"معكم منى الشاذلي".. دعم لا يتوقف للقضية الفلسطينية

منذ السابع من أكتوبر 2023، ومع انطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية على غزة، تدافع الجميع (مشاهير ومؤسسات وبرامج) لإعلان دعمهم للفلسطينيين ضد العدوان الغاشم والإبادة الجماعية التي يتعرضون لها.

وبمرور الوقت خفت صخب الدعم بعض الشيء، لكن استمرت مجموعة بارزة في مواصلة إعلان التضامن طوال الشهور الماضية وبشكل لافت، من بينهم برنامج "معكم منى الشاذلي" على قناة ON.

البرنامج الذي يعد ضمن الأكثر انتشاراً واستمرارية في الوطن العربي، وحقق مشاهدات على يوتيوب تجاوزت 4 مليارات مشاهدة عبر القناة التي تحمل اسم الإعلامية منى الشاذلي والقناة التي تحمل اسم البرنامج (دون احتساب مشاهدات يوتيوب قنوات cbc ثم ON، ودون احتساب مشاهدات منصات التواصل الاجتماعي أيضاً)، لم تكن معاناة الشعب الفلسطيني لتمر عليه مرور الكرام، خاصةً أن مناقشة تلك القضية ليست أمراً جديداً على برامج منى الشاذلي بشكل عام.

رصد تاريخي

حالة التكثيف المستمر حول القضية الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر، بدأها برنامج "معكم" بسرد تاريخي عن تاريخ فلسطين، وحكاية الأرض التي احتلتها إسرائيل، وأعلنت الأمم المتحدة قيام دولة إسرائيل فيها، وحجم الجرائم التي ارتكبتها جنود الاحتلال.

وعبر تقرير شامل، مدعوم بتعلق صوتي من منى الشاذلي، تم توثيق مشاهد تاريخية من جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن.

كما أشارت لحملات الدعم الواسعة لفلسطين في جميع أنحاء مصر، وألقت الضوء عليها عبر برنامجها ترسيخاً لمبدأ الأمل في الانتصار، قائلة: "الأحداث والأيام ثقيلة لكن في بعض اللمحات بتخلي القلب يبكي لأنه فيه أمل، لما شوفت كل المدارس في مصر بمختلف أنواعها في طابور الصباح بيغنوا لفلسطين ويقفوا حداد علي أرواح الشهداء، حسيت بفخر وأمل، وقلت لازم نعرّف ولادنا الحكاية من أولها".


ضيوف داعمين

لم تخل كثير من لقاءات برنامج "معكم" من التطرق للقضية الفلسطينية من خلال مناقشات ثرية مع الضيوف، منهم الكاتب عبد الرحيم كمال، الذي عبّر عن تفاؤله بالجيل الجديد الذي أصبح متضامناً مع القضية الفلسطينية، قائلاً: ما يحدث في غزة موضوع مربك للغاية متعب ومؤلم للغاية لأن هناك أطفال ودمار لناس مننا ومن لحمنا، لكن أنا شخص متفائل وحدث شيء جعلنى شديد التفاؤل، وهو أن هناك أجيال لم تشهد الصراع وأطفال صغار أخذوا موقفاً وعرفوا أن إسرائيل دولة مغتصبة لأن ما في الجينات لا يذهب".

وتابع: "الأطفال من مرحلة النضج حتى المراهقة أصبحوا مع غزة، وهذا مكسب كبير وهذا نصف النصر، وما كان ينقص الجيل الحالي هو المعلومات ونحن نولد بحب فلسطين وقلبنا معاها".


وفي حلقة الموسيقار سليم سحاب، روى حكايات عن طفولته في مدينة يافا الفلسطينية التي ولد بها في أربعينيات القرن الماضي، وكيف تأثر بأغاني مقاومي الاحتلال الإنجليزي بيافا آنذاك.

كما تحدث الموسيقار لبناني الأصل عن الدراسات التي كتبها رفقة شقيقيه (فيكتور وإلياس) عن تاريخ الغناء والفن في فلسطين قبل نكبة 1948.


تجربة سمر أبو عوف

حلّت المصورة الصحفية الفلسطينية سمر أبو عوف، ضيفة على البرنامج، عقب قدومها من غزة، لتكشف المآسي التي يعيشها الفلسطينيون جراء الجرائم الإسرائيلية التي ينفذها جيش الاحتلال بشكل يومي.

