ضيوف "صادقين" وزملاء "داعمين".. ملك صالح تفك شفرة نجاح "أهالينا"

إيمان مندور

“إن وسائل الدعاية والإعلام تلعب على أوتار التفاؤل والرفاهية”.. مقولة منسوبة للكاتب والباحث الكندي وليم غاي كار، ومعبرة جزئيا عن حال بعض البرامج الاجتماعية الإنسانية المصرية، في مقدمتها برنامج “أهالينا” المذاع على قناة ON، الذي أجاد صنّاعه اللعب على أوتار التفاؤل والأمل في أهالي مصر باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، أما الرفاهية فلم تكن بمعناها المعهود بقدر ما تعني السعادة الناتجة من الرضا أمام كل الظروف.

حقق البرنامج انتشارا كبيرا، ونجح في الوصول لقطاعات كبيرة من الجمهور، من خلال رصد نماذج مختلفة من أهالي مصر المنتمين إليها والمعبرين عنها وعن هويتها وسمات شعبها. هذا بالإضافة لإشادات واسعة بالإعلامية ملك صالح، مقدمة البرنامج، التي أجادت التفاعل مع الضيوف، وقدمت البرنامج بطريقة بسيطة بدون افتعال أو مبالغات، كما هو المعهود في هذه النوعية من البرامج.

نرشح لك: ماذا لو استمع موسيقار الأجيال لـ ويجز؟!

فكرة برنامج أهالينا

تتحدث ملك صالح لـ إعلام دوت كوم عن البرنامج، بدءًا من الفكرة وتطويرها، موضحة أنها بعد تقديم عدة برامج تلفزيونية مرت بفترة طويلة بدون عمل، استمرت لمدة عامين تقريبا، فاستغلتها في النشاط على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم محتوى مرئي متنوع وفي موضوعات شتى، ففكرت في تقديم برنامج اجتماعي، وتواصلت وقتها مع المسئولين في الشركة المتحدة المتحدة للخدمات الإعلامية.

وقد تزامن ذلك مع موجة انتقادات لحياة الإنفلونسرز واختلافها عن الحياة العادية للمواطنين، والمبالغات الكبيرة التي تظهر منهم في العالم الافتراضي، فقررت ملك صالح البحث عن “أهالينا” الحقيقيين، وليس ما يظهر في عالم الإنفلونسرز.

تضيف: “مع كامل احترامي ليهم.. بس دول مش إحنا، مش كلنا، مش أهالينا.. لذلك فكرت إني عاوزة ابقى وسط الناس بجد، عايزة أنزل لأهالينا البسيطة، كنت عاوزة أفكر الناس بأهالينا الطيبين.. كل واحد ماشي في الشارع عنده قصة وبطولة محدش يعرفها، ففكرنا نعمل برنامج وسط أهالينا كل واحد يحكي حكاية تتقدم للناس في البيوت، ممكن حد يلاقي فيها تصبيرة أو نموذج وقدوة أو تخليه يرجع من سكة غلط”.

سر نجاح البرنامج

نجاح البرنامج وازدياد الإشادات بقدر ما يكون أمرًا جيدًا بقدر ما يكون “مرعبا” للإعلامية ملك صالح، لأنها لم تصل بعد لما تطمح إليه، بحسب تصريحاتها، قائلة: “الحمد لله بيوصلني ردود أفعال إيجابية جدا، بس مرعبة بالنسبة لي، مرعبة عشان أنا عايزة أطلع خطوة كمان، عايزة أحقق حاجة كمان، طموحي مبيقفش، بس كل كلمة إيجابية، حتى والله الكلام السلبي، وأي رأي بسمعه بحترمه وأحلله وأحاول ابقى أحسن”.

تواصل: “لكن أكتر تعليق لفت انتباهي، كان بوست من دكتورة معرفاش كتبت نقد إيجابي عن البرنامج.. لقيت الناس عاملالي منشنز كتير فيه، لكن استوقفتني كلمة كتبتها (هو ده الإعلام اللي إحنا عاوزينه) الكلمة دي لمست قلبي، ووالله العظيم الكلمة دي أنا شكرت ربنا عليها لأن حقيقي نفسي الرسالة توصل للناس”.

