بروفايل: عمر البانوبي أول محلل عربي على شبكة "DAZN" العالمية

محمد هيثم

شهدت بطولة كأس العالم للأندية 2025 ظهور عمر البانوبي كأول محلل عربي يشارك في التحليل والتعليق على المباريات بشبكة "DAZN" العالمية، وشارك عمر البانوبي في التحليل المباشر والتعليق على أبرز مباريات البطولة ومن بينها لقاء الافتتاح بين الأهلي وإنتر ميامي الأمريكي، وكذلك فلامنجو البرازيلي وتشيلسي الإنجليزي ومباراة مانشستر سيتي الإنجليزي والعين الإماراتي، إضافة إلى مباراتي الأهلي أمام بالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي.

"إعلام دوت كوم"، تواصل مع عمر البانوبي للحديث عن تفاصيل وكواليس هذه التجربة، وبدايته في هذا المجال، وللحديث أيضًا عن مؤلفاته المختلفة عن كرة القدم، وكذلك رأيه في أداء الفرق العربية في كأس العالم للأندية، وفيما يلي أبرز تصريحاته:

بدأت مسيرتي خلال فترة الدراسة، حين جاءت لي فرصة للعمل مع نادي هال سيتي إنجليزي كان قد استعار محمد ناجي وأحمد فتحي من النادي الأهلي، وكان لديهم وقتها أحمد المحمدي أيضًا، ومن هنا بدأت الأندية الأوروبية تهتم بالتواصل مع الجمهور العربي، كان ذلك في عام 2012، حين تواصل النادي معي لتولي مسؤولية المحتوى العربي، فعملت معهم ضمن الفريق الإعلامي لمدة خمس سنوات، وكنت المتحدث الرسمي باللغة العربية.

عملت أيضًا مع نادي فاينورد الهولندي لفترة قصيرة خلال تواجده في مصر (2017–2018)، ثم شغلت منصب مدير إدارة الإعلام في نادي الجونة لمدة موسمين في الدوري الممتاز، في فترة ترأس فيها الراحل خالد بشارة النادي، وكان حسام غالي مديرًا للكرة. كما توليت رئاسة تحرير برامج قناة النادي الأهلي منذ 2018 وحتى الآن.

على صعيد التأليف، كتبت أربعة كتب عن كرة القدم، وأعمل حاليًا على كتاب خامس. تركيزي كان دائمًا على التوثيق والجوانب التاريخية للعبة. أول كتبي صدر عام 2020 عن تاريخ المحترفين المصريين في أوروبا منذ عام 1908 وحتى 2008، وكان حفل توقيعه الأكبر في تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور نجوم كبار مثل حازم إمام، هاني رمزي، العامري فاروق، مجدي طلبة، وأحمد أبو مسلم وغيرهم.

الكتاب الثاني تناول مسيرة الكابتن محمود الجوهري مع المنتخب الوطني كمدرب، بينما جاء الثالث برعاية الحكومة اليونانية بعنوان "كرة القدم في المدن الجامعة"، واستعرض العلاقة الكروية بين مصر واليونان على مدار قرن. الكتاب الرابع حمل عنوان "أزمة الكرة المصرية في 5 شارع الجبلاية"، وتناول تاريخ اتحاد الكرة المصري وتأثير قراراته على المستوى الفني. أما الكتاب الخامس، فسيصدر هذا العام في لندن ضمن عمل مشترك مع 16 من أبرز كتاب كرة القدم حول العالم، حيث أكتب فصلًا عن شغف مدينة القاهرة باللعبة، في عمل يُعد الأول من نوعه لكاتب عربي.

تشرفت بتمثيل قناة الأهلي في شراكات إعلامية مع قناة ريال مدريد مرتين، وسافرت إلى مدريد في زيارة رسمية لنادي ريال مدريد، في إطار تعاون إعلامي مستمر منذ أكثر من عشر سنوات، ما يدل على الانفتاح الإعلامي العربي على التجارب الأوروبية.


تجربتي مع منصة " DAZN" مختلفة؛ حيث قدمت تحليلات مباشرة على الهواء، وليس مجرد ضيف في استوديو، عملت على 14 مباراة، وكانت بداية قوية، خاصة بمشاركتي في افتتاح مباريات الأهلي، لأكون أول محلل عربي وأول صوت عربي مع زميلي المعلق محمد الشاذلي يظهر على هذه المنصة العالمية، تعلمت الكثير من التجربة، خصوصًا من طريقة إنتاج الأحداث الرياضية وتقديمها باحترافية وبتكلفة أقل من النماذج التقليدية.

