أصدر مجلس نقابة المهن التمثيلية برئاسة دكتور أشرف زكي، قرارا بتحويل الفنانة بدرية طلبة للتحقيق فورا، وذلك بالإجماع، نظرا لما صدر منها من تجاوز صارخ، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد أي فنان سيخرج عن ميثاق الشرف الأخلاقي.
كما أصدرت النقابة بيانا موجه للجمهور والفنانين، جاء كالتالي:أيها الفنانون وأيتها الفنانات يا من تحملون مشاعل الإبداع وروح الجمال، يا من خصصت لكم القلوب قبل المنصات، والأذهان قبل الأضواء... نخاطبكم اليوم من منطلق محبة وتقدير، ومن حسن وطني واجتماعي عميق إدراكا لدوركم المركزي بوصفكم القوى الناعمة التي تؤثر في العقول، وتحرك المشاعر، وتصوغ وجدان الأجيال.
نرشح لك: أحمد عبد العزيز: سأتخذ جميع الإجراءات القانونية ضد المتجاوزين
لقد كان الفن عبر العصور مرأة للمجتمع، وضميرًا للناس، وصوتا للثقافة والهوية ... وكان الفنان، ولا يزال رمزا للمسؤولية قبل أن يكون رمزا للشهرة، ومن هنا، فإننا نناشدكم بألا يساء استخدام هذا الدور العظيم، وألا يمس بالمبادئ التي يقوم عليها مجتمعنا، أو تهمش القيم التي نشأنا عليها، والتي تشكل نسيج هذا الوطن وركائزه الأخلاقية والثقافية، إنكم، وأنتم تصيغون الكلمة، أو تشكلون اللحن أو ترسمون المشهد لا تخاطبون ذائقة فردية فحسب، بل تبنون وعيا عاما، وتغرسون رؤى، وقد تغيرون مسارات تفكير وسلوك، فكونوا على العهد مع المجتمع، الذي منحكم نفته، وفتح لكم أبواب قلوبه، ووضعكم في مقام المؤثرين. ومن هنا، توجه نداءنا لكل فنان وفنانة أن نظلوا كما عهدناكم، في موقع القدوة والتأثير الإيجابي، تحترمون جمهوركم، وتقدرون مسؤوليتكم، وتسهمون في رقي الوعي، لا إثارة الجدل، ولا زعزعة الثقة التي بنيت على مدار سنوات من العطاء والإبداع، وليكن هذا البيان تذكيرا لا توبيخا ودعوة للم الشمل لا للإقصاء، فنحن في النهاية أبناء مجتمع واحد.
جمهورنا العزيز ... تعلم أنكم أنتم الأصل، وأنتم الغاية، ومنكم نستمد شرعيتنا، وبكم يعلو صوتنا، ولفلكم الخلص وإن خرج أحد من بيننا، عن السياق، أو من دون قصد بثوابت مجتمعنا وقيمه، فإننا نعتذر لكم بصدق ووضوح، لا تبريزا، بل احتراما، وحرصا على ألا تفهم الزلة على أنها موقف عام أو توجه مقصود، فنحن نعتز بكم، ونفخر بأننا جزء منكم، ومن أجلكم تقدم فننا، ومن محبتكم نستمد عزيمتنا، وإن كان من تجاوز، فهو اجتهاد خاطئ لا يمثل جموع الفنانين، الذين ما زالوا يضعون الجمهور في صدارة أولوياتهم، ويقدرون حجم الأمانة التي في أعناقهم.... لقد كان الفن، وسيبقى قوة ناعمة، تهذب الذوق، وتبني الوعي، وتنير الطريق، وهو ليس ترفا فحسب، بل حاجة مجتمعية، ورسالة سامية، لا تكتمل إلا حين تؤدى بضمير، وتستند إلى احترام عميق لقيم المجتمع وثقافته.
وإزاء ما حدث في الأونة الأخيرة من تجاوزات من نفر قليل من الزملاء أو الزميلات، فإننا تؤكد أن ما وقع هو محض تصرفات فردية لا يمكن بأي حال من الأحوال تعميمها أو نسبها إلى الوسط الفني بأكمله، الذي تعرف عن كثير من رموزه التزامهم وانتماءهم الصادق لمجتمعهم، وإيمانهم العميق بأنهم جزء لا يتجزأ من نسيجه، وأن رسالتهم تنويرية، وربما ترفيهية، لكنها لا يمكن أن تكون على حساب الثوابت أو الهوية.
إننا نؤمن بأن المجتمع هو الحاضنة الحقيقية للفن، والجمهور هو الوقود الذي يمنح الفنانين قيمتهم وبقاءهم، ولذلك فإن أي انحراف عن هذا التعاقد الأخلاقي غير المعلن بين الفنان والمجتمع يعد خيانة لهذه الثقة، وخسارة الجوهر الرسالة".