مروة سامي تكتب: من طه حسين إلى وفاء الكيلاني

منذ أن أتحفنا جون بيرد وفرانسووث باختراع المذياع المرئي (التليفزيون)، وقد ارتبط  هذه الجهاز بالبرامج الحوارية مع نجوم الفن التي يعشقها الناس في كل أنحاء العالم، لدي المشاهد دائما فضول في التعرف على جوانب حياة النجوم بعيدا عن أجواء التمثيل، ومذ ظهر اليوتيوب أعطى مساحة مشاهدة أكبر لكل المواد المذاعة في أوقات مختلفة، وكاتبة هذه السطور الفقيرة إلى الله تعاني من عدة أمراض مزمنة منها العضوي ومنها النفسي خلفت لدي مقاس مرارة صغير جدا، وضيق خلق لا أراه الله لقرائي الأعزاء.

عادة لا أجد الوقت لمشاهدة التليفزيون فألجأ إلى اليوتيوب لمعرفة ما يدرو على الشاشة من حين لآخر، في أحد مرات البحث على اليوتيوب شاهدت لقاء نادر عبارة عن لقاء شمس المعرفة د.طه حسين مع عشرة من نجوم الأدب مع يوسف السباعي – ثروت أباظة – أمين غراب — عبد الرحمن الشرقاوي — نجيب محفوظ — محمود العالم — أنيس منصور — كامل زهيري — عبد الرحمن صدقي — عبد الرحمن بدوي وتدير الحوار الرائعة  ليلى رستم، وبعد أن تشبعت مسامي من اللقاء الثري، فكرت أن أقلب في أرشيف اللقاءات التلبفزيونية كنوع من “تطرية” الجو فعثرت على حلقة من برنامج سينما القاهرة، حوار ممتع  وأسئلة بسيطة بدون فزلكة أو حذلقة ويضيء الشاشة نادية لطفي كضيفة و ميرفت أمين كمذيعة، تجد نفسك كمشاهد في حالة من الروقان والرغبة في ألا ينتهي هذا اللقاء. أسئلة من نوع (ما سر إعجابك بالفن التشكيلي و تزيين جدارن منزلك بلوحات لسيف وانلي وغيرة من الفنانين) يا سلام. أيه الدلع دا؟

و لكن أحيانا لا يرضى الانسان بالمقسوم، يدعبس على المزيد، و قد تغيرت إحداثيات القدر إلى ما لا تحمد عقباه حين استمريت في البحث عن برامج حوارية (توك شو) حديثة فتوصلت لبرنامج “الحكم” تقديم وفاء الكيلاني في حلقة مع الراقصة دينا، حيث ديكور وأزياء ومساحيق (ميك أب) وحشد من الجمهور المستأجر، والإضاءة وكثير من الصرف والتكليف، الحلقة تمتد زهاء الساعة ويزيد، لكن ليس هناك بربع جنيه مصري لمحتوى إعلامي لا ترفيهي ولا تثقيفي -معاذ الله- أسئلة من نوع هل لو لديك ابنة توافقين على عملها بالرقص الشرقي؟ يا الله على طاقم الإعداد المبدع الذي أتى بمثل هذا السؤال من خارج الصندوق والكثير من الأسئلة، وتوجيه سؤال لأحد الحاضرات من الجمهور (انتي يا بت عندك كام بوي فريند)؟ يا سيدي عالحوار.

يالله، لماذا لم ينقطع النور قبل أن استمر في البحث أو كانت شلت يداي ولكن للأسف ظلت سليمة، وخصوصا عندما بدأت المرارة تبدي اعتراضها، وضيق النفس يتصاعد بعد الحالة الجميلة التي كنت عليها. لا ألومن إلا نفسي.

مذيعة براديو أبجدية