كنت سعيدًا بالتواجد مع عمالقة في مجال التحليل والتعليق وعلى رأسهم الأردني خالد الغول والجزائري يزيد مواقي والتونسي أنور فطناسي والسعودي حماد العنزي ونجم اتحاد جدة والمنتخب السعودي مناف أبو شقير وبالطبع زميلي العزيز محمد الشاذلي وفي وجود منسق عام يملك خبرة كبيرة في مجال التليفزيون والإعلام الأستاذ باسم عزمي.

تجربة التحليل المباشر أثناء المباراة، والتي طبقتها منصة " DAZN"، أثارت ردود فعل إيجابية للغاية من الجمهور، سواء في مصر أو الخليج. وأعتقد أن تطبيق هذا النموذج في الدوري المصري سيكون خطوة ناجحة، لأن الجمهور أصبح أكثر وعيًا، ويبحث عن محتوى مختلف وتغطية إعلامية أكثر احترافًا.

هذا النوع من التحليل موجود منذ سنوات طويلة في أوروبا، لكننا في مصر لم نمنحه الفرصة الكافية. لدينا تاريخ عظيم في التعليق والتحليل الكروي، منذ أيام الكباتن ميمي الشربيني، وحمادة إمام، ومحمود بكر وغيرهم، هم من وضعوا الأسس لهذا المجال، واليوم، يمكن تطوير هذا الإرث بتقديم التحليل المتزامن مع المباراة بشكل مبسط وجذاب.


ما ينقصنا في مصر ليس الإمكانات، فهي متوفرة بل وتفوق بعض الدول. ما نحتاجه هو تطوير أسلوب إنتاج المحتوى وتغطيته، من حيث سرعة الأداء، وتركيز الرسائل، والاعتماد على نموذج يُبرز التحليل والتعليق خلال وقت المباراة بشكل أكثر تفاعلًا واحترافية. التجربة أوضحت لي أننا قادرون على الوصول للعالمية، فقط نحتاج إلى رؤية واضحة وتنفيذ احترافي.

بالنسبة لأداء الفرق العربية في كأس العالم للأندية الأخيرة، أرى أن النادي الأهلي تأثر سلبيًا بتغييرات الجهاز الفني المتتالية في فترة قصيرة. خروج مارسيل كولر، وتولي عماد النحاس مؤقتًا، ثم قدوم خوسيه ريبيرو، كل ذلك في فترة ضيقة لم تسعفه لتطبيق أفكاره، خاصة مع وجود عناصر جديدة في الفريق، ومع أن النتائج لم تكن مرضية لجمهور الأهلي، إلا أن هناك مكاسب مهمة تحققت، مثل تألق أحمد سيد زيزو السريع، وظهور محمد بن رمضان بمستوى مميز، بالإضافة إلى المباراة الكبيرة التي قدمها الفريق أمام نادي بورتو.

الأهلي أهدر الفوز في مباراة الافتتاح أمام إنتر ميامي، ضربة جزاء ضائعة، وعدة فرص ضائعة، كلها مؤشرات تؤكد أن الأهلي كان الأقرب لتحقيق الانتصار. ولو فاز، لكان سينتقل لمواجهة باريس سان جيرمان، وهي مواجهة صعبة، لكن المشاركة في دور الـ 16 كانت ستضيف كثيرًا للفريق على المستويين الفني والإعلامي.

الهلال السعودي فقد قدم نموذجًا استثنائيًا، خصوصًا بعد فوزه على مانشستر سيتي في مباراة قوية جدًا بنتيجة 4-3، يمتلك الهلال خبرة واسعة، وإمكانيات مالية كبيرة، وتعاقد مع مدرب يُعد من أفضل مدربي العالم حاليًا. هذه عوامل جعلت الإنجاز ممكنًا.


لا أحب المقارنة المباشرة بين الأهلي والهلال. لأن الفارق في الميزانيات والقوة الشرائية ضخم. الهلال يمتلك ميزانية أكبر بكثير، وصفقات عالمية، وهو ما لا يتوفر بنفس الشكل في الأهلي. لذلك من الظلم إجراء مقارنة رقمية بين الفريقين، لأن ظروف كل نادٍ مختلفة.

الوداد المغربي لم يحقق أي نقاط في مجموعته، التي كانت قوية للغاية، وضمت فرقًا بحجم يوفنتوس ومانشستر سيتي، ما جعله في وضع صعب، نفس الأمر ينطبق على الترجي التونسي الذي اجتهد، وحقق انتصارًا منطقيًا، لكنه اصطدم بفرق أعلى فنيًا وماليًا.