رأي أحمد كريمة في توقعات الأبراج الفلكية

ناشد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الوسائل الإعلامية والعاملين فيها بكافة أنواعها، بأن يكفوا عن نشر أو استضافة أو بث من يدعون عِلم الغيب، لأن ذلك يُناقض مقتضيات الإيمان العقائدي الصحيح.

قال "كريمة" خلال لقائه مع الإعلامي يوسف الحسيني في برنامجه "التاسعة" المُذاع عبر شاشة القناة "الأولى المصرية"، إن الإسلام يُعالج الخرافة والأساطير، ويُريد للإنسان أن يعيش في عالم الشهادة وقوانينه، وكل المجالات التي تحور به، وهو العالم الذي نعيشه الآن، وما غير ذلك والمستقبل فهو عالم الغيب الذي لا يعلمه إلا اللَّه.

تابع أن اللَّه عز وجل قال في أواخر سورة لقمان: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ"،

وأن لذلك جاء النبي صلى اللَّه عليه وسلم، ليُعالج ما كان عليه البشر قبل نبوته، فكانوا يذهبون إلى الكُهان الذين يدعون العلم بالغيب.

استشهد بقول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من ذهب إلى كاهنًا أو عراف فصدقه، فقد كفر بما أُنزل على محمد"، موضحًا أنه من الثوابت والقطعيات والمعلوم من الدين بالضرورة في التشريع الإسلامي، تحريم ممارسة أو تصديق من يدعي علم الغيب، وضرب أمثلة على ذلك بحظك اليوم وفتح الكوتشينة وقراءة الفنجان، علاوةً على من يظهرون في البرامج والقنوات التلفزيونية في نهاية كل عام وحتى الأول من شهر يناير ليقوموا بالتحدث عن توقعاتهم لما سوف يحدث في العام الجديد.

أردف أن كل هذه خرافات جاء الإسلام ليُزيلها وليجعل الناس تتخذ بالأسباب، وأن اللَّه أعطانا منهج إيماني رائع ومُحكم، مُستشهدًا بخواتيم سورة يونس: "وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".

تابع أن حتى النبي صل اللَّه عليه وسلم مع درجة قُربه من اللَّه تعالى، لم يكُن مُطلعًا على عِلم الغيب، فكما جاء في القرآن الكريم: "وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ"، مُشيرًا إلى أن من يفعل ذلك فهم أناس يقوموا بالمتاجرة بآلام أو مشاعر أو أموال الناس.

واختتم حديثه بمناشدة الإعلام بكافة أنواعه أن يكف عن نشر أو استضافة أو بث من يدعون عِلم الغيب، لأن ذلك يُناقض مقتضيات الإيمان العقائدي الصحيح، مُتمنيًا الإقلاع عن هذه العادة المرزولة، وأن يتم الأخذ بالأسباب وعدم الاتكال على ضربة حظ، مُستشهدًا بحديث الرسول صلى اللَّه عليه وسلم الذي قال فيه: "كذب المنجمون ولو صدفوا".


أحمد كريمة عن توقعات الأبراج: أتمنى ألا نتكل على ضربة حظأحمد كريمة عن توقعات الأبراج: أتمنى ألا نتكل على ضربة حظ