علاقة مشروعة.. أن تُنهي حياتك بالزواج الثاني!

إسراء إبراهيم علاقة مشروعة

انتهى عرض مسلسل “علاقة مشروعة” قبل أيام، والذي شارك في النصف الأول من السباق الرمضاني 2023، من بطولة ياسر جلال ومراد مكرم ومي عمر وداليا مصطفى وميمي جمال.

المسلسل يناقش العديد من القضايا الاجتماعية والأسرية، وفكرته الرئيسية تتمحور حول مخاطر الزواج الثاني على الحياة الأسرية، بالإضافة إلى أضرار غياب الأهل عن الأبناء وأضرار العنف الزوجي على العلاقات.

نرشح لك: بعد انتهاء عرضه.. كيفية مشاهدة حلقات “علاقة مشروعة” لـ ياسر جلال

علاقة مشروعة.. بعيدا عن الحلال والحرام

يطرح المسلسل فكرة الزواج الثاني من زاوية أخرى، فلا يناقش مشروعية الزواج الثاني دينيا لكن يناقشه من ناحية أخلاقية، حيث يجسد الفنان ياسر جلال شخصية “عمرو” الذي يتزوج بطليقة صديقه، وصديقة زوجته “بثينة” التي جسدتها الفنانة مي عمر، ففتح العمل نقاشا حول مشروعية العلاقة الأخلاقية.

قضية العمل نفسها لم تكن تقليدية، كعادة المسلسلات التي تناقش فكرة الزواج الثاني، فجعلت الجمهور متحمسا لردود أفعال “أمجد” -صديق عمرو- الذي يجسده مراد مكرم، و”عاليا” -زوجة عمرو- التي تجسدها داليا مصطفى، بالإضافة إلى حبكة التشويق التي اعتمدها العمل فكل حلقة كانت تنتهي بنهاية تشويقة تفتح التساؤلات حول الأحداث المنتظرة في الحلقات المقبلة.

من النقاط الهامة لنجاح المسلسل، أنه لم يفتح بابا للنقاش حول مشروعية الزواج الثاني دينيا، وتجنب الصدام والجدل الذي سيثار من مؤيدي و معارضي فكرة الزواج الثاني، فاعتمد على مناقشة أضرار الزواج الثاني مجتمعيا وأسريا.

ياسر جلال في علاقة مشروعة.. بعيدا عن الأكشن

المسلسل يعتبر تجربة مختلفة للفنان ياسر جلال خاصة أن الجميع كان منتظرا لما سيقدمه عقب تجسيده لشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي في مسلسل “الاختيار 3″، فابتعد تماما عن الدور بل وغير جلده من خلال ابتعاده عن أدوار الأكشن سواء كان في مسلسلات “ظل الرئيس” و”الفتوة” و”لمس أكتاف” و”رحيم” وغيرها، التي كان يقدمها على مدار السنوات الماضية.

فظهر “جلال” بدور اجتماعي بشخصية أب بسيط وزوج مثالي إلى أن يقع في الخطأ الذي يوقعه في الابتعاد عن أسرته وعائلته، لكنه سرعان ما يدرك فعلته ويحاول العودة للم شمل الأسرة.

جسد ياسر جلال دور الأب الصديق لأولاده فكان المثل الأعلى لنجله أحمد الذي اعتبره قدوته في الحياة، وجمعتهما علاقة صداقة قوية عكرها زواجه الثاني، بالإضافة إلى تفهمه لابنته واستيعاب ما تمر به في مرحلة المراهقة وأنقذها عندما تعرضت للابتزاز وأنقذ ابنته من موقف صعب، كما كان زوجا حنونا محبا لأسرته فظل يشعر بالذنب نتيجة زواجه الثاني، الذي أقدم عليه نتيجة لشعوره بالذنب أيضا بعد معرفته بحمل بثينة.

الكاستينج نصف النجاح

كان اختيار الأبطال في أدوارهم للعمل مميزا، فظهرت دور الفنانة مي عمر بشخصية مميزة واجتهدت في تقديمها. فمقارنة بأدوارها السابقة فهناك تطور في آدائها التمثيلي.

كما أن اختيار الفنانة داليا مصطفى لدور الزوجة الأولى كان اختيارا موفقا ومنح المسلسل بعدا من عدم التعاطف مع البطل رغم ما به من مميزات، حيث اتقنت تقديم دور الزوجة الجميلة التي ترعى أولادها وزوجها بشكل جيد ولم تقصر في واجباتها.

