تفاصيل التعاون المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة

يسهم التقاء الأهداف بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة، إلى حل أزمات متكررة في مبدأ الاعتماد على مصدر واحد احتكر تصدير منتجات الطاقة، تزامنا مع أزمات سياسية أخرى، ويغذي طموحات مصر في تحقيق أهدافها الاستراتيجية تعزيز موقعها كمركز إقليمي لتداول الطاقة وذلك لتمهيد طريق المستقبل للطاقة الخضراء التي تطمح أن تحقق فيها الصدارة.

وفي إطار البحث عن بدائل آمنة، كانت المصالح والأهداف المشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة حلا استراتيجا لمفهوم أمن الطاقة الأوروبي، حيث تمتلك مصر عناصر قوة متعددة وعليه فإن حصيلتها الجيواستراتيجة تعد كبيرة نسبيا مقارنة بدول شرق المتوسط الرئيسية، حيث تمتلك بنية تحتية ضخمة في صناعة الغاز الطبيعي.

وتعد حقول الغاز المصرية في شرق المتوسط الأكبر في أحواض الغاز في المنطقة، التي اكتشفت على عتبة أوروبا القريبة، وهذا يجعل دول الاتحاد الأوروبي هي السوق الفضلة والأكثر تناغما وقربا بصفته السوق الرئيسية.

لذا، حققت مصر معدلات وأرقاما قياسية على مدار السنوات الماضية في قطاع الغاز الطبيعي، وذلك بداية من البحث والاستكشاف والإنتاج والتصدير، حيث يشكل التطور الذي تحقق في نشاط استقبال ونقل وتوزيع الغاز الطبيعي قيمة مضافة ويأتي مواكب لما يتم تحقيقه في قطاع الغاز الطبيعي من اكتشافات وتنمية وإنتاج، ويأتي حفاظ مصر على أحجام الغاز المصدرة مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي بفضل العديد من العوامل.

ومن أبرز العمل التي ساعدت على ذلك هي زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية في قطاع البحث والاستكشاف عن الغاز الطبيعي، مستويات الإنتاج المحلي المرتفعة، وإعادة تشغيل محطة الإسالة في دمياط والتي باتت تؤدي دورا مهما في تصدير عدة شحنات من الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الأوروبية.

ويمثل تحول مصر إلى قاعدة لإمداد القارة الأوروبية باحتياجاتها من الغاز الطبيعي أمرا مهما وحيويا للطرفين، إذ أن هذا الأمر يعطي للدول الأوروبية قدرا كبيرا من الاستقلالية في مواجهة موردي الطاقة الرئيسيين لهم وعلى رأسهم بالتأكيد روسيا، كما يُمنح للدولة المصرية والدول المنتجة المحيطة بها فرص تعظيم صادراتها من الغاز الطبيعي لدول الاتحاد الأوروبي في هذا الإطار، حيث تبذل مصر جهودا ومساعي كبيرة لتعظيم قدارت البنية التحتية للطاقة على مستوى الدولة المصرية بأكملها، وعليه اتخذت الشراكة المصرية الأوروبية صورا عديدة.

وعليه فإن مصر مرت برحلة طويلة في التحول من دولة مستهلكة للغاز الطبيعي ولديها عجز في هذا العنصر المهم للطاقة لتصبح دولة مصدرة له.