُشرت أعمالها في كبريات الصحف والمنصات العالمية مثل نيويورك تايمز والجزيرة، في بيان لها عبر فيسبوك، إن "رويترز" اختارت ترديد الادعاءات الإسرائيلية "الباطلة" ضد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة، الذي اغتيل مع كامل طاقم القناة في مدينة غزة في 10 أغسطس الجاري، رغم أن عمله سبق أن نال جائزة بوليتزر لصالح "رويترز".
وأضافت أن الوكالة لم تدافع عن الشريف عندما وُضع اسمه على "قائمة اغتيالات" إسرائيلية، ولم تتحرك حين ناشد المجتمع الصحفي الدولي توفير الحماية له بعد تهديدات علنية من الجيش الإسرائيلي، "بل تجاهلت مقتله لاحقًا ونقلت رواية الاحتلال كما هي".
نرشح لك: زواج مسيء عاطفيا ومخدرات.. ويتني هيوستن تتصدر الترند مجددا
واتهمت الصحفية المؤسسات الإعلامية الغربية الكبرى، من نيويورك تايمز إلى واشنطن بوست، مرورًا بـ أسوشيتد برس ورويترز، بأنها تحولت إلى "ناقل حرفي للدعاية الإسرائيلية"، تبرر جرائم الحرب، وتُجرّد الضحايا من إنسانيتهم، وتتخلى عن أبسط معايير المهنية والالتزام الأخلاقي.
وأشارت أيضًا إلى أن التغطية المنحازة للإعلام الغربي ساهمت في خلق بيئة سمحت بقتل عدد من الصحفيين في غزة خلال عامين "يفوق ما قُتل في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحروب كوريا وفيتنام وأفغانستان ويوغوسلافيا وأوكرانيا مجتمعة".
كما لفتت إلى أن خمسة صحفيين آخرين، بينهم مصور "رويترز" حسام المصري، قُتلوا مؤخرًا في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى ناصر بخان يونس، في ما وصفته بأنه "ضربة مزدوجة" استهدفت المدنيين ثم المسعفين والصحفيين على حد سواء.
وختمت الصحفية بيانها قائلة إنها ستكرّس عملها القادم "لتكريم شجاعة وتضحيات الصحفيين في غزة الأشجع والأعظم الذين عاشوا"، معتبرة أن استقالتها أقل ما يمكن أن تقدمه وفاءً لزملائها الذين قُتلوا.