"ستوتة": قناة مصرية جديدة للأطفال

هبة سمك

في وقتٍ أصبحت فيه شاشات الأطفال مليئة بمحتوى أجنبي أو بعيد عن ثقافتهم، انطلقت على يوتيوب قناة "ستوتة" لتكون مساحة آمنة، تعليمية، وشيقة، تُخاطب الأطفال المصريين بلغتهم ولهجتهم، وتعكس واقعهم وهويتهم.

القناة التي بدأت نشر فيديوهاتها التعليمية قبل نحو شهر تقريبًا، تُعدّ أول قناة أطفال على يوتيوب تقدم محتواها بالكامل باللهجة المصرية، في خطوة تهدف إلى دعم ثقة الطفل بنفسه، وتشجيعه على التعبير بطلاقة، مما ينعكس على مهاراته اللغوية عند دخوله المدرسة، ويعزز من قدرته على التواصل مع مجتمعه وأسَرته.

وراء هذا المشروع تقف عُلا العدلي، مؤسسة ومديرة قناة "ستوتة" على يوتيوب، وتسعى هي وفريقها إلى تقديم محتوى يراعي الفروقات العمرية، ويبتعد عن العنف، مع التركيز على تنمية المهارات الإدراكية والحسية للطفل.

تقول القناة في أحد الفيديوهات التعريفية التي نشرتها قبل الإطلاق الرسمي، إن أكثر من 50% من الأطفال تحت سن 6 سنوات يشاهدون يوتيوب ما بين ساعتين إلى أربع ساعات يوميًا، وأن 80% من الأهالي في مصر يتشاركون هذه المشاهدة مع أطفالهم بشكل يومي. أما الأهم، فهو أن 85% من نمو دماغ الطفل يكتمل بحلول سن الخامسة، ما يجعل المحتوى الذي يتعرض له في تلك المرحلة بالغ التأثير في تشكيل وعيه وشخصيته.

من هذا المنطلق، حرصت قناة "ستوتة" على إنتاج فيديوهات بألوان هادئة، وإيقاع بصري مدروس، يراعي تركيز الطفل ولا يشتت انتباهه، في محاولة لتحويل وقت الشاشة من استهلاك عشوائي إلى تجربة تعليمية مليئة بالمتعة والفائدة.

ولا يقتصر المحتوى على تعليم الأرقام والحروف، بل يشمل أيضاً التعريف بالعادات والتقاليد المصرية، عبر شخصيات كرتونية قريبة من خيال الطفل وبيئته. وهذا ما يجعل القناة مختلفة عن غيرها، كونها تُقدّم تعليمًا مغلفًا بالهوية والثقافة المحلية.

في النهاية، ترفع "ستوتة" شعار: "خلي وقت الشاشات مفيد واتفرج على قناة ستوتة" – دعوة لكل أسرة مصرية لأن تجعل من وقت الطفل أمام الشاشة فرصة للتعلّم والتطور، وليس مجرد تسلية عابرة.

نرشح لك: محاضر جلسات غرفة صناعة السينما في عصرها الذهبي على الرصيف بسوق ديانا!