كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة، في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر على هامش قمة المناخ cop27، المنعقدة حاليا في شرم الشيخ بحضور عدد من رؤساء وقادة العالم.

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: “أخي سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، رئيس مجلس الوزراء، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أود أولا أن أرحب بكم في مصر هنا في مدينة شرم الشيخ التي تستضيف قمة تنفيذ تعهدات المناخ، كما تستضيف على مدار أسبوعين كاملين الدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، والتي نتطلع لأن تخرج بنتائج شاملة وقوية تساهم في تعزيز عمل المناخ العالمي على كافة المستويات”.

نرشح لك: الرئيس السيسي يناشد رؤساء العالم لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية


تابع:
“والحقيقة أنه عندما طرح عليّ سمو الأمير ولي العهد المملكة العربية السعودية، رئيس مجلس الوزراء، منذ بضعة أشهر فكرة عقد القمة الثانية مبادرة الشرق الأوسط أفضل هنا في شرم الشيخ بالتزامن مع قمة المناخ وكإحدى فعالياتها، لقد رأيت أنها ستعد فرصة مواتية لتسليط المزيد من الضوء على هذه المبادرة المهمة التي أتى إطلاقها منذ نحو عام من اليوم ليعالج إحدى الجوانب الضرورية في عالم المناخ في عالمنا العربي وفي منطقة الشرق الأوسط والتي تعاني أكثر من غيرها من الآثار السلبية لتغير المناخ على جودة الأراضي الزراعية وخصوبة التربة فضلا عن الارتفاع المطرد في درجات الحرارة وندرة المياه والجفاف ولعل الدول التي انضمت إلى المبادرة منذ إطلاقها هو دليل على الجدية التي توليها دولنا في المنطقة العربية لجهود مواجهة تغير المناخ سواء على صعيد خفض الانبعاثات والتحول نحو الطاقة المتجددة أو على صعيد اتخاذ إجراءات فعالة للتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، وهم جانبان يمثلان جوهر هذه المبادرة”.

استكمل: “ففي مصر على سبيل المثال استطعنا أن نتخذ خطوات واسعة في إطار التحول نحو الطاقة المتجددة سواء الطاقة الشمسية أو الرياح أو الهيدروجين، ونقوم في الوقت الراهن بتدشين مشروعات طموحة في مجال النقل النظيف، وعلى صعيد التكيف استطاعت مصر تحقيق نجاحات ملموسة في الإدارة المستدامة للموارد المائية وتضمن وثيقة مساهماتها وطنيا المحدثة وفقا لاتفاق باريس عددا من الأهداف الطموحة للتكيف في قطاعات الزراعة وحماية المناطق الساحلية والتنمية الحضارية المستدامة، ومثلما هو الأمر في مصر تقوم سائر الدول في منطقتنا العربية ببذل جهود مشابهة في هذا الإطار، ولعل استضافة منطقتنا لمؤتمري أطراف تغير المناخ العام الرائد في مصر والعام القادم في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، هو خير دليل على الدور الذي باتت دولنا تضطلع به على صعيد عمل المناخ العالمي والتزامها بتنفيذ تعاوناتها”.

أردف: “أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، رغم التحديات الاقتصادية التي تواجه كافة دول العالم حاليا والتطورات السياسية الدولية اتصالا بالأزمة في أوكرانيا وغير ذلك من تحديات، فإن مؤتمرنا اليوم يمثل فرصة سانحة لالتفاف قادة دول العالم وقيادات القطاعات الاقتصادية وكبريات مؤسسات التمويل الدولية وغيرهم من الشركاء في هذا الجهد حول هدف مشترك لا خلاف عليه، ألا وهو حتمية التحرك العاجل والناجز والفعال للتصدي لتحدي تغير المناخ، فالكل يدرك أن الوقت ليس في صالحنا وأن الفجوات في خفض الانبعاثات وفي إجراءات التكيف وتوفير آليات ووسائل التنفيذ وعلى رأسها تمويل مناخ تحتاج إلى تعامل سريع ولإجراءات تنفيذية على أرض الواقع، ومن هنا فإننا على ثقة بأن كافة المشاركين في مؤتمرنا في هذا العام بشرم الشيخ يدركون حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم وحجم التوقعات التي تعول مجتمعاتنا في كل مكان على الوفاء بها من خلال مخرجات هذا المؤتمر، ومن جانبنا كرئاسة لمؤتمر الأطراف فإننا لن ندخر جهدا في توفير كل المتطلبات عقد المؤتمر تنظيميا وإجرائيا وبما يكفي لأوسع مشاركة ممكنة لكل الأطراف الحكومية وغير للحكومية، كما بذلنا ولا نزال كل الجهد لتقديم كل وجهات النظر حول جميع القضايا الموضوعية الخلافية لتيسير توصل الأطراف المختلفة لنقطة التقاء وتوافق تسمح بخروج المؤتمر بمخرجات عملية فعالة ترضي الطموحات وتستجيب لتوقعات الشعوب في كل بقاع الأرض”.

اختتم: “واتصالا بما تقدم واتساقا مع ما حرصت مصر على تأكيده، من أن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة التنفيذ على أرض الواقع، فإن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تمثل فرصة ممتازة لتعزيز التعاون بين أعضائها من الدول بهدف حشد المزيد من الاستثمارات وتوفير آليات جديدة للتمويل المبتكر لدعم المشروعات التي تقوم بها دولنا لمواجهة تغير المناخ بالتنسيق مع مؤسسات التمويل العربية والإقليمية التي تطلع بدور مهم في هذا الإطار، كما تمثل المبادرة إطارا مناسبا لتعزيز التعاون التقني والربط بين مراكز الأبحاث في الدول الأعضاء لتحقيق التكامل بين البرامج البحثية والتطبيقية المتعلقة بتكنولوجيا مواجهة تغير المناخ، ومن هذا المنطلق فإنني أدعوكم اليوم خلال اجتماعنا هذا إلى طرح أفكارا مبتكرة ومقترحات بناءة تساهم في تعزيز عمل المناخ في دولنا في سياق مبدأ التنفيذ الذي نجتمع في إطاره، وإنني على ثقة أن ما سيخرