فنانة ومذيع ومخرج.. لقاء منتظر على "شرف" المرأة!

إيمان مندور  المرأة المرأة المرأة

المشهد الأول

قبل أيام استمعت لبودكاست مع المخرج خيري بشارة، يروي خلاله رحلته في السينما ورؤيته للفن والحياة عموما، واستوقفني في حديثه مثال ذكره عن أهمية تثقيف المبدع، حين قام بتدريس السينما لدفعة واحدة فقط على مدار حياته؛ الدفعة التي تخرَّج منها مروان حامد وأحمد علاء وهالة لطفي، ووقتها وجه سؤالا مفاجئا للدفعة… “مسكتهم واحد واحد وسألت قرأت القرآن؟ قالوا لأ، يا خبر أبيض ازاي مسلمين ومقرأتوش القرآن! ده جزء مهم في الثقافة، حتى لو أنت مش متدين، يبقى كارثة وعار إنك لم تقرأ القرآن”.

خيري بشارة لم تمنعه ديانته المسيحية من التأكيد على أن قراءة القرآن ليست دينا فقط بل ثقافة حتى لمن لم يكن متدينا، لأنه لا إبداع بدون ثقافة، والتثقيف يتخطى حدود الديانات، والفن لن يكون حقيقيا وناجحا بدون اطلاع المبدع على كل شيء في المجتمع، بما في ذلك الدين.

نرشح لك: ماذا لو استمع موسيقار الأجيال لـ ويجز؟


المشهد الثاني

في معرض حديثه عن علاقة الحكّام اللبنانيين بالدول الخارجية، بالأمس، عبر فضائية mtv اللبنانية، شبّه الإعلامي عماد الدين أديب العلاقة بينهم بعلاقة المغتصَبة بالمغتصِب، مستدلا بمثال غريب عن كون المرأة تكون شريكة في الاغتصاب… “دايما حتى في جرائم الاغتصاب يقولك المغتصِب أيوا عليه دور مهم، لكن المغتصَبة إن لم ترد أن تُغتصَب فهي شريكة في هذا الموضوع رغم إنه جريمة”.

التصريح أثار الغضب بالطبع، لا سيما على الصفحات النسوية خلال الساعات الماضية، فكيف يكون اغتصابا إن كانت هناك رغبة وإرادة متبادلة، وكيف نصف المرأة بالشريكة في الجريمة رغم وقوع الاعتداء عليها، وما علاقة هذا التشبيه بموضوع النقاش، لكن بعيدا عن المثال غير الموفق الذي ضربه عماد أديب في غير موضعه، وبعيدا عن جدلية أفكاره السياسية وتوجهاته الواضحة في الآونة الأخيرة، إلا أن المفارقة تكمن في العودة لـ خيري بشارة في اللقاء السابق ذكره.

خيري بشارة وقف في أقصى الجهة المقابلة، معلنا عدم احتقاره للمومسات، ومعتبرا إياها أقدم مهنة في التاريخ.. “أنا جرئ جدا إني أقول إني معنديش أي احتقار للمومسات، لأن دي مهنة، أقدم مهنة في التاريخ، والمومس مش بتمارس ده عشان هي عاوزه ولكن تحت الضغط الاقتصادي لأنها في احتياج.. هي مهنة لا إنسانية أكيد، بس زي أي حاجة غيرها.. لذلك أنا لا أدين الشخص بل أدين الظرف اللي خلاه كده”.

هذا رأي خيري بشارة في المومسات، فماذا إن تم سؤاله عن المغتصَبات؟! ولنحاول تخيل لقاء يحاور فيه عماد الدين أديب المخرج خيري بشارة، كيف ستنجو المرأة من بينهما على الهواء؟!

المشهد الثالث

الإذاعي أسامة منير يقدم أشهر برنامج مصري عن الحب، ويقدم نصائح أكثر من رائعة للفتيات، فالمتابع لإجاباته على أسئلة المتصلات يدرك جيدا أنه يتعامل كـ ناصح أمين، فينصح برفض الخيانة أو تنازل أحد الطرفين عن شرفه حبًا في الآخر، بل ويجيب بوضوح وشدة وحدة وصراحة على من تفعل ذلك وتعود إليه باكية في برنامجه قائلة “اعمل إيه يا أسامة؟”.

استمعت إليه أكثر من مرة في برنامجه وهو ينصح بعض المتصلات بالعدول عن أمور غير أخلاقية ارتكبنها، ينصح بالعودة للأخلاق والدين والتقرب إلى الله والحفاظ على النفس والعرض والشرف والسمعة، نصائح أبوية قبل أن تكون إعلامية.

لكنه دخل، قبل أشهر قليلة، في حالة نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ في بث فيديوهات شبه يومية لتوجيه النصائح للجمهور في مواضيع مختلفة، على رأسها العلاقات العاطفية بالطبع. منذ ذلك الحين بدأت تتغير النسخة المعهودة من أسامة منير، منها على سبيل المثال تأكيده على أن أحد أهم أسباب فساد العلاقة بين الأزواج هي جملة “خد الزبالة وأنت نازل وهات فينو وأنت جاي”، ويراها جملة مهينة للغاية للرجل!

تصريح غير مكتمل، وفي غير موضعه، وبدون مناسبة، ولو أنصت إليه أحدهم وأخذ كلامه على محمل الجد لهدم بيوتا وتسبب في خلافات بين الأزواج، فما الفائدة إذن من قوله؟ وأين نسخة المذيع الواعي الباحث عن مصلحة المستمعين؟ ولماذا تغيرت شخصيته باختلاف الوسيط؟!

المشهد الرابع

صادفني قبل أيام على تيك توك لايف للفنانة وفاء عامر، ولايف لوالدتها، ولايف لابنها الفنان الصاعد عمر فوزي، ولايف لشقيقتها الفنانة أيتن عامر، كل أفراد الأسرة لايف على تيك توك في نفس الساعة المتأخرة من الليل، يخوضون تحديات ويطلبون من الجمهور التكبيس والهدايا التي تتحول لأرباح دولارية في حساباتهم لاحقا.

تغني وفاء عامر وتضحك وتتسابق على تيك توك، لكن على الشاشات لا يكاد يخلو لقاء تلفزيوني لها من الحديث الجاد عن أن خيانة الرجل ليست مبررا للطلاق منه، بل إن زوجها لو قام بخيانتها، حينها ستكون هي السبب بالتأكيد، أو أنها قصرت في شيء ما تجاهه، وإن أخطأ فلا يجب محاسبة الرجل على الخطأ من المرة الأولى.

تصريحات غريبة نتمنى أن تتوقف وفاء عامر عن ترديدها، أو أن تنشغل أكثر بـ تيك توك بدلا من الحديث عنها في اللقاءات التلفزيونية، وإذا لم يكن هناك بدٌ من اللقاء، فليحاورها عماد الدين أديب بحضور خيري بشارة، وننتظر حينها وصول نسخة أسامة منير، إما الإذاعية أو التيك توكية، لتحسم الخلاف المستمر عن شرف النساء.. دون الرجال!

نرشح لك: أزمة “بديهيات” بين شريف عامر وجمهور أحمد خالد توفيق