طارق الشناوي: مستوى الأفلام المصرية لا يؤهلنا للترشح في الأوسكار

كشف الناقد الفني طارق الشناوي، عن رأيه في عدم وجود أفلام مصرية مؤهلة للمشاركة في جوائز الأوسكار، وأن اللجنة التي تقوم بترشيح الأفلام لها لم تُقدم أية ترشيحات حتى الآن.

قال "الشناوي" خلال مداخلة هاتفية في برنامج "المصري أفندي" المُذاع عبر شاشة "المحور" مع الإعلامي حسام الدين حسين، أن اشتراك الأفلام المصرية في جوائز الأوسكار من القضايا الهامة المُثيرة للجدل، والتي تطرح تساؤلات حول هل نشترك ونحن موقنين من الخسارة؟ حيث أن مجرد الإعلان عن اشتراك أحد أفلامنا يُهم مخرج ومنتج وبطل العمل، ويُقدم لهم نوعًا من التوازن الأدبي، ولكن الترشح للالتحاق بهذا المحفل السينمائي ليس معناه أن الفيلم المُرشح جيد في المطلق، وإنما جيدًا بالنسبة للجنة الترشيح في بلد العمل نفسه.

تابع أن العديد من الدول العربية ترشحت بأفلام مختلفة لجوائز الأوسكار، ولكن مستوى الأفلام المصرية لا يؤهلها للتقدم، وأنه لا يُريد مصادرة حق لجنة الاختيار وأن لها كامل الاحترام، ولكن يجب تتوفر اللغة السينمائية في العمل المُرشح لأن المنافسة قوية جدًا بين 80 فيلمًا من 80 دولة مخالفة، وأنه ليس في مصلحتنا التباهي بالمشاركة إلا في وجود فيلم يستحق هذا.

أضاف أنه ذكر في العمود المنشور له منذ أيام عن الأفلام العربية المُرشحة، ولم يكتب عن الفيلم السوداني "وداعًا چوليا" لأنه لم يترشح حتى الآن ولكنه قيد ذلك، وأن مُنتج العمل هو المخرج أبو العلا المُشارك أيضًا في إنتاج فيلم "المرهقون" الذي سيُمثل دولة اليمن في الأوسكار، وأنه مخرج لا يُفكر في نفسه وإنما في الصناعة لهذا شارك في إنتاج أفلام مختلفة، ووجه إليه الشكر والتحية.

أكمل عن ضرورة وضع آلية وثقافة والقدرة على الترويج للأفلام المصرية المُشاركة في الأوسكار بلوس أنجلوس، لأن هذه هى الخطوة التالية لاختيار الأفلام وترشيحها، وهى خطوة يغفل عنها الكثير بسبب عدم وجود هذه الثقافة لدى صُناع الأفلام، فقد تم ترشيح من قبل أفلام "سهر الليالي ورسائل البحر ويوم الدين" ولكن لم يتم الترويج لهم بالخارج.


تابع أنه إذا تم ترشيح أحد الأفلام المصرية سنتمنى له جميعًا التوفيق، ولكن يجب على صُناعه إدراك أنهم أمام شيئًا أبعد من مجرد الاشتراك، لأنه لا يعتبر الترشح والالتحاق انتصارًا لنا أو نجاحًا أو مدعى للاحتفال، وأننا إذا لم نُرشح فيلمًا فهذه رسالة هامة لوجود مشكلة في السينما والأفلام المصرية، وأن الفيلم المصري يحتاج إلى الدعم ووجد سقف أعلى للرقابة، وأنه إذا تم دعم 5 أفلام على الأقل سيتم تغيير حال السينما لدينا.

أضاف أن أفلامنا التي شاركت في جوائز الأوسكار لم تصل إلى ترشيحات القائمة القصيرة التي تضم 5 أفلام، أو حتى القائمة الطويلة ذات الـ 15 فيلمًا، وفي المقابل وصلت فلسطين مرتين إلى القائمة القصيرة بأفلام للمخرج هاني أبو أسعد، وأن لجنة اختيار الأفلام المصرية مرت بتغييرات على مدار التاريخ، فكانت من ذي قبل تتم في المركز الكاثوليكي ومن ثم نقابة السينمائيين بقيادة المخرج مسعد فودة.

تابع أنه عندما كان الاختيار في المركز الكاثوليكي، كان للمركز وجهة نظر أخلاقية ولكنه كان يترك لهم هامش للرهان على الفن، ففيلم "سهر الليالي" على سبيل المثال، إن كانت تمت محاكمته أخلاقيًا كان يُمكن أن تحدث مشكلة، ولكنهم كانوا مُنفتحين وعلى دراية بأن الأفلام المُشاركة تُمثل مصر.

أكمل عن ضرورة وجود ثقافة كيف نصل إلى الأوسكار والمهرجانات الكبرى، لأن هذه المحافل السينمائية لها ثقافات آخرى، وتمنى أن يكون السينمائيين مُدركين لهذه الثقافة، وأن يقوموا بالمحاولة في هذا الاتجاه.