محمد عبد الرحمن يكتب: شريف عامر.. يتحدى الملل

لأن التعميم خطيئة نقع فيها جميعًا، هناك بالتأكيد استثناءات من حالة النفور العام لبرامج التوك شو، أو بمعنى أدق هناك من اعترف بالحالة، وحاول السير فى اتجاهات مختلفة، يفعل ذلك بانتظام وإصرار منذ شهور، ذلك هو الإعلامى شريف عامر مقدم برنامج «يحدث فى مصر» على قناة «إم بى سى مصر الأولى» والآن على القناة الثانية التى انطلقت قبل أسابيع.

أمر لا يتميز فقط بكونه يتصدر قائمة الإعلاميين المتمسكين بتلابيب المهنية فى مدينة الإنتاج الإعلامى، لكن يتسم أيضًا بمرونة فائقة فى التعامل مع عواصف الملل التى هاجمت برامج المساء فى القنوات المصرية، معتمدًا أولاً على كونه النجم الأوحد فى مجاله على شاشة «إم بى سى مصر»، فلم تتورط القناة فى حشو خريطتها بعدة برامج تتناول الملف نفسه، كذلك لا يهتم عامر كثيرًا بالكم ويركز على المضمون، والدليل أنه بات مقدم التوك شو الوحيد الذى يطل ساعة واحدة يوميا، أقل من 50 دقيقة بحساب زمن البث الفعلى لبرنامج «يحدث فى مصر»، لأن المهم هو ماذا سيقدم خلال هذه الدقائق التى يعتبرها آخرون مجرد مقدمة لحلقاتهم اليومية التى تمتد أحيانا لأكثر من ثلاث ساعات. كذلك يتنقل عامر بخفة بين القناة الأولى والثانية على نفس الشبكة معتمدًا أو مستجيبًا لمواعيد الدورى المصرى وبرامج اكتشاف المواهب.

كل ذلك يمكن اعتباره تطويرًا على مستوى الشكل، المواعيد، غير أن المضمون أيضًا بات فارقًا فى المرحلة الأخيرة، حيث انفرد عامر بحوارات هى الأولى من نوعها، سواء أحمد السقا داخل الاستوديو وفى الإسطبل الخاص به، وخالد الصاوى فى أول ظهور له بعد الكشف عن مرضه، والمعلم حسن شحاتة بعد عودته للتدريب فى الدورى المصرى، وآخر مع عصام الحضرى بعد مباراة مصر وتونس الأخيرة، ولقاء كاشف عبر الأقمار الصناعية مع عصام حجى بعد إنجازه العلمى الأخير. يبحث عامر وزملاؤه عن وجوه لم تحترق بعد، لديها الجديد لصناعة حلقة، قد لا يشاهد المتفرج على الهواء مباشرة، لكن يمكن الرجوع إليها لاحقًا عكس حلقات لبرامج أخرى لا تختلف كثيرًا عن المناديل الورقية التى تستخدم لمرة واحدة فقط.

نقلًا عن “جريدة التحرير”