بدأ التصوير فانتهى القلق.. عصام عمر يكشف كواليس "مسار إجباري"

جذب الانتباه عندما ارتدى "بالطو" الطبيب، وأصبح الرهان هل تجربة "طرشوخ الليف" استثناء أم أن نجمًا جديدًا وُلد بالفعل في هوليود الشرق؟ رهان كسبه عصام عمر بعد ردود فعل إيجابية واسعة النطاق صاحبت عرض الحلقات الأولى من "مسار إجباري" حين جسد شخصية طالب الحقوق النابه الذي انقلبت حياته كلها رأسًا على عقب بعدما علم سر والده الأكبر. 

في المسلسل لم يرتد "عمر" روب المحاماة حتى في المشهد الأخير حين أنقذ شقيقه من حبل المشنقة، لكنه "دافع" عن موهبته وأكد استثنائيتها وهو ما تأكد من خلال حواره مع إعلام دوت كوم الذي كشف فيه عن رؤيته لمسلسل "نادين خان" الناجح وعلاقته في الكواليس بأحمد داش وصابرين ورشدي الشامي وباقي فريق العمل .


في الحوار كشف "علي البرنس" عن جديده بعد "مسار إجباري" وما يمكن وصفه بفلسفته الخاصة تجاه الحياة والفن وإدارة الموهبة.  

"علي" و"حسين".. اتنين بمقام ملايين

في البداية قال "عمر" إن ما شجعه على تقديم مسلسل "مسار إجباري" هو اختلاف فكرته ورغبته في تقديم عمل يتحدث عن علاقة الإخوة، العلاقة الحقيقية التي يقف فيها الأخ بجانب أخيه ويُسانده ويُقدم له الدعم ويد العون، عكس ما يظهر في الدراما، موضحًا: "مش الأخوات في الدراما اللي معظمهم بياكلوا بعض، لا الأخ اللي مالوش غير أخوه".


أردف أن أغنية "اتنين بمقام ملايين" التي عرضت ضمن أحداث الحلقة 13 من المسلسل، كانت تتحدث عن هذا الموضوع، وأنهم أرادوا إيصال فكرة أنه على الرغم من اختلاف الشقيقين "علي" و"حسين" إلا أن كل واحدٍ منهما يُكمل الآخر، فـ "حسين" ابن شارع ويستطيع التعامل بيديه مثلًا، على عكس "علي" الشخص العاقل الهادئ الذي يُفكر أكثر ويكتم مشاعره بداخله طوال الوقت.


تابع أن شخصيته الحقيقية لا تُشبه شخصية "علي" التي يُقدمها في المسلسل إلا بنسبة 30% تقريبًا، فالتشابه بينهما في التفكير بهدوء والعقل وعدم اتخاذ قرارات سريعة، ولكنه يختلف معه في التوتر والقلق، فقد كان "علي" شخصية متوترة في أغلب الوقت ويظهر هذا في حركة قضم أظافره التي طالما لجأ إليها لإخفاء توتره.

لو الجمهور حس أني بمثل مش هيصدقني

ردود فعل عديدة أشارت إلى تلقائية وطبيعية الأداء التي يتسم بها عصام عمر وهو ما تأكد في "مسار إجباري"، عن هذه النقطة يقول أن أجمل شيء في التمثيل هو فكرة عدم إظهار التمثيل نفسه، فيقوم الشخص بدراسة الشخصية وفهم طبيعتها لتقديمها حقيقية دون مبالغة، فيشعر الجمهور أن انفعاله في الحزن والفرح يُشبه انفعال صديق له، مثل ابتسامة "علي" البسيطة التي تُشبه الأشخاص العاديين الذين نراهم في حياتنا اليومية، موضحًا: "اللي بحبه في التمثيل بصراحة أني أبان ما بمثلش، لأن لو عكس كده بان الناس هتحس أني غريب عنها فمش هيتقبلوا كلامي، وبالتالي المسلسل مش هينجح".

