استشاري نفسي تحذر: العنف المنزلي أحد أبرز أسباب التنمر

في ظل تزايد حالات التنمر بين الأطفال والمراهقين، حذّرت الدكتورة نهى الخولي، استشاري الطب النفسي، من خطورة هذا السلوك على الضحية، مؤكدة أنه يترك آثارًا نفسية طويلة المدى، ويُعد سلوكًا مكتسبًا وليس فطرة يولد بها الطفل.

وأوضحت "الخولي" خلال لقائها مع الإعلامية جومانا ماهر والإعلامي رجائي رمزي ببرنامج "صباح الخير يا مصر" عبر القناة الأولى، أن التنمر لا يأتي من فراغ، بل غالبًا ما يكون انعكاسًا لبيئة منزلية قاسية، مشيرة إلى أن الطفل الذي ينشأ في منزل يعاني فيه من عنف جسدي أو لفظي، تتكوّن لديه مشاعر نقص وعدم ثقة في النفس، فيلجأ إلى التنمر كآلية دفاعية لإثبات الذات والتفوق على الآخرين.

كما أشارت إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية سلوك التنمر، سواء من خلال التعليقات السلبية، أو المحتوى المحرّض على السخرية، مضيفة أن الطفل قد يتأثر بأصدقائه أو بمؤثرين يقدّمون نماذج عدوانية، فيحاكيهم دون وعي بخطورة ما يفعل.

وعن المراحل النفسية التي يمر بها الطفل وتجعله متنمراً، أشارت الخولي إلى أنه غالبًا ما يفشل في تكوين علاقات صحية، لأنه لم يتعلم احترام الآخرين أو مراعاة مشاعرهم، فينعكس ذلك على شخصيته لاحقًا، فيصبح معزولًا أو عدوانيًا في علاقاته الاجتماعية والمهنية مما يجعل منه شخصية متنمرة.

وحول كيفية معالجة هذا السلوك، شددت الاستشارية النفسية على أهمية دور الأهل، قائلة: "كل شيء يبدأ من تصرفي أنا كأم أو أب تجاه ابني. هل أعلّمه الاحترام؟ هل أكون قدوة؟ هل ألاحظ تصرفاته وأصحّحها مبكرًا؟"، مؤكدة أن التربية الواعية هي خط الدفاع الأول.

ودعت الخولي إلى ضرورة توفير مساحة آمنة في المنزل تسمح للطفل بالتعبير عن نفسه دون خوف، مع تشجيعه على التواصل مع الآخرين بلطف، وتعليمه كيفية تفريغ غضبه بشكل صحي من خلال الرياضة أو الفنون.