متخصص: التغيرات المناخية لا تؤثر على الطقس فقط

مريم عبد الحافظ التغيرات المناخية

كشف دكتور كريم سليمان، أستاذ البيئة وتغير المناخ، عن الأبعاد المختلفة للتغيرات المناخية والتي ستؤثر بدورها على حياة الأفراد واستقرارهم.

قال “سليمان” خلال لقائه في برنامج “التاسعة” المُذاع على القناة “الأولى المصرية”: تُعتبر التغيرات المناخية سلسلة مترابطة، مجرد حدوثها تتوالى باقي أحداثها من ورائها، وتوجد لدينا أبعاد كثيرة، فإذا تحدثنا عن درجات الحرارة المتغايرة مثلًا في الارتفاع والانخفاض في أوقات غير مُعتاد عليها، فهذا لن يؤثر علينا فيما نشعر به، ولكن ستتأثر مواسم الزراعة أيضًا.

نرشح لك: تذيعه “الحياة” حصريًا.. حفل “الأساتذة” لـ مدحت صالح تريند تويتر

تابع: سينقلنا هذا إلى البُعد الاقتصادي لأن مواسم زراعة المحاصيل ستختلف، وستظهر أيضًا أوبئة وأمراض مختلفة في أوقات متباينة، وهذا ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة بخاصةً بعد انتشار ڤيروس كورونا، فملف التغيرات المناخية غير مهم فقط للنُخبة، وإنما لكافة المواطنين، ولن يقتصر تأثيره على درجات الحرارة فقط وإنما على الزراعة والغذاء ومجالات آخرى كثيرة.

أكمل: نحن دولة تمتلك بحرين وبالتالي ستتأثر الشواطئ وبخاصًة شواطئ البحر المتوسط، وهذا معناه تأثر الاقتصاد الساحلي، فيجب علينا التحدث مع المواطنين وإخبارهم بكافة الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي ستتأثر بالتغيرات المناخية، ونحن كدولة في طور النمو لسنا السبب الأساسي فيما يحدث، ولكننا الأكثر تأثُرًا به، فالقيود والاتفاقيات الدولية تُحد من انبعاثات الصناعة ونحن نحتاج إلى الصناعة لأننا في مرحلة بداية التصنيع.

أضاف: وستوثر مشكلة الاحتباس الحراري على معدرات الزراعة لدينا المياه، ومعدلات التنمية التي نريد تحقيقها، وبالتالي سترتفع لدينا حدود الفقر والبطالة، وتوجد تأثيرات طبيعية للتغيرات المناخية مثل الفياضانات التي حدثت العام الماضي في أماكن كثيرة، كما سيحدث تبديل في أماكن هطول الأمطار وكمياتها وبالتالي حدوث جفاف في المناطق التي نريد زراعتها، وهذا يُعاني منه العالم كله وليس نحن فقط.

تابع: هذه هى التأثيرات الطبيعية، وتباعيتها ستكون خسارة في التنوع البيولوچي، فأي خلل يحدث في الكائنات الحية سيؤثر على غذاء الإنسان، مثل الثروة السمكية التي تأثرت واقتصاد الدول المُعتمد عليها تأثر بهذا بسبب انخفاض كمياتها، وأبسط مثال يستطيع المواطن الشعور به هو أن كل حكومة تضع في خطتها أو الموازنة الخاصة بها، جزءً للتنمية والتطوير وتحسين المعيشة، ولكن جزء كبير من هذا البند يذهب إلى مواجهة هذه الأزمات والكوارث وبالتالي أصبح لدينا عبءً آخر كدولة في طور النمو، مثل ما حدث مع انتشار ڤيروس كورونا، عندنا اضطرت الدولة إلى دعم الأسر والعمالة المؤقتة.

أكمل: ويوجد بُعدًا آخر حذرت منه منظمة الصحة العالمية، وهو انتشار الأوبئة، والتي تكون إما مرضًا جديدًا وانتشر، أو مرض معروف ولكن ظهر في أماكن غير مُعتادة عليه، فجهاز مناعة الإنسان في هذه المنطقة غير مُعتاد عليه فينتشر بسهولة، كما أن الدولة يُمكن أن تكون غير مؤهلة لمواجهته وبالتالي انتشاره سيكون أسرع.

أضاف: توجد أيضًا مشكلة ارتفاع منسوب البحر والذي سيؤدي بدوره إلى تآكل الشواطئ بالمدن الساحلية، وبالتالي حدوث مشاكل اقتصادية واجتماعية أيضًا بسبب الهجرة الداخلية أو الخارجية، وهذا ينقلنا إلى بُعدًا سياسيًا بسبب الهجرة الخارجية نتيجة إلى ترك الأفراد لأماكنهم ومواطنهم لأنها أصبحت غير قابلة للمعيشة، وبالتالي سيكون هنالك بُعدًا اجتماعيًا بسبب تأقلم مجتمعات متغايرة مع بعضها، وبُعدًا سياسيًا بين الدول وحدودها.

تابع: والأكبر من ذلك هو البُعد الاجتماعي الناجم عن تأثيرات اقتصادية وتباعيتها على استقرار الحالة النفسية للدولة، أو للمواطن وهو أساس الدولة، فتلك التغيرات لها بُعدًا نفسيًا بحتًا، فأي تبعيات اقتصادية يكون لها تأثيرًا سلبيًا على الفرد بسبب الضغط الذي يشعر به، وبالتالي له تأثيرات نفسية سلبية سواء في طريقة تقبله لما يحدث، أو طريقة تفاعله وتعامله مع حركة التنمية في الدولة، فيُمكن أن يصل إلى مرحلة التجاهل التام أو عدم الرغبة المطلقة، لأنه في مرحلة ضغط دائم، وهذه تبعيات تظهر في سلوكيات نفسية.