أكمل أنه يستعد لكل دور يُقدمه من خلال قراءة السيناريو جيدًا بخاصةً المشاهد التي تتحدث فيها الشخصية، ليتمكن من فهم طريقة حديثها، ومن ثم يُحدد أبعادها الاجتماعية والنفسية والجسمانية، والتي يتمكن عن طريقها من تخيل طريقة الكلام وحركة الشخصية، فإن كان شخص متوتر مثلًا يبحث عن أهم السمات التي تُميز هذه الفئة من الناس، وإن كان واثقًا فيهتم بطريقة سير الشخص الواثق من نفسه وحركاته وانفعالاته وهكذا.


أضاف أنه يطلع أيضًا على ماضي كل شخصية يُقدمها، لأن الماضي هو الذي يدفعنا للقيام بتصرفات وسلوكيات معينة في المستقبل، لافتًا إلى أنه اكتسب كل هذا من خلال تعامله مع فنانين من بلدان مختلفة عندما كان يُقدم عروضًا مسرحية بالخارج.

دون تخطيط مُسبق

تنطلق فكرة مسلسل "مسار إجباري" من حدوث أمر مُفاجئ وغير متوقع، يُحول مسار الشقيقين إلى اتجاه مختلف تمامًا عما خططا إليه، وعندما سألنا "عمر" عن رأيه في هذه الفكرة واستعداده لها، أوضح أن هذا أجمل ما يحدث في الحياة، فمهما وضع الإنسان خططًا لنفسه فلا يُمكن أن تُعطيه الحياة ما يتمنى في كل مرة، وأنه يُفضل التسليم الكامل للَّه عز وجل في كل شؤون الحياة، ومن ثم الاجتهاد والسعي المستمر، وبالتالي سيكون النجاح في انتظاره.

أشار إلى أهمية الثقة في تدابير الله مع التسليم الكامل لمشيئته، مُستشهدًا بالآية الكريمة: "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ"، موضحًا أنه لم يُخطط لأي شيء مما حدث معه، فهو لم يُخطط للنجاح أو لتقديم مسلسل في رمضان مثلًا، ولكن كل ما كان يُريده هو التمثيل، وظل يسعى لمدة 9 سنوت تقريبًا، ولم يتوقع أبدًا أن يكون كرم الله معه بهذا الشكل، وأن ينجح بهذه الطريقة، موضحًا: "معتقدش أن الحياة هتدينا كل مرة اللي احنا مستنيينه، بس يمكن بتدينا حاجات أحلى بكتير".

سفر اختياري قبل التصوير

عن التفاهم مع أحمد داش أمام الكاميرا، قال "عمر" أن رحلة سفر مُسبقة مهدت للتناغم الذي لاحظه الجمهور، حيث قررا السفر سويًا قبل التصوير وحضرا للشخصيات على مهل وبدراسة مُعمقة مما جعل علاقتهما في المسلسل تظهر بهذه الشكل.


أضاف أنه استمتع بعمله مع الفنانة صابرين الذي تعلم منها الكثير وكانت تُعامله كأنها والدته في الحقيقة، لافتًا إلى أنها سيدة مُثقفة ولديها وعي كبير واستفاد من نصائحها كثيرًا، بخاصةً عندما نصحته بعدم القسوة على نفسه خلال التصوير ليتمكن من التمثيل بطبيعية، علاوةً على استمتاعه بالتعاون مع الفنان رشدي الشامي الذي قال عنه أنه "أستاذ تمثيل".


