كريم الدجوي وأشرف أبو الخير يكتبان : لماذا أحب الزمالك... لماذا أحب الأهلي؟

بمناسبة مباراة القمة بين ناديي الزمالك والأهلي التي تقام اليوم ببطولة كأس مصر، وللمرة الأولى في “إعلام.أورج” يتصدى اثنين من كتاب الموقع لكتابة مقال واحد حول موضوع واحد، وهو حب الفريق المنافس، لماذا قد يحب “كريم الجوي” نادي الزمالك وهو المشجع الأهلاوي الأصيل، وماذا يحب “أشرف أبو الخير” الزملكاوي المتعصب في النادي الأهلي.

أشرف أبو الخير يكتب: لماذا أحب الأهلي؟

1- بيبو .. بيبو .. بيبو … الله يا خطيب

أنا من الجيل الذي سمع عن الأسطورة الأهلاوية الخالدة “محمود الخطيب” ولم يحضره كلاعب، لكنني كنت طفلاً ومراهقاً تلفتني حكايات الأهل والأقارب والمعارف الأكبر سناً عن اللاعب الأسطوري الذي بنى أواصر علاقة اسطورية تشبهه تماماً بين مختلف الجماهير المصرية وبينه، بسبب إتقانه لفنون اللعبة والأهم بسبب ذكاؤه داخل الملعب وخارجه، لاعب خلوق متمكن ثم إداري ناجح، وكاريزما طاغية نجحت في إنهاء العديد من الصفقات لصالح ناديه، كما أنني اعلم أنه لم يجامل شخصاً واحداً على حساب النادي الأهلي بمن فيهم ابن صديقه المقرب (كاتب خطاب الاعتزال الشهير) الأستاذ إبراهيم حجازي، كما لم يضغط لمحاولة إشراك اللاعب الخلوق كذلك (أسامة حسني) وهو زوج ابنته… فيا له من رجل يستحق أن يوضع على قائمة أسباب حبي للأهلي.

2- عدلي القيعي

كزملكاوي فأنا لا أحب السيد عدلي القيعي لأسباب تتعلق (بحرفنته) في إنهاء العديد والعديد من الصفقات لصالح النادي المنافس، لكنني أعترف أن الرجل (عبقري لوائح وقوانين) استطاع أن يحصل على العديد من اللاعبين في كرة القدم وغيرها من الرياضات لأنه فاهم، وعميق، ومتمكن، ومحترف في إنهاء الصفقات مهما كانت درجة وعورتها، ولأنني عشت أعواماً طويلة أتمنى وجود رجل مثله في نادي الزمالك، فالسيد عدلي القيعي جدير بأن يكون من أسباب حبي للزمالك.

3- روح الفانلة الحمرا

الأهلي بيكسب بالحكام، بيكسب بسبب حروب الإعلانات وكثافة البنكنوت في خزائنه، هذا ما يمكن أن يُقال على المقاهي وفي الجلسات العامة والخاصة حين نتعصب لفرقنا المنافسة، أما ما لا يمكن إنكاره أن لاعبي النادي الأهلي وفي الكثير جدا من المباريات كانوا يتحدون أنفسهم، ومدربيهم الضعفاء، وظروفهم القاسية ويفوزون بمباريات لم يكن ابداً من المتوقع فوزهم بها بسبب ما يُسمى روح الفانلة الحمرا… فقد سقوهم جميعاً وعلى مر العصور أن من يرتدي التيشرت الأحمر لا يعرف إلا الفوز، وحتى إن كان هذا به بعض المبالغة بالنسبة لي كزملكاوي إلا أنه سبب وجيه يجعل الأهلي نادياً جديراً بالاحترام.. الاحترام على الأقل.

4- محمد محمد محمد محمد أبو تريكة

دة بياكل بوش رجله يا عم… سمعت هذه الجملة مرارا وتكرارا من الكثير من المتعصبين لنادي الزمالك، قد لا نحب محاولات رسم صورة القداسة على اللاعب الخلوق، قد لا نحب “غطسه” وضحكه على الحكم مرة هنا أو هناك ليحصل على ضربة جزاء، قد نسمع عنه وعن انتماءاته السياسية الكثير والكثير، لكننا لا نملك إلا أن نحب هذا اللاعب المحنك الذي أذهل الجميع لاعباً بمنتخب مصر والأهلي في لحظات هي الأروع في التاريخ الكروي الحديث، فلماذا لا تحب نادٍ استطاع الحصول على توقيع لاعب “بياكل بوش رجله” ونجح في صناعة مجد أسطوري له ولمصر؟؟

5- السيطرة

كزملكاوي أصيل، مؤمن أنا أن الأهلي مسيطر على اتحاد الكرة، على لجنة شئون اللاعبين، على لجنة الحكام، على اتحاد الكرة برمته، كما أن له أذرع إعلامية فتاكة.. وهو نموذج اكرهه بشده، لكنني أتمناه في نادي الزمالك، أحب ان أراه مسيطراً على كافة أوراق اللعبة، حاصدا المزيد من المكاسب ولو حتى بلي الذراع.. نادي مسيطر كهذا وناجح ومستمر في نجاحه.. لماذا لا تكون السيطرة من اسباب حبك له.

