استشاري صحة نفسية: مجموعات "واتس آب" خطر على نفسية الفرد

مريم عبد الحافظ                        مجموعات واتس آب 

كشفت الدكتورة هند قطب، استشاري الصحة النفسية، عن أضرار مجموعات “واتس آب”، وعن تأثيرها على الصحة النفسية مما يُسبب للشخص مشاكل مثل القلق والتوتر.

قالت “قطب” خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “التاسعة” المُذاع عبر القناة “الأولى المصرية”: كل شئ حولنا له إيجابيات وسلبيات وكذلك مجموعات “واتس آب” والتطبيق نفسه بشكل عام، فمن إيجابياته أننا كأسرة نتواصل من خلال هذه المجموعة ونتعرف على الأخبار ونتناقش فيها، فبدلًا من إرسال الخبر لكل شخص على حدة، أصبحنا نُرسل للجميع مرةً واحدةً دون أن ننسى أحد.

نرشح لك: كيف نحمي الأطفال من إدمان السوشيال ميديا؟

تابعت: ولكن سلبياته تتمثل في نقل الأخبار الخاطئة، فمثلًا مجموعات الأمهات أو “جروب الماميز” في المدرسة، ومجموعات العمل، فممكن أن يقوم شخص بإرسال أخبار غير حقيقية مثل وقت انتشار ڤيروس كورونا، فكنا نشاهد أشياء صعبة جدًا، وهنالك العديد من الأشخاص يتأثرون بهذا، بالإضافة إلى أن الشخص يدخل المجموعة ويرى ما قاله الأعضاء من قبله فيتأثر برأي الأغلبية، وتكون هنالك مجاملات في تبني الآراء، ونتيجةً لذلك يسود الرأي العام للأغلبية وتصبح هذه هى الفكرة العامة عن موضوع مُعين، وممكن أن تكون فكرة خاطئة، وتُصور لنا الأمور بشكل مُبالغ فيه فتؤثر على صحتنا النفسية بعد ذلك.

أكملت: يجب علينا أن نُراعي ما نقوله ونتداوله على مجموعات “واتس اب”، وأن نتحقق من صحته مليون بالمئة، وأيضًا من المفترض أن نتحدث في الأشياء الهامة، فدور واستخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي مختلفين تمامًا عما نستخدمه الآن، فكل تأثير هذه المواقع علينا أصبح بالسلب.

أضافت: عندما نتحدث على الهاتف يستطيع الطرف الآخر استنتاج حقيقة ما أقوله وأقصده من خلال سماع نغمة صوتي، وطريقتي في الحديث، وعندما تكون المقابلة وجهًا وجه يقدر الشخص الثاني على قراءة تعبيرات وجهي ومعرفة شعوري وهل أنا حزينة أم سعيدة، وهل كلامي هذا بسبب تأثري برأي معين أم أنه رأي حقيقي، لكن على “واتس اب” لا يرى الفرد سوى رسالة مكتوبة دون معرفة الدافع الحقيقي وراء كتابتها، وهذا يُسبب العديد من المشاكل.

تابعت: “ممكن أكون في جروب ومضايقة من شخص، ففي واحدة عملت معايا موقف فأنا كتبته وفسرته من وجهة نظري أنا وبتعاملي معاها، فأرد بحاجة تضايقها والناس تاخد فكرة وحشة عنها، مع إنها ما عملتش حاجة غير معايا أنا بس وممكن أكون فهمتها غلط، بس الإنسانة دي خلاص بقت وحشة بالنسبة لباقي الناس”.

أكملت: ويوجد أيضًا أشخاص تتصيد الأخطاء وتُرسلها للجميع بشكل عام، فيقومون بتداول صورة أو خبر خاطئ أو شئ سلبي في العموم، ونلاحظ ذلك في المجموعات الخاصة بنا كأولياء أمور في المدارس، موضحة: “ممكن مُدرسة واحدة يكون عندها مشكلة مع ولية أمر، فتدخل تتكلم وحش عنها وتنتقد المُدرسة دي فتلاقي كله بيجري وراها”.

أضافت: أصبح هذا النمط الطبيعي لحياتنا، ولكننا نقول للناس أن ذلك يؤثر على صحتنا النفسية وعلى عقلنا بالسلب، بسبب مخزون المعلومات لدينا عن شيئًا ما يكون سلبيًا، فلماذا نجعل الأشخاص من حولنا يعانون من القلق بسبب بعض الأخبار؟ فمثلًا أنا الآن في منزلي وأرسلت رسالة لمجموعة العمل فجعلت إنسانة أخرى تُعاني من القلق وتشعر بالخوف والتوتر، وستظل هكذا حتى تذهب في اليوم التالي للعمل لتتأكد من صحة هذا الخبر، وكذلك مع مجموعات أولياء الأمور، موضحة: “الناس بتروح بيتها ترتاح فاحنا بقينا ندخل عليهم بيوتهم ونتكلم عن الشغل بشكل سلبي يقلقهم ويوترهم”.

أكملت: علاوة على ذلك، فمن الممكن أن يتسبب في مشاكل ومُشادات بسبب تفاعل أعضاء الجروب مع بعضهم البعض، فالشخص يُرسل الرسالة وينتظر الرد والتفاعل ولكن لا يعلم ظروف باقي الأفراد، موضحة: “فحد قول أنا نزلت حاجة وكله رد ما عدا إنتي، فارد واقولها طالما لقتيني أنا الوحيدة اللي ما ردتش ما سألتيش عليا ليه؟ شايفة بقى الخناقة بتبتدي ازاي؟”.

  مجموعات واتس آب