نرشح لك: مواعيد عرض مسلسل "جودر" على "ON"

تابع أنه بالطبع شعر ببعض القلق بسبب مشاركته بعمل في الموسم الرمضاني، لكن كل هذا انتهى بمجرد بدء التصوير لأنه لم يهتم سوى بتقديم عمل جيد، فلم يُفكر في الأعمال الفنية الأخرى الموجودة على الساحة لأنها بالتأكيد لفنانين ونجوم كِبار، وصب اهتمامه على عمله فقط، موضحًا: "دي ناس ناجحة بقالها سنين، وكل اللي كان في بالي أني أعمل مسلسل حلو، ما فكرتش أن ده أول مسلسل ليا في رمضان وقولت الحمد لله أني هعمل مسلسل فعايزه يطلع حلو".


ليس من أجل سبيرو سباتس

"لو احنا زهقنا فالناس اللي بتموت هتعمل إيه؟".. هكذا أوضح "عمر" سبب اهتمامه بالحديث عن القضية الفلسطينية بشكلٍ دائم منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، من خلال حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، موضحًا أن ظهور "سبيرو سباتس" في أكثر من مشهد ضمن أحداث مسلسل "مسار إجباري" لم تكُن من أجل المنتج نفسه، ولكن كان إصرار وحرص شديد منه على عدم ظهور أي منتج من منتجات المقاطعة داخل أحداث العمل، وأنه لن يمل من الحديث عنهم لأنه ليس أمامه سوى ذلك، فهو يُريد إخبارهم أنه على الرغم من عدم قدرته على فعل أي شيء لهم فهو لم ولن ينساهم أبدًا.

كيف يتعامل مع التعليقات السلبية؟

تابع أنه يستقبل تعليقات الجمهور بسعادة بالغة، ويشعر أنه أمام مسؤولية أكبر لتطوير نفسه وأدائه ليظهر أمامهم دائمًا بأفضل شكلٍ مُمكن، لافتًا إلى أنه يدرك جيدًا أن الجمهور لن يتفق على شخص واحد طوال الوقت، لذلك فهو يُخبر نفسه دائمًا أنه حتى وإن جائته تعليقات سلبية فيجب عليه أن ينظر إليها بنظرة إيجابية ولا يدعها تؤثر عليه بالسلب، لأن بالنسبة له فانتقاد الجمهور وعدم اتفاقهم على حُب فنان واحد هو شي منطقي.


مكالمة بعد كل حلقة

عن العائلة أوضح أن لا شيء تغير بعد الانتشار الجماهيري، وأنهم يهاتفونه بعد كل حلقة من "مسار إجباري"، لافتًا إلى أنهم لا زالوا مستقرين في الإسكندرية ويذهب هو إليهم بين الحينِ والآخر، وأنه حرص على زيارتهم في أول يوم من رمضان، ويستعد للذهاب مرة أخرى خلال إجازة العيد المُقبلة، وأن والدته تسعد كثيرًا عندما يُحدثها أحد المعارف عن نجاحه: "أهلي بيتصلوا بيا يباركولي وبيتفرجوا وبيكلموني بعد كل حلقة، وصحاب أمي بيكلموها على طول والناس اللي بتقابلهم وبيقولولها أنهم بيحبوني وهي بتبقى مبسوطة جدًا".


ماذا بعد الإنتصار على "مجدي حشيش"؟

انتهى التصوير ومن بعده انتهى عرض المسلسل، فسألنا عصام عمر عن الجديد، قال الفنان الشاب أنه يواصل تصوير فيلم "فرقة الموت" للفنان أحمد عز وآسر ياسين ومنة شلبي، ويجسد شخصية ضابط في الأربعينيات ضمن فرقة البحث عن "خُط الصعيد"، وأنه سعيد بالتعاون مع طاقم العمل بأكمله ومع المخرج أحمد علاء الديب، وأن هذا هو تعاونه الأول مع الفنان أحمد عز، الذي سعد كثيرًا بهذا العمل، كما أنه يستعد لدخول تصوير مسلسل جديد مع الفنانة غادة عبد الرازق.

تابع أنه يتمنى تقديم شخصية الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، في أي شكل فني مناسب، لأنه شخصية غنية ومليئة بالأحداث وصاحب أثر كبير في كل الأوقات.