كريم الدجوي يكتب: لماذا أحب الزمالك؟

1- جمهور الزمالك

أول ما يذكر نادي الزمالك أمامي في أي مناسبة، أتذكر على الفور أصدقائي الزمالكوية وعلى رأسهم “طارق” صديق طفولتي وشباب، والذي ذاق الأمرين بسبب حبه لهذا النادي، وما مر به من مضايقات مني ومن باقي أصدقائنا الأهلاوية على مدار أكثر من عشرين سنة.

لا استطيع أن أعرف كيف كان سيكون شعوري إذا مر الأهلي بسنوات عجاف مثل التي مر بها الزمالك خلال العقدين الماضيين، هل كنت سأتحلى بذلك الجلد مثل جمهور النادي الأبيض، هل كنت استطيع أن أكون بهذا الوفاء تجاه نادي يقدم كرة جميلة لكنه لا يحصل على بطولات. هل كنت سأتحمل مجالس الإدارة الفاشلة المتتالية، وإدارة فريق الكرة بطرق أقل بكثير من حيث المهنية والصرامة مقارنة بمنافسه التقليدي الذي يحصد كل البطولات؟! أسئلة كثيرة لن أستطيع الإجابة عليها، لكنها تجبرني دائما على احترام وتقدير مشجعي الزمالك حتى وإن كنت اختلف معهم طوال الوقت وأرى أن معظم أرائهم غير منطقية، لكنهم في النهاية يضربون خير مثال على كيف يكون الجمهور عظيما كفريقه.

2- الحريفة

لأني احاول أن أكون حياديا في معظم أرائي حتى لو كان ذلك صعبا في بعض الحالات، فأصعب تلك الحالات بالنسبة لي هو إنكار كم المواهب التي خرجت للنور من خلال نادي الزمالك، وخصوصا من نلقبهم بالـ”حريفة”، من يستطيعون تحريك قلوب الجماهير من خلال لمسات و”كعوب” قد لا تغير نتيجة المبارة في كل المناسبات، لكن على الأقل ترضي الجمهور الذي تمثل له “الحرفنة” أهم الأطباق الرئيسية في الوجبة الكروية لمشجع الكرة.

3- الزمالك الأفريقي

بما إن من مواليد الثمانينيات، فقد كانت بداية متابعتي الحقيقة لكرة القدم في العصر الذهبي للزمالك أفريقيا، حينها كنت أشاهد المباريات مع جدي الزمالكاوي أيضا (رحمه الله)، ليجبرني أن أضع أهلاويتي في الدرج لنشاهد الفريق الأبيض وهو يقدم كرة جميلة تبهر جمهور الناديين. مازلت أتذكر فرحتي بأداء فريق الزمالك – ممثل مصر – في البطولات الأفريقية وهو يلقن الفرق الأفريقية ذات اللاعبين طوال القامة دروسا ملخصها أن الكرة ليست فقط لياقة بدنية وإنما أشياء أخرى كثيرة.

4- الزمالكوية اللي بحبهم

كتبت من قبل عن الزمالكوية الذين أحبهم (يمكنك قراءة المقال من هنــا)، حازم إمام اللاعب الخلوق ومهندس الكرة المصرية ونجم كأس الأمم 1998، محمد صبري صاحب الكعوب الساحرة والتسديدات القوية، عمر طاهر –صاحب المكانة الخاصة في قلبي- الذي لا تسطيع أن تحبه ككاتب دون أن تحب حبه للزمالك. الراحل سامي العدل الذي تسطيع أن ترى حبه للزمالك واضحا في كل مناسبة تحدث فيها عن النادي، وأحمد عفيفي، ظاهرة التحليل الرياضي الذي اتابعه باستمرار واستمتع بما يقدمه حتى لو كنت مختلف معه معظم الوقت. وأخيرا الصديق محمد عبد الرحمن رئيس تحرير إعلام دوت أورج، الذي تضحكني قفشاته حول الزمالك والأهلي حتى لو كانت تسخر من النادي الذي أحبه.

5- ألتراس زمالكاوي

أنا بطبيعتي أحب الألتراس بشدة، أقدر فكرة أن يكرس شخصا كل وقته لحبه لكيان أو شىء. الألتراس بالنسبة لي جزء ضروري من معادلة الكرة في مصر، تسطيع دخلاتهم وهتفاتهم وجنونهم أن تدفع اللاعبين لأن يعطوا 200% في مبارة قد يظن المحللين أنها منتهية. وبعيدا عن السياسية، وما جناه ألتراس الناديين من شهداء ومسجونين نتيجة عشقهم لناديهم، فإن لألتراس وايت نايتس مكانة خاصة في قلبي، فهم مثل العمود الفقري لجمهور الزمالك الوفي.
تحية لكل شباب الألتراس، لكل من يحب ناديه حتى الموت.

وفي النهاية، وأيا كانت نتيجة مباراة اليوم، وأيا كانت نتائج كل المباريات السابقة واللاحقة بين الفريقين، تبقى الروح الرياضية من أساسيات الرياضة في كل مكان بالعالم، ولهذا فإن إعلام.أورج يدعو الجميع للتعقل، لنبذ العنف، لتفهم دوافع الآخرين ورغبة كل طرف في الفوز وتحقيق التاريخ والأمجاد.

 للتواصل مع كريم الدجوي من هنا

للتواصل مع أشرف أبو الخير من هنا