استشاري نفسي: مينفعش تقول لابنك اللي بيكدب بيخش النار

مريم عبد الحافظ

كشف الدكتور علي عبد الراضي، استشاري التأهيل النفسي بجامعة عين شمس، عن أفضل طرق التعامل مع الأطفال وتربيتهم على الأخلاق والسلوكيات الحميدة، وأن التربية الإيجابية هى مُصطلح انتشر حديثًا للتسويق لبعض المراكز ولا وجود له في مناهج كلية التربية.

قال “عبد الراضي” خلال مقابلته في برنامج “صباح الخير يا مصر” والمُذاع على القناة “الأولى المصرية، جاء مصطلح التربية الإيجابية مُلاصقًا للفترة التي انتشرت فيها “موضة” التنمية البشرية، فلا توجد في كليات التربية كُتب للتربية الإيجابية، يوجد تاريخ تربية، أصول تربية، فلسفة تربية، وعلم نفس تربوي، لكن مُصطلح التربية الإيجابية انتشر فقط للتسويق لبعض المراكز.

نرشح لك: شيرين ترد لأول مرة على أنباء محاولة الانتحار

تابع أن مناهج التربية الإيجابية الموجودة في البلدان الأجنبية، ما هى إلى وجهات نظر ورؤية شخصية عندما تم وضعها في المناهج العلمية أثبتت فشلها، فالجمعية الأمريكية لعلم النفس قالت أن توجد مناهج تربوية نفسية جديدة تُصيب الأطفال بنوع من الهشاشة النفسية، وبالتالي حذرت من تعليمها وتقديسها.

أكمل أن أساسيات التربية الإيجابية قائمة على الحوار والتعاون والتسامح، وهذه من أهم الخطوات التي يُمكن أن نُنفذها لأنها موجةدة في الثقافة العربية، وإن أحبك طفلك سيقوم بتنفيذ كل ما تطلبه منه، ويجب أن تُراعي أنت تصرفاتك أولًا ليقوم طفلك بتقليدها، موضحًا: “ودايمًا بقةل إن ابنك زي ما إنت عايش مش زي ما إنت عايز”.

أضاف أنه قبل أن تذهب لمذاكرة كُتب التربية الإيجابية، يجب أن تقوم بتعديل نسختك الأساسية أولًا وترى عيوبك وأخطائك وتُدركها وتقوم بتقويمها حتى لا يُقلدها ابنك، فمحاكاة الصلاة والكلام وردود الأفعال يُطبقها الطفل كما يرنا نفعلها دون أن نشعُر.

تابع عن ضرورة عدم إخبار الطفل طوال الوقت بأنه كاذب، ويجب معرفة لماذا يقوم بالكذب، فيُمكن أن يكذب ليحصل على بعض المُميزات أو للدفاع عن نفسه مثلًا، لهذا يجب معرفة سبب الكذب ومعالجته حتى تختفي أعراضه تمامًا، كما نبه على ضرورة عدم الكذب أمام الأطفال لأنهم يقومون بالتقليد، ويجب تشجيعهم على الصراحة وقول الصدق ومكافأتهم على صراحتهم، وإن أخطأوا واعترفوا بخطأهم دون كذب يجب تخفيف عقوبتهم.

أكمل أن بعد سن الـ 9 سنوات يجب أن يتخذ الأب خطوات جادة في معاقبة الأطفال على أخطائهم ولكن دون عنف، فالعقاب يكون بالحرمان من أشياء يُحبها، وأهم ما يقوم به الأب هو أن يكون العقاب بالحرمان من حديثه ولعبه من ابنه، ليُدرك الطفل أهمية حواره مع والده ويقول بداخله أنه يجب ألا يقوم بفعل تكون عقوبته حرمانه من الوقت الذي يُقضيه مع أبيه.

أضاف عن ضرورة تخصيص الأب لوقت معين يقضيه مع ابنه للتحدث واللعب معه، وعندما يُخطئ يقوم بحرمانه من هذا الوقت لعدة أيام، مُحذرًا من الترهيب والترغيب باستخدام الدين والحديث عن أن الكاذب يكون مصيره النار لأن الطفل حينها سيفهم أن اللَّه عز وجل لا يُحبنا وأتى بنا إلى الدنيا لتعذيبنا، موضحًا: “التوجيه الديني مهم لكن ماينفعش اقوله أصل اللي بيكدب بيخش النار، هيترجمها إن ربنا مش بيحبنا، وإن ربنا جايبنا يعاقبنا”.

تابع أن الأطفال أيضًا لا تُدرك معنى الآخرة والغيبيات، فسيجد الطفل نفسه يكذب ولم يدخل النار في نفس الوقت، فهذه أشياء لا يفهمها الأطفال إلا بعد سن الـ 9 أعوام، لهذا يجب تأجيلها وعدم التحدث فيها.