وبسؤالها عن سر النجاح، أجابت بأنه “الصدق”، صدق الضيوف أولا، ثم تصديقها وإيمانها بهم ثانيا.. “والله العظيم أنا ما بعمل فقرة مش مصدقة فيها، ولا بقعد مع ضيف وأنا مش حاسة باللي هو بيقوله.. أنا صادقة جدا والضيوق صادقين جدا، وأصلا طبيعة ضيوف البرنامج لو محسوش إن أنا قريبة منهم ومصدقة فيهم مش هيتكلموا”.

ضيوف برنامج أهالينا

صحيح إن الموسم الثاني من “أهالينا” لا يزال عرضه مستمرا، وجاري تصوير الموسم الثالث حاليا، لكن تؤكد ملك صالح أنها لا تزال تتأثر بالضيوف، وبحكاياتهم المختلفة، قائلة: “في ضيوف أثرت فيا بطريقة مش طبيعية، في فقرات كنت بوقف الكاميرا عشان مش قادرة أوقف نفسي من العياط، وفي فقرات بعد ما تخلص كنت بدخل أقفل على نفسي الكرڤان وأقول يا نهار أبيض يعني حد زي ده عنده مشاكل صحية ومرض أو ابتلاء أو فقد شخص عزيز وعنده كم صبر ورضا ويقين في الله وابتسامة تخليني مكسوفة أقول إن عندي مشكلة”.

كذلك تفاعل الجمهور في الشارع كان أكثر تأثيرا وتفاعلا وقربا من فريق عمل البرنامج… “حقيقي مواجهناش صعوبات في التصوير الحمد لله، لأن الناس عرفتنا في الشارع، فبيبقوا فرحانين ويتلموا حوالينا ويتصوروا، ودي مش صعوبات بالعكس.. اوعي تصدقي أي مذيع أو ممثل أو مشهور عموما يقولك أنا بتضايق من زحمة الناس ومبعرفش اخد حريتي، إحنا أصلا بنشتغل عشان الناس”.

تابعت: “بالعكس بلاقي كل ترحاب في الشارع.. وأصلا معظم تصويرنا في مناطق شعبية، فبلاقي الناس تفتح الشبابيك وتقولنا اتفضلوا اتغدوا .. المواقف اللي مبتتنسيش هي جدعنة وشهامة ولاد بلدنا لما بيعرفوا إن البرنامج بيتصور عندهم في شارعهنم ألاقي 100 شباك بيتفتح و100 بلكونة بتتفتح وصواني شاي نازلة وغدا.. بحس باستقبال أهالينا فعلا”.

من هي ملك صالح؟

نجاحها في تجربة برنامج “أهالينا” لم يكن الأول، بل سبقه تجارب إعلامية على مدار 8 سنوات، فقد قدمت برنامج التوك شو الصباحي “صوت الناس” على قناة المحور في عام 2014، ثم في 2017 قدمت برنامج “مع سبق الإصرار” على قناة ONtv، ثم عملت في إحدى القنوات الفضائية في عام 2018 لكنها تعطلت 3 سنوات بسبب مشاكل كان تمر بها القناة، إلى أن عادت في 2021 بـ “أهالينا” على ON.

عودة ملك صالح بالبرنامج كان ورائها عدد من الأشخاص الذين دعموها حتى الآن، لذلك حرصت في نهاية حديثها على توجيه الشكر لفريق عمل البرنامج، في مقدمتهم المخرج محمد أبو العلا، ومحمد يوسف مدير التصوير، وأحمد إبراهيم مدير الإنتاج، وهند خليفة في فريق الإعداد، قائلة: “الناس دي لولا إنهم صدقوا في فكرتي من أول يوم وبيشتغلوا بقلب وضمير أوي مكنش بقي في حاجة اسمها أهالينا.. محدش بينجح لوحده، أنا بحصد تعب كل دول وربنا يقدرني وأرد لهم جمايلهم لأنهم بيشتغلوا من قلبهم بجد.. وبشكر إدارة سينرجي الشركة اللي موفرة لنا كل الإمكانيات عشان نعمل برنامج يليق بالناس دي”.