كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، حفل إفطار الأسرة المصرية، بمشاركة عدد كبير من مختلف الفئات من كبار رجال الدولة، ورؤساء الأحزاب، وشيوخ القبائل المصرية، ومجموعة من أسر شهداء القوات المسلحة والشرطة، والإعلاميين.

وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة خلال إفطار الأسرة المصرية، جاءت كالتالي: "بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة.. الحضور الكريم،

الشعب المصري العظيم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود في بداية حديثي.. أن أعبر عن عظيم امتناني، بهذا الحضور الكريم.. وسعادتي البالغة، بأن أتواجد في وسط الأسرة المصرية.. التي أعتز بها وبالانتماء إليها.. تلك الأسرة التي تجمعنا في وطننا الغالي مصر.. وتعبر عن أمتنا العظيمة.. الأمة المصرية العريقة.. التي بدأت التاريخ وصنعت الحضارة.. وبقيت رمزا للخير والسلام والقوة وإنني أغتنم هذه الفرصة الطيبة.. كي أجدد معكم الوعد.. في مستهل فترة رئاسية جديدة بعد أن جددتم الثقة والعهد بيننا.. في استحقاق انتخابي، شهد العالم بنزاهته، ومظهره المشرف.


السيدات والسادة،

إن الميثاق والعهد بيننا.. قائم على الصدق والتجرد فى النوايا، والعمل بتفان.. والاجتهاد لأقصى قدر ممكن.. نبتغي وجه الله سبحانه وتعالى.. ونسعى لأن تكون مصر في صدارة الأمم لا نلتفت لمن يسعى لتشويه الحقائق.. ولا لمتربصي إراقة الدماء والقتل وعلى الرغم من جسامة التحديات..

التي واجهناها على مدار عقد من الزمان.. إلا أن إرادة المصريين علت عما سواها.. ونفذت إرادتهم وأحلامهم المشروعة.. في بناء دولة ديمقراطية، أساسها العلم والعمل.. وتسعى نحو السلام والتنمية وفي سبيل تحقيق ذلك.. دفعت أمتنا ضريبة الدم وقدمت التضحيات الغالية.

وبينما كنا نواجه الإرهاب وغدره، بصدور رجالنا فى الجيش والشرطة.. كانت سواعد أبناء مصر تشق الصخر.. كي يعلو البنيان في كل ربوع الوطن.. وتوحدت القلوب تحت ظل راية مصر.. ولم تفرق بين رجل وامرأة.. أو مسلم ومسيحي.. أو عامل وفلاح وخلصت النوايا من أجل تحقيق النصر المبين.. في معركتي البقاء والبناء.

ولقد كان الشعب المصري هو البطل والمعلم.. الذي تحمل الصعاب وواجه التحديات لذا، فإنني أوجه كل تقدير وامتنان.. لكل أم مصرية، وزوجة وابنة.. قدمت الأب والأخ والزوج والابن شهيدا.. كي تهب لنا الأمان والوطن وتحية اعتزاز لرجال القوات المسلحة المصرية، والشرطة المدنية، الذين وهبوا لمصر الأمن والأمان وتحية لكل علماء مصر ومعلميها، وعمالها وفلاحيها، ومثقفيها وإعلامييها.. كل في موقعه كان بطلا.. من أبطال هذا العقد الفريد من عمر الوطن.


شعب مصر العظيم،

بالأمس القريب، أديت اليمين الدستورية.. معاهدا الكل على رعاية مصالح الشعب، ومحافظا على سلامة أراضيه واليوم أعاهد الله.. بأن أستمر في السعي والاجتهاد.. من أجل رفعة وعزة مصر.. وتوفير الحياة الكريمة لشعبها.. والحفاظ على أمنها القومي واستقلالها.. وريادتها الإقليمية ودورها الدولي..

مؤكدا لكم على ما يلى:

أولا - الاستمرار في تنفيذ إجراءات لإصلاح المسار الاقتصادي قائمة على توطين الصناعة والتوسع في الرقعة الزراعية.. وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة.. ودعم القطاع الخاص مع توفير إجراءات الحماية الاجتماعية اللازمة.. للطبقات الأولى بالرعاية.

ثانيا - دعم حالة الانفتاح والإصلاح السياسي التى بدأت منذ إطلاق دعوتي للحوار الوطني في أبريل 2022.. والتي دعمت مخرجاتها الأولى..

ووجهت الحكومة ومؤسسات الدولة برعايتها وتنفيذها مع الاستمرار في دعم الشباب وتمكين المرأة، على كافة الأصعدة: السياسية والاقتصادية والمجتمعية.

ثالثا - وضع قضية بناء الإنسان المصري على رأس أولويات العمل الوطني وفي الصدارة منها: توفير الحياة الكريمة اللازمة له.. وسبل جودة

الحياة بشكل عام من خلال توفير بيئة التعليم الجيد.. والخدمات الصحية اللائقة.. والسكن الكريم.

رابعا - الاستمرار في سياسات الاتزان الاستراتيجي.. التي تنتهجها الدولة المصرية، تجاه القضايا الدولية والإقليمية والتي تحددها محددات وطنية واضحة.. في مقدمتها: مراعاة أبعاد الأمن القومي المصري.. والسعي لإقرار السلام الشامل القائم على العدل.. ودعم مؤسسات الدول الوطنية.. واحترام إرادة الشعوب.

شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبي الكريم،

إن قصة أمتنا على مدار عشر سنوات مضت.. ستكتب بحروف المجد والفخر، في سجلنا الوطني وتظل أحلام المصريين في وطن يليق بتضحياتهم وتاريخهم.. هى البوصلة التي توجهها إلى السبيل.. نحو تحقيق الهدف المنشود وستبقى مصر بإذن الله عزيزة أبية..وطنا عظيما، يتسع لكل المصريين .. فمصر الوطن الذي يسكن فينا..

قبل أن نسكن فيه ومن أجله نردد معا وبالله العظيم:

تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.

شكرا لكم،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


نرشح لك: الرئيس: مصر لن تتوانى لوقف القتال في قطاع غزة