بين مواجهتي ناديي القرن الأهلي وريال مدريد.. ما الذي تغير في 22 عاما؟

الأهلي وريال مدريد

عصام شاهين

بين 5 أغسطس 2001 و8 فبراير 2023 ثمة الكثير من المتغيرات؛ تغيرات بدأت من الأنظمة الحاكمة في العالم وتعدد الأزمات السياسية والاقتصادية، هجمات 11 سبتمبر 2001، غزو أمريكا لأفغانستان والعراق، الأزمة الاقتصادية 2008، وثورات الربيع العربي، تفشي فيروس كورونا وتبعاته، الحرب الروسية-الأوكرانية، فوز إسبانيا بكأس العالم 2010، يرفعه إيكر كاسياس، وسحر زيدان الذي أوقفه “نطحة” لماتيراتزي، يتسيد ميسي وكريستيانو رونالدو كرة القدم في العالم، وتعيش برشلونة أجمل أيامها ولياليها مع جيل ريكارد وجوارديولا، تحتل ريال مدريد أوروبا، وتفوز ببطولتها الأهم لـ ست مرات، تنظم إفريقيا المونديال، ونرى أول كأس عالم على أرض عربية، يقتحم فيه أول منتخب عربي المربع الذهبي، يسيطر الأهلي على مقاليد الحكم في إفريقيا، فيفوز بكل شئ ممكن، ويصبح الأكثر تتويجا في العالم عام 2014، ثم يعود ويسلم اللقب للميرنجي ليصبح عنوان المباراة الثانية، مواجهة الأكثر تتويجا بالألقاب القارية في العالم ووصيفه!

مصر التي زاد تعدادها السكاني 50٪ تقريبا خلال هذه الفترة؛ يزداد فيها الشغف حتى لو تناسبت مدرجاتها عكسيا مع الزيادة السكانية المطردة، يتنفس جمهورها كرة القدم، ويمثل ناديها الأكثر تتويجا وتاريخا -النادي الأهلي- الغالبية العظمى من المحبين على أرض المحروسة.

نهاية عام 2000؛ عام الأحلام حينها، فاز النادي الأهلي لتوه بلقب نادي القرن في إفريقيا؛ لقبٌ ما زال مثيرا للخلافات بين جمهور ناديي القمة الأهلي والزمالك؛ وعقب ظفر النادي القاهري باللقب؛ وظفر ريال مدريد بلقب نادي القرن في العالم؛ ظهرت فكرة أن يلتقي الفريقان في المباراة التي سُوّقت بكونها مباراة القرن، تنطلق شرارتها على أرض ستاد القاهرة في صيف ساخن لعام 2001، وقبل شهر واحد من هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة؛ لعام غيّر وجه العالم وسياساته، وبقت تأثيراته السياسية والاقتصادية حتى كتابة هذه السطور.

التمس الأهلي طريقا جديدا في سعيه الدؤوب نحو عودة لقب دوري أبطال إفريقيا؛ الغائب عن خزائن النادي لنحو 13 عاما، هنا قرر الأهلي التعاقد لأول مرة مع مدرب برتغالي بعد فشل موسم الألماني ديكسي في الفوز ببطولة الدوري المفضلة للمرة الثامنة على التوالي، بعد موسم محموم بالمشكلات مع مواطنه راينر تسوبيل، الموسم الذي شهد زلزال انتقال التوأم حسن إلى الغريم التقليدي الزمالك، بداية ساخنة للألفية الثانية، حاول الأهلي في عامها الثاني 2001 إخماد حمومها، والسيطرة على مقاليد كرة القدم محليا وقاريا.

يصل مانويل جوزيه دا سيلفا إلى القاهرة، معقل شياطين الجزيرة، يُصعّد معه عدد من شباب النادي ذوات الشعبية المحدودة، ليساندوا كبار الفريق؛ عكف جوزيه على العمل جيدا والتركيز على خطة المواجهة الأولى، المواجهة الأولى أمام ريال مدريد الفريق الأكبر في العالم، والذي يأتي بفريق على رأسه زين الدين زيدان أغلى لاعب في العالم حينها بصفقة قياسية قدرت بـ65 مليون دولار، ومعه لويس فيجو الذي سبقه بموسم وحيد بصفقة قاتلة للغريم التقليدي للملكي برشلونة، ليقصا شريط حقبة الجالاكتيكوس التاريخية للريال، في فريق ضم حينها روبرتو كارلوس وراؤول جونزاليس وميشيل سلجادو وكلود ميكاليلي وجيرمي وإيفان هيليجيرا وسولاري ومكانامان.

