بدون مقابل مادي.. ميركاتو لاعبي وأندية دوريات المظاليم على فيس بوك

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي "سوق" للعرض والترويج لكل شئ، سلعة، خدمة، وظيفة، أو حتى لاعب كرة قدم، فاكتشاف لاعبين كرة قدم جدد في دوري الدرجة الرابعة أو الثالثة أو الثانية "دوريات المظاليم" أصبح لا يحتاج أكثر من منشور يعرض فيه اللاعيب بياناته وبعض المهارات التي يمتلكها أو ما يسمى بالـ CV.

وبالمثل، النادي أيضا إذا احتاج لاعب جديد، لا يحتاج سوى النشر على فيس بوك، موضحا مركز اللاعب المطلوب ومهاراته مع عرض مميزات النادي أيضا لإقناع اللاعبين بالذهاب إليه.

تعمق إعلام دوت كوم أكثر في هذا السوق الإلكتروني، وتواصل مع عدد من اللاعبين، لمعرفة كيف يعرض اللاعب نفسه على فيس بوك من خلال منشور، ولماذا اللجوء لهذه الطريقة تحديدا؟ وما هو CV لاعب كرة القدم؟

بلعب برجليا الاتنين وفي كل مكان في الملعب.. لاعب بمهارات ومراكز لعب خيالية

قال محمود خليل، لاعب مواليد 2002، إنه يحرص على توضيح المراكز التي يستطيع اللعب بها، حتى تجده الأندية التي تبحث عن لاعبين في هذه المراكز، مضيفا أنه يحرص على إبراز مهاراته وأهمها السرعة والقوة والتسديد، قائلا: "أشيل فرقة"، مؤكدا أنه يحرص على البحث عن نادي "بدون مقابل مادي".

أكد ذلك أشرف محمد، لاعب مواليد 2004، أنه يحرص على البحث عن نادي "بدون مقابل مادي"، مضيفا أنه يحرص على عرض فيديو يجمع لقطات له وهو يلعب حتى يشجع الأندية على منحه فرصة فقط للذهاب إلى اختبار أو تدريب ليراه المدرب، موضحا أن من أهم مهاراته "بلعب برجليا الاتنين".

أما شوقي علي، لاعب مواليد 2004، فيرى أن أهم مميزاته، أنه يستطيع اللعب في أي مكان بالملعب، ومن الممكن أن يقبل بنادي بمقابل مادي فأغلب الأندية استثمارية.




عناصر CV لاعب كرة القدم

ويبدو أن أمر الـ CV في هذه الحالات هام وجدا، حيث أخبرنا حسام عمر، يمتلك بعض المهارات في المونتاج ويساعد اللاعبين في عمل الـ CV دون مقابل مادي -على حد قوله- أن اللاعب الذي يريد الانتقال لأي نادي لا بد أن يصنع لنفسه CV "محترم" حتى يعرضه على الأندية والمدربين بكل سهولة، موضحا أنه يجب أن يحتوي على الأماكن التي لعب بها من قبل، وملخص لمساته في كل مباراة، لافتا إلى أن الأمر أيضا ليس مجاني وهناك متخصصين لعمل الـ CV يحصلون على مقابل مادي.

السوشيال ميديا أسهل وأسرع.. ولكن

قال شريف أحمد، لاعب مواليد 2000، إنه يلجأ لهذه الطريقة للترويج لنفسه والبحث عن نادي لأنها الأسهل والأكثر انتشارا، موضحا أنه تقريبا لا يوجد وسائل أخرى، إما أن يكتشفه أحد أثناء لعب أحد المباريات وهذا صعب بعض الشئ لأن معظم اللاعبين يقضون فترات بدون أندية فلا يمارسون الكرة خلال مباريات تحظى بمشاهدة.

فيما أوضح علي سامح، لاعب مواليد 1998، أنه بالطبع يوجد وسائل أخرى بخلاف السوشيال ميديا، مثل التعاقد مع وكيل لاعبين، ولكنه يحصل على عمولات وسمسرة، قائلا: "الوكيل لازم هياخد سمسرة أو هدية حتى لو علبة سجاير، وإحنا ظروفنا ماتسمحش، إحنا أقصى طموحنا نلاقي نادي بدون مقابل مادي".

ولكن محمد حسانين، لاعب مواليد 2005، رغم اتباعه لنفس الطريقة في الترويج لنفسه، إلا أنه لديه بعض التحفظات، مبررا ذلك بأن المدربين أو الوكلاء أو مسئولين الأندية الذين يتجاوبون مع اللاعبين عن طريق تلك المنشورات، لا يمكن التأكد من نواياهم أو هويتهم إلا بعد التعامل المباشر معهم والذهاب لمقابلتهم، فقد يكون أحدهم غير تابع لنادي أو مجرد سمسار يرغب في عمولة أو شخص يعمل في نادي بالفعل ولكنه يمارس عمله بتلك الطريقة للحصول على عمولة لنفسه أيضا.

