عرض "APNEA".. انقراض البشرية يبدأ بتعنيف المرأة

كيف يمكن للإنسان أن يعيش مقطع الأجنحة، مسلوب الإرادة، مخنوق الحرية، ويتحكم فيه الآخر؟! ظلت هذه الأسئلة تدور في عقلي طوال الساعة ونصف الساعة لعرض المسرحية الإيطالية "APNEA" بقاعة محمود رضا بمسرح البالون مساء أمس الأربعاء، ضمن عروض مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الـ30.

في البداية لم أكن مخططة لدخول العرض الإيطالي، ولكن فكرت في الذهاب إلى عرض أجنبي مختلف، لذلك قررت دخوله وكلي يقين بأنه سيكون مملا ولن أستطع فهمه نظرا للغة الإيطالية، أو سيكون به رقصات استعراضية لذيذة ستنال إعجابي بعضها.

العنف ضد المرأة

ولكن ما حدث كان العكس تماما، فمنذ المشهد الأول للعرض والذي كان عبارة عن 4 رجال يقومون بحركات "بانتومايم" عبارة عن تعذيب مجموعة من الفتيات، وكل شخص يظهر عليه ملامح القسوة والعذاب في نفس الوقت كأنه الجاني والمجني عليه في آن واحد وهو ما يُحسب لهم حيث نجحوا ف جذب انتباه الجمهور منذ اللحظة الأولى للعرض.

فالعرض الذي يرتكز على كادرين في عالمين موازيين الأول الذي يدور في السجن، وهو العالم البشري وصراعاته المختلفة، وتحكم الرجل في المرأة، والعنف ضدها، وصولا لانقراض الإنسان في النهاية، والكادر الثاني كان في عالم البحار مع الكائنات البحرية، التي يحاول البشر السيطرة عليها.


لغة إنجليزية بسيطة

أعتقد أن القائمين على العرض شعروا بالمتلقي كثيرا حيث إنهم قاموا بترجمة العرض الذي هو في أساسه باللغة الإيطالية إلى اللغة الإنجليزية البسيطة فهم يعرفون أن المتلقي لم يولد في حواري إيطاليا ولا أمريكا الشقيقة مما جعل كل الجمهور يفهم الحوارات بسهولة، وهو من مميزات العرض حيث يقوم مجموعة من الرجال بحبس مجموعة من البنات ليس ذلك فقط بل ويقومون بتعذيبهن بطرق بشعة، لم يرتكز العرض على الحركات الأدائية فقط بل يتخللها مشاهد حوارية بين الأبطال.



المشهد الأكثر عبقرية هو تعذيب أحد الرجال لامرأة دون أن يلمسها فعلى أنغام الموسيقى كان يحرك يديه كأنه يتحكم فيها وهي أيضا تستجيب له دون النظر إليه تماما.



إضاءة خافتة وألوان قاتمة

أبرز المآخذ على العرض الإضاءة الباهتة، بالطبع ليتناسب مع العرض الذي كان كله سوداويا والأبطال كلهم يرتدون ملابس سوداء قاتمة، ولكن ارتفاع الإضاءة قليلا لم يكن يؤثر على العرض سلبيا بالعكس كان سيريح عين المتلقي، بالإضافة إلى أن الممثلين كانوا يبذلون قصارى جهدهم لرفع نبرة صوتهم لأن القاعة كبيرة وهم يمثلون بدون ميكروفونات رغم أنني كنت استمع إليهم بطريقة جيدة ولكن أعتقد أن آخر شخص في القاعة من الصعب أن يميز ماذا يقولون.