المباراة الأولى لمانويل جوزيه وحسام غالي ووائل جمعة وأحمد أبو مسلم وأشرف أمين وأبو المجد مصطفى وعادل مصطفى، أمام المواجهة الأولى لزين الدين زيدان، مباراة فتحت باب التاريخ للبرتغالي جوزيه ليكوّن حينها فريقا شابا استطاع بعد نحو 3 شهور فقط في إعادة دوري أبطال إفريقيا الثمين لخزانة النادي، وأمّن معه بطولة السوبر الإفريقي التي لمع بريقها لأول مرة داخل جدران الجزيرة، أحد المتألقين في هذه المباراة حسام غالي يدخل مباراة القرن الثانية وهو عضو بمجلس إدارة النادي الأهلي ونائب للمشرف العام على كرة القدم، وخالد بيبو مهاجم الأهلي في المباراة والذي يعمل اليوم مسئولا عن قطاع الناشئين في النادي، في حضور لسيد عبد الحفيظ مدير الكرة الحالي وأحد أعضاء جيل 2001 في الأهلي، في التواجد الثامن للأهلي الذي قصّ شريطة مشاركاته في كأس العالم للأندية على أيدي البرتغالي مانويل جوزيه بطل المواجهة الأولى.

في استعراضنا لهذه المواجهة الودية، وانتظاراً للمواجهة الأولى الرسمية، ما الذي تغير بين الميرنجي والشياطين الحمر في 22 عاما؟

دخل النادي الأهلي فائزا بالدوري حينها 29 مرة، في مقابل 27 مرة للريال، و 31 بطولة للكأس أمام 17 كأس للملك، ظفر الأهلي بدوري أبطال إفريقيا مرتين، مقابل 8 مرات لدوري أبطال أوروبا، 4 مرات فوز أهلاوية بكأس الكؤؤس الإفريقية مقابل مرتين لكأس الاتحاد الأوروبي في خزانة ريال مدريد، فيما ينفرد ريال مدريد بفوزه بالسوبر الإسباني 5 مرات حتى عام 2001، في حين لم تكن هذه البطولة قد استحدثت بعد في مصر.

في عام 2023 يدخل الأهلي بطلا للدوري لـ42 مرة بزيادة 13 لقب، في مقابل 35 لقب للدوري بزيادة 8 ألقاب، بطلا لدوري أبطال إفريقيا بـ10 نجوم مرصعة على قميصه في مقابل 14 نجمة قياسية للريال، بـ37 بطولة لكأس مصر مقابل 19 بطولة لريال مدريد، وفاز الأهلي بـ6 بطولات للسوبر الإفريقي أمام 6 بطولات للسوبر الأوروبي 5 مرات للميرنجي، فيما ينفرد ريال مدريد بكونه الأعلى تحقيقا للبطولة الحالية كأس العالم للأندية بـ4 ألقاب.

بشرى سارة وأخرى تعيسة

حملت المواجهة الأولى بين الناديين بشرى سارة لهما؛ إذ فازا في نفس العام بلقبي دوري الأبطال في قارتهما أوروبا وإفريقيا، وتحمل بطولة الأبطال لزين الدين زيدان أحد أهدافه وعلاماته التاريخية في مسيرته في مرمى باير ليفركوزن في النهائي، فيما أعاد الأهلي دوري الأبطال لخزائنه بعد هاتريك لمهاجم الأهلي في مباراة القرن، خالد بيبو.

وحملت أيضا هذه المواجهة وجها آخر؛ إذ خسر كلاهما بطولة الدوري في بلاده في نفس الموسم، فحل ريال مدريد ثالثا في الدوري الذي خسره لمصلحة فالنسيا، وخسر الأهلي دوري درامي أمام جيل محسن صالح في الإسماعيلي في موسم شهد ربما المباراة الأكثر إثارة في تاريخ الكرة المصرية الأهلي والإسماعيلي 4-4.

في الطريق الواصل بين المباراتين؛ جرت عديد المحاولات لتكرار هذه المواجهة انتهت جميعها دون نجاح، واجه الأهلي بعدها العديد من الأندية في العالم مثل بايرن ميونيخ مرتين وروما مرتين، وبرشلونة مرتين، وأياكس وبنفيكا وغيرهم، وفي القلوب والعقول محاولات من المسئولين وأمنيات جمعت المشجعين لمشاهدة الفريقان معاً على أرض واحدة.

نرشح لك: عمرو منير دهب يكتب: أفضل لاعب في التاريخ.. الفصل السادس من كتاب “نُوْسِعُها ركلاً وحُبّاً”