فيصل شمس يكتب: محاولة إنقاذ مي عمر

لا شك أن مي عمر أجادت التمثيل في مسلسل "نعمة الأفوكاتو"، وبصرف النظر عن الدراما الهندية الساذجة التي احتواها المسلسل وعدم وجود إيقاع والأحداث المفتعلة ورسم الشخصيات المنعدم والتطور الدرامي العشوائي والموسيقى المزعجة.. بصرف النظر عن كل ذلك وغيره، لكن مي عمر لم تكن سيئة.

لا أعرف ما الذي حدث، هل أخذت دروس تمثيل فتحسن عملها، هذا احتمال وارد فأعمالها السابقة كانت مصيبة مربعة.

ونستطيع القول إن ما وصلت له هو قاعدة يمكن البناء عليها لتطور جيد في المستقبل.

طبعا لا ننسى أن الجمهور المصري حقل تجارب ممتاز لجميع المواهب وأنصاف المواهب ومعدومي المواهب من الممثلين، الكل يمكن أن يحصل على فرصة وفرصتين وثلاثة بدعم من مجهول ما يملك تأثيرا ما وقوة ما ليحشر هذا الممثل في الأعمال الفنية رغم مستواه الضعيف ومن هنا يبدأ في التعلم ببطء حتى يصل بعد ٢٠ مسلسلا إلى أن يصبح ممثلا جيدا.. ويمكن للجمهور تقبله.

مي عمر حدث معها نفس السيناريو والآن يمكن أن تبدأ في التمثيل الحقيقي، ولكن؟ يجب إجراء عملية إنقاذ سريع لها، أولا من نفسها، فقد أصابتني الصدمة بعد نهاية مسلسل "نعمة الأفوكاتو" أنها قامت بحوار تليفزيوني على قناة "النهار" يحتوي في معظمه على أسئلة شخصية عن علاقتها بزوجها المخرج محمد سامي ثم تصريحات ليست في صالحها على الإطلاق مثل وجود فنانة تدفع الأموال لمهاجمتها عبر اللجان الإلكترونية، وكلام آخر ليس له قيمة تذكر، وفي النهاية تكتشف أن مي عمر تعجلت في حوار كان من الممكن أن يكون انطلاقة لمرحلة جدية وجديدة في حياتها الفنية تعبر فيها عن ثقل فني لممثلة واعدة لكنه وضعها في خانة مي عمر الممثلة العادية التي تنجح بدعم زوجها، ولا تستطيع أن تتخطى ذلك.

الجزء الثاني هو، هل يمكن لـ مي عمر أن تمثل أدوار بعيدا عن زوجها؟ هل يمكنها أن تنسى الأجواء الهندية وتبدأ في اكتشاف نفسها من خلال مخرجين آخرين؟ الإجابة نعم لكن اللوكيشن سيكون مختلفا والإيقاع مختلف وحتى شعور النجمة الكبيرة الذي يصنعه زوجها لها لن يتوفر تماما في مسلسل أو فيلم آخر، وبالتالي هي مخاطرة تحتاج جرأة كبيرة، وتركيز شديد لو هذا حدث. أم أن التمثيل تحت قيادة المخرج الزوج أكثر أمانا وراحة وشعورا بالأهمية ولا داعي لخوض تجربة قد تصنع منها ممثلة جيدة.

الخيار صعب والمشكلة أن مي عمر نفسها قد لا تكون بمثل هذا الوعي والإدراك لتفهم أبعاد الخطوة التي تقف عندها حاليا.

نرشح لك: تحليل| لماذا لم يخطُ النجاح "عتبات البهجة"؟