علاقة مشروعة

طلة ميمي جمال على الشاشة كانت لطيفة رغم صغر مساحة الدور، فكانت مشاهدها تُظهر شخصية الأم الحنونة التي تحاول أن تستمر حياة ابنتها في سلام وهدوء.

علاقة مشروعة

من الاختيارات الموفقة، كانت شخصية محقق النيابة التي جسدها الفنان نضال الشافعي، واتسمت الشخصية بحسها الفكاهي وتعليقاتها الساخرة رغم جديتها، واستطاع “الشافعي” خطف الأضواء رغم ظهوره في مشاهد قليلة في آخر حلقتين من العمل.

لعب الأبطال الشباب دورا مهما في العمل، ومنهم الفنان الشاب عمر رزيق الذي جسد شخصية ابن ياسر جلال في العمل، فظهر بشخصية الابن الذي يتخذ من والده قدوة ويُصدم به عندما يعلم علاقته بصديقة والده، ما يتسبب في انهياره نتيجة الصدمة ودخوله في حالة من التيه والتعرف على أصدقاء السوء ووصل الأمر لتجارته في المخدرات.

كما كان اختيار الفنانات جودي مسعود ووردشان مجدي ونهال نور اختيارا موفقا حيث عبرت كل فتاة عن مشاكل تخصها بسبب بعد الأهل عنهم، بداية من مشاكل تعرض الفتيات للابتزاز ومن انفلاتهن الأخلاقي والدخول في دوامة الإدمان والعلاقات غير المشروعة بحثا عن المال.

كما لفت الانتباه الشاب كريم محجوب في دور سائق عمرو، وظهر بشخصية الشاب الذي يسعى للرزق الحلال ولا يستسهل فكرة الحصول على المال دون جهد منه.

علاقة مشروعة.. جدل بسبب غموض بعض التفاصيل

العمل طُرح في 15 حلقة فقط ما يعني أن الأحداث مكثفة وسريعة، وهو الأمر الذي كان يحدث كل حلقة ولكن مع وجود فجوة وعلامات استفهام حول السيناريو، فلم تظهر قصة الحب بين عمرو وبثينة بالشكل الكافي الذي يصل للمشاهد، فلم تكن علاقتهما مقنعة بأن يضحي عمرو بأسرته وصديق عمره، ولم نرِ سوى مشاهد بسيطة وسريعة لا ترسخ لقصة حب قوية، حتى بعد الزواج لم نشاهد رومانسية بين الزوجين فظل عمرو باردا في مشاعرا ويتعامل وكأن الأمر نزوة ستنتهي.

لم يفهم المشاهد سبب غضب بثينة من طارق (كريم محجوب) ولماذا اتهمته بالسرقة، ولم نفهم سبب استمرار ابتزاز شقيق بثينة لها على مدار حلقات وكأنها تُخفي سرا حربيا، في حين أن تهديده كان متعلقا بقضية تزوير شهادة ولم يكن أمر خطيرا كما تم تصويره للمشاهد على مدار حلقات!

لم يُبرز المسلسل قضية العنف الزوجي بشكل صحيح من أجل أن تكسب بثينة ولو تعاطفا بسيطا، فلم يشعر المشاهد بأي تعاطف مع علاقتها بعمرو أو علاقتها بأمجد (مراد مكرم) رغم استمرار تصدير صورة تعرضها للعنف ولأشياء كثيرة مهينة في علاقتها الزوجية بأمجد.

علاقة مشروعة.. نهاية غير منطقية

تحدث صناع العمل أكثر من مرة في لقاءات صحفية عن أن المسلسل يحتوي على رسالة توعوية عن قضية الزواج الثاني، لكن نهاية العمل لم تحمل أي رسالة منطقية! ما الأمر الذي استدعى قتل بثينة؟! التي لم شريرة بقدر ما كانت تميل للأنانية، فلماذا اختار صناع العمل أن تكون نهايتها القتل، وأين الرسالة التوعوية من العمل!

كان من الممكن أن تكون النهاية أكثر منطقية وواقعية، فلن تنتهي كل الزيجات الثانية بالقتل! وأين إبراز دور الزوجة الأولى وحقها في اختيار استمرار الزواج أو الانفصال، فلو كانت النهاية مثلا طلاق عاليا وعمرو بعد معرفتها بالأمر وانهيار بيزنس عمرو لكان الموضوع أكثر واقعية.

كما أن نهاية الأحداث بسجن عمرو بدلا من عاليا غاية في الغرابة، لأن الأحداث أظهرت أنه قتل خطأ فكيف نظلم بريء ونصل به لحبل المشنقة بدافع الشهامة!