فاطمة خير تكتب: ما قناتك التليفزيونية المفضلة؟ قول ما تتكسفش

بصراحة ودون مواربة، ما هى القناة التليفزيونية التى تفضل مشاهدتها فى نهاية يوم مثقل بالأعباء؟ ما هى القناة الى تفضل أن تبدأ يومك بمشاهدتها؟ ما هى القناة الى تلتف حولها مع أفراد أسرتك يوم الجمعة؟

الإجابة صعبة أليس كذلك؟ فى الحقيقة أنا نفسى أواجه صعوبة فى الإجابة، ذلك أنى منذ فترة وأنا أحاول أن أعرف ما هى القناة التى أود مشاهدتها، وما أقصده هنا بالطبع هو أىٍ من القنوات المصرية، أنا بصراحة أجد صعوبةً شديدة منذ مدة فى تثبيت الريموت على قناتى المفضلة، تلك القناة التى أبدأ يومى بمشاهدتها فتمنحنى مزيجاً من البهجة والتفاؤل، أو أستلقى على أريكتى مستسلمةً لما ستأتينى به فتعوض متاعب اليوم وتنسينى مشاغلى، قناة تعرف تماماً ماذا تريد أن تقدم لى، تحرص على التفكير فيما سيسعدنى ويحرضنى على التوقف أمامها أطول وقت ممكن، تهتم بما تعرض وتعرف الهدف منه، تدرك تماماً أن مشاهداً يجلس أمامها، يبحث عن المتعة والترفيه والثقافة، وأن لديه الاختيار التام ليحول المؤشر على قناة غيرها، باختصار هى قناة تجعل المشاهد هدفها الأول والأخير.

لا أعرف منذ متى وأنا أفتقد قناة مصرية أشعر نحوها بالحميمية، ربما أدركت ذلك بعدما خفتت وتيرة تسارع الأخبار وكثافتها، شعرت حينها بالرغبة فى ملء الفراغ  بمواد مختلفة، أو بالمعنى الأصح بمواد تليفزيونية جذابة ومتنوعة كما هو المفترض، وبعد فترة أدركت أن طلبى غير موجود، فالقنوات الحالية على كثرتها وغزارة إنتاجها، لا تقدم محتوى متميز يجعلك تفضل قناةً عن أخرى، حيث لا بصمة ولا تميز “كله شبه كله”، التقليد الأعمى للآخر وللبرامج الغربية، والإنتاج دون البحث عن الابتكار والأفكار الجديدة، جعلت القنوات كلها باهتة، فالحقيقة هى قنوات لا تستهدف المشاهد ،وهذا فى رأيى التفسير الوحيد، وإلا لما لا تحرص على إرضائه؟ فى رأيى أيضاً أن هذه القنوات ولائها ليس للمشاهد لأنها لا تؤمن بأنه مورد أرباحها، وهى لا تسعى للمنافسة لأن من يخططون لها لا يستهدفون الاستمرار فى أدوراهم، هم يعرفون أنه إما القناة عمرها قصير أو عمرهم داخلها؛ لذا فكلٍ منهم ينظر تحت قدميه وحسب، والضريبة يدفعها المشاهد: فما أكثر القنوات وما أقل المتعة!

أذكر أننا فى الماضى مع القنوات المحدودة للتليفزيون المصرى، كنا نستمتع أكثر بالبرامج والمسلسلات، كان لها “طعم”، أفتقد كثيراً  هذا الإحساس الآن، وأخشى جداً أن يكون الثمن الذى سندفعه أكبر حين تخسر كل هذه القنوات قدرتها على جذب المشاهد المصرى.

اللهم بلغت.. اللهم فاشهد