كشفت الإعلامية نهال كمال، زوجة الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، تفاصيل دقيقة وغير معلنة من قبل عن رحلة علاجه الطويلة التي امتدت لسنوات، عانى خلالها بصمت ورفض أن يظهر في صورة المريض، رغم التدهور المتواصل في حالته الصحية.
قالت "كمال" خلال حلولها ضيفة على الإعلامية منى الشاذلي، في برنامجها "معكم منى الشاذلي"، مساء الخميس، المذاع عبر شاشة "ON"، إن "الأبنودي" كان يحرص على الظهور دومًا بكامل حيويته وقوته حتى في أشد لحظات مرضه، وقد يحدث أن يُجري لقاءً تلفزيونيًا أو يشارك في أمسية شعرية وهو في قمة الإرهاق، ليُنقل بعدها مباشرة إلى المستشفى دون أن يعلم أحد.
أوضحت "كمال" أنه ورغم أن الأطباء في الولايات المتحدة وصفوا له بخاخات للتنفس، إلا أن حالته كانت تسوء معها. استمر هذا الوضع لعشر سنوات تقريبًا، منذ أواخر التسعينيات وحتى عام 2008، وكان خلالها يتحرك بصعوبة شديدة ويواجه مشاكل متقدمة في الرئة، لكنه أصر على إخفاء ذلك، وقال لزوجته: "مش عايز أعيش دور المريض... عايز أعيش حياتي".
أوضحت أرملة الشاعر الراحل، أنه في عام 2008، وبعد تدهور كبير في حالته، جاءه اتصال من صديق في فرنسا دعاه لتجربة العلاج هناك، حيث يختلف النهج الطبي عن الولايات المتحدة، ويتميز بالصبر والاحتواء. وبينما كان يتردد في قبول الفكرة، جاءه تدخل مفاجئ من صديق مقرّب لم يكن يودّ أن يُذكر اسمه أو ما فعله مع الراحل، وهو الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد، الذي رتّب له سفرًا بطائرة خاصة إلى فرنسا، وتكفّل بكامل ترتيبات الرحلة والعلاج في المستشفى الأميركي هناك.
أكدت نهال كمال أن هذا التدخل النبيل لم يُكشف من قبل، احترامًا لرغبة الأمير الذي رفض أن يُشكر أو يظهر في الصورة. لكنها بعد مرور 17 عامًا قررت إعلان الأمر، تقديرًا لإنسانيته وتأثير هذه الرحلة الحاسمة في حياة الأبنودي، قائلة: "لولاه، ما كان عبد الرحمن ليعيش هذه السنوات الإضافية".
أوضحت أنه عقب علاجه في فرنسا، نصحه الأطباء بالابتعاد عن القاهرة الملوثة، فاختار الإقامة في منطقة الضبعية القريبة من الإسماعيلية، حيث الهواء النقي والطبيعة الهادئة. وهناك عاش السنوات الأخيرة من حياته.
أشارت إلى أن "الأبنودي" يرفض فكرة أن يرى الناس ضعفه، وندم بشدة على سنوات التدخين التي قال عنها لاحقًا: "كنت فاكر إن الإبداع مرتبط بالسجارة... طلعت غلطان". مضيفة أنه كان يعيش بربع رئة، ورئته كانت شبه متليّفة، لكنه ظل يكتب ويضحك، ويرفض أن يتعامل مع مرضه كهوية أو وسيلة لاستدرار العطف.