الخميس المقبل.. معهد جوتة يستضيف عرض "والله زمان"

معهد جوتة

ضمن فعاليات برنامج “شباك الفن” يستضيف معهد جوتة في التاسعة مساء الخميس المقبل 16 مارس الجارى، العرض المسرحى القصير “والله زمان” تأليف باسم صادق وإخراج سها كحيل وبطولة فاروق قاسم، سارة هريدى، محمد مجدي كامبا، ويساعد في الإخراج محمود الصياد.

يقول الناقد باسم صادق مؤلف النص: ولدت فكرة النص خلال الإعداد لملتقى الميكروتياترو الأول برئاسة د. نبيلة حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالأسكندرية وبالتعاون مع المركز الثقافى الإسباني “ثرفانتس”.. ولأن الميكروتياترو هو نوع مسرحى وليد، ظهر في إسبانيا سنة 2009 بهدف البحث عن حلول للأزمة الاقتصادية الطاحنة التى مرت بها إسبانيا آنذاك، ومحاولة تشغيل أكبر قدر ممكن من المسرحيين فى كافة العناصر، لذلك فإن هذا النوع المسرحي اعتمد على فلسفة تقديم عروض لا تتجاوز مدتها 15 دقيقة في قاعة لا تتجاوز مساحتها 15 مترا ولعدد جمهور لا يتجاوز 15 فردا، بالإضافة لبناء درامى مكثف يعتمد على البدء بذروة الأحداث مباشرة دون مقدمات والانتهاء بتحول درامى في مصائر الشخصيات.

نرشح لك: قائمة الأفلام الفائزة بجوائز الدورة السابعة من مهرجان أسوان لأفلام المرأة

من هنا تم تقديم عرض “والله زمان” فى نسخته الأولى والتى لم تتجاوز 12 دقيقة بشكل مكثف للغاية لأحداث تدور فى هايبر ماركت، وتتناول فكرة التباعد الأسرى وتفسخ العلاقات الاجتماعية فى إطار درامى كوميدى.

ويضيف: بعد نجاح العرض جماهيريا ونقديا فكرنا في أن يتم استثمار هذا النجاح بشكل أكبر وأكثر جاذبية، بأن تكون فكرة “والله زمان” تعتمد على سلسلة من المواقف الحياتية التى تقع أحداثها في هايبر ماركت وبشكل غير متوقع أمام موظف الكاشير، نظرا لما يمكن أن يقابله هذا الموظف من نماذج بشرية متنوعة ولها اهتمامات وخلفيات اجتماعية مختلفة، وهو مدخل يمكن أن يفجر كثيرا من المواقف الدرامية الثرية إنسانيا، لذلك تم تحويل النص إلى عرض مسرحى قصير بمشاهد مختلفة ومتنوعة ترصد كثيرا من المواقف الدرامية المؤثرة فى حياتنا، وتدور أحداثه فى وقت أطول يصل إلى حوالى 45 دقيقة، وبما لا يخل بعناصر المتعة الفنية من حبكة وصراع وكوميديا جاذبة.. ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر لمعهد جوتة لاستضافته العرض ضمن فعاليات برنامج شباك الفن المحتضنة لكل الإبداعات الفنية اللافتة على اختلاف أنواعها.

ويؤكد صادق أن فكرة العمل مع زوجته المخرجة سها كحيل جاءت بسبب اهتماماتهما المشتركة كناقدين متخصصين بالأساس، ويقول: تشغلنا دائما فكرة العلاقات الإنسانية، والتعاملات القائمة على قيم الصدق والوضوح، والحنين إلى المشاعر الإنسانية الحقيقية التى أحاطنا بها الدفء الأسرى خلال حياة أجدادنا، لذلك فنحن نتحدث كثيرا فى كيفية تقديم عروض مسرحية تحترم عقل المتفرج وتستفز مشاعره وعقله فى آند واحد، سواء على مستوى عروض الكبار أو عروض الطفل.

من جهتها تقول سها كحيل مخرجة العرض: هذا هو التعاون الثالث لي مع زوجى الناقد والمؤلف باسم صادق، بعد النسخة الأولى المصغرة من النص، وبعد عرض الأيادى الساحرة لأطفال نادي الزهور الرياضى، والحقيقة أنني اشعر بارتياح كبير في تكوين هذا الثنائي الفني نظرا لمناقشاتنا المستمرة حول كل ما يدور حولنا في المجتمع من أحداث وكيفية انتقاء الأبرز منها لتقديمه مسرحيا بالشكل الجاذب، ونظرا لمساحة التفاهم الفنى الموجودة بيننا للوصول بالعمل إلى أفضل صيغة ممكنة دراميا وإخراجيا.

وتضيف كحيل: استفزني في نص “والله زمان” اعتماده في أغلب مواقفه على أحداث حقيقية فجرت فينا كما هائلا من المشاعر الكاشفة لما وصلنا إليه من طغيان المادة والسوشيال ميديا على العلاقات الإنسانية المترابطة، وكيف يمكن أن يصل بنا الأمر ألا نعرف أقرب المقربين إلينا، وما يمكن أن تفعله فينا مشاعر إنسانية مؤلمة وموجعة مثل الفقد والحنين وما إلى ذلك، وكيف يمكن أن نقدمه فى إطار درامى محكم وصادق وبصورة بصرية جاذبة اعتمادا على عناصر العمل المسرحى المختلفة، وهو ما نسعى أن نحققه في العرض، ونفكر جديا فى تقديم أجزاء أخرى من العرض بمواقف أكثر عددا وتنوعا مع مرور الوقت، بحيث تقع أحداثها بالكامل في الهايبر ماركت باعتباره أحد وسائل الجذب الاستهلاكي الذي يغرينا جميعا، تماما كوسائل الاستهلاك الأخرى سواء استهلاك عقلي كالسوشيال ميديا أو ومنى كاستهلاك الوقت فيما لا يفيد وما إلى ذلك.