الأمر وصل إلى نادي الزمالك

وحديث "حسانين" يبدو منطقيا بعض الشئ، خاصة أننا وجدنا التعليق التالي على منشور لأحد اللاعبين يبحث خلاله عن نادي، ومن المفترض أن هذا أشرف هاشم، مدير تسويق بنادي الزمالك، يعرض على اللاعب التواصل معه، قد يكون حقيقي وقد يكون مزيف.. وتلك معضلة أخرى، من أين نتأكد من هوية هؤلاء الأشخاص؟ وأنهم يبحثون عن لاعبين بشكل جاد بالفعل وتابعين لأندية؟ وهل تعاقد الأندية مع لاعبين عن طريق السوشيال ميديا أصبح منتشرا ومعتمدا لتلك الدرجة؟ حتى أن الأندية الكبيرة تتبع تلك الطريقة لإيجاد لاعبين؟ وهل محتويات الـ CV السابق ذكرها كافية ولو لحكم مبدئي على لاعب؟


لمن يريد انتهاز الفرصة.. نادي بدون مقابل مادي

وكما يروج اللاعب لنفسه، فالنادي أيضا عندما يبحث عن لاعب، يروج هو الآخر لنفسه ويعرض مميزاته، فمثلا محمد أحمد، مدرب بأحد أندية الدرجة الرابعة -رفض ذكر اسم النادي- أوضح أنه يلجأ لنفس الطريقة للبحث عن لاعبين لفريقه لأن السوشيال ميديا تتيح الفرصة للوصول لعدد أكبر من اللاعبين والاختيار من بينهم، مضيفا أنه يوضح ضوابط النادي حتى يكون اللاعب على علم بالنظام، فمثلا من مميزات النادي هو إتاحة بدل انتقال وتدريب ومكافآت فوز وتعادل.

أما خليل محمد، مدرب ومسئول التسويق بنادي في الدرجة الرابعة، قال إن ناديه غير استثماري، ويقبل اللاعبين "بدون مقابل مادي"، بل بالإضافة لذلك يمنحهم راتب شهري ومكافأة فوز، مؤكدا أن من أهم مميزاته أن النادي ينافس على الصعود.

بدون مقابل مادي.. النادي أم اللاعب؟

لاحظنا فيما سبق تكرار جملة "بدون مقابل مادي" وللوهلة الأولى لم نفهم من الذي يحصل أو لا يحصل على مقابل مادي، لاعب أقصى امانيه نادي بدون مقابل مادي، ما معنى ذلك؟ هل يبحث لاعب عن نادي لا يدفع له أموال؟ غير منطقي. على الجانب الآخر نادي يرى أن من أهم مميزاته أنه بدون مقابل مادي، ما هذا؟ نعرف التفاصيل في السطور التالية:

"بدون مقابل مادي يعني النادي يقبل يقيدني معاه من غير ما ياخد مني فلوس".. أوضح لنا مصطفى مجدي، لاعب مواليد 2002، معنى جملة بدون مقابل مادي، موضحا أن معظم الأندية تطلب مقابل مادي من اللاعبين بغض النظر عن الموهبة والمهارة، لأن ما يهمهم هو جمع الأموال لأن النادي في الأساس يكون استثماري، مشيرا إلى أن أقصى طموحه هو الحصول على مكافأة فوز أو بدل انتقالات، أما المرتب الشهري فتلك أمنية بعيدة المنال.

فيما أكد خالد منصور، لاعب مواليد 2006، أن بعض المدربين يكون هدفهم جمع أموال من اللاعبين، وبذلك تضيع الفرصة على من يستحقها.

الأندية: المقابل المادي ليس سبوبة

وبالطبع الأندية التي تقبل اللاعبين بمقابل مادي لديها وجهة نظر، نتعرف عليها في السطور التالية:

قال محمد، مسئول بنادي درجة ثالثة، إنه لا يرى أزمة في أن يدفع اللاعب 2000 جنيها مقابل أن يحصل على فرصة للعب في نادي ومن ثم يثبت نفسه وينتقل لنادي أفضل، مؤكدا أن النادي يريد تحقيق مكاسب مادية بالطبع وإلا فكيف يستمر؟

فيما أكد أحد مسئولي نادي بالدرجة الرابعة، أنه لا يوجد نادي يقبل لاعب بدون مقابل مادي، وأن حتى النادي الذي يعلن عن ذلك فهو غير حقيقي وبمجرد ذهاب اللاعب إلى التمرين سيطلب منه مقابل مادي.

أشار إلى أن ناديه يطلب 2600 جنيها فقط، مبررا ذلك بأنها رسوم القيد باتحاد الكرة والحصول على كارنيه، مضيفا أن النادي يتعاقد مع مع اللاعب في أول عام لمدة موسم واحد، ولكن إذا كان اللاعب جيد سيتم التجديد له في العام الثاني وهذه المرة بدون مقابل.


ذكر أن اللاعب يحصل على راتب وتعاقد لعدة مواسم إذا صعد الفريق إلى كأس مصر، أما إذا لم يصعد فالنادي يختار اللاعبين الجيدين فقط للتعاقد معهم الموسم المقبل، مؤكدا أن الأمر ليس سبوبة.

دوري المظاليم

كان الهدف من البداية هو معرفة الطريقة المستحدثة في اكتشاف اللاعبين، مع بعض السخرية منها، فهل نصل في يوم ما أن نقول هذا اللاعب اكتشاف الفيس بوك؟! ولكن السوشيال ميديا وكما جعلت كل شئ متاح وسهل الوصول إليه، جعلتنا أيضا نصل إلى أزمة صغيرة من أزمات عدة يتعرض لها لاعبي دوريات المظاليم، لا أعرف من أطلق هذا اللقب ولكنه في الجول.