كما تحدثت عن أبرز اللقطات الصحفية التي التقطتها بعدستها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة وحتى خروجها من القطاع، وكيف كانت تعيش يومياتها تحت القصف.

وتطرقت إلى المصاعب التي واجهتها، وكيف أنها اضطرت إلى تقسيم أولادها إلى مجموعتين، ودفعت بكل مجموعة للعيش في مكان مختلف مع بعض أفراد عائلتها، خوفًا من أن تفقدهم جميعًا في هجمات قوات الاحتلال.


"عباد الشمس" الفلسطيني

أيضاً الأغاني والتراث الفلسطيني كان حاضراً بكثافة في "معكم منى الشاذلي"، أبرزه حلقة كورال "عباد الشمس"، الذي تأسس في مصر منذ عام 1987 لدعم القضية الفلسطينية، والذي قدّم خلال الحلقة فاصلًا من أهم وأشهر الأغاني الوطنية.


وضم الكورال 25 مغنيًا وعازفًا من فلسطين ومصر، قدّموا فاصلًا من أهم وأشهر الأغاني الوطنية التي تحافظ على التراث الفلسطيني.

كما كشف الشاعر فايق عوكل وشقيقته فداء عوكل المسئولين عن الكورال كواليس الحفلات التى يقدمونها، وسر المزج بين المصريين والفلسطينين داخل الكورال، وكذلك كيفية اختيار الأغاني والكلمات التي يقدمونها لفلسطين ولشعبها المحاصر.



دعم فيلم "فرحة"

اعتبرت الإعلامية منى الشاذلي أن اللغة السينمائية واحدة من الأدوات المهمة للمقاومة، لذلك تطرقت إلى فيلم "فرحة"، واستضافت مخرجته دارين سلام، واصفةً إياه بالنموذج المشرف للسينما الداعمة لفلسطين.


وأوضحت أنه عندما تم عرض الفيلم على المنصات على الإنترنت شن اللوبي الصهيوني حملة كبيرة ضده، معقبة: "الآخر لا يريد سوى أن تكون هناك رواية واحدة من جانب".

وتابعت: "فرحة.. طفلة حقيقية والفيلم عن قصة حقيقية، حيث تبدأ أحداث الفيلم سنة 1948"، مشيرةً إلى أنه على الرغم من التحديات العديدة التي تواجهها الدولة، ازدهرت السينما الفلسطينية بعد النكبة، حيث قام صناع الأفلام بتسخير قوة السرد البصرية، لتسليط الضوء على نضالات الشعب الفلسطيني وصموده.


مشروع رشيد مشهراوي

كانت الحلقة الأفضل على الإطلاق في هذه الشأن، هي التي حلّ فيها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ضيفاً على برنامج "معكم" للحديث عن مشروعه السينمائي، والذي يحمل اسم "المسافة صفر"، كاشفاً عن كيفية استعانته بنحو 100 سينمائي من داخل مدينة غزة، لتصوير أفلامهم من هناك، من خلال سرد حكايات من داخل غزة "لم تُحكى من قبل".


واعتبر رشيد مشهراوي نفسه بمثابة الجسر بين صناع هذه الأفلام والمهرجانات العالمية، تمهيداً لإخراج موجة جديدة من رواد السينما الفلسطينية للعالم أجمع.

كما شاركت الحوار مع مشهراوي، المخرجة الفلسطينية هناء عويضة، التي أخرجت أحد أفلام مشروع "من المسافة صفر"، متحدثة عن تجربتها في إخراج فيلمها وكيفية العمل لتقديم الحكايات الفلسطينية للعالم من أرض الواقع، والصعوبات التي واجهتها.


وفي هذه الحلقة المميزة، عرض البرنامج لقطات حصرية من تلك الأفلام التي لم نشاهدها من قبل ولأول مرة على شاشات التلفزيون من مشروع "المسافة صفر"، ليكشف رشيد مشهراوي سبب اختياره لبرنامج "معكم منى الشاذلي" تحديداً لهذا الأمر، قائلاً: "هذه أول مرة على الإطلاق نُظهر فيها أي فيديو من أفلام مشروع (المسافة صفر).. واختارت برنامجك تحديداً، لأني عارف إني بحكي في المكان الصح مع الإنسان الصح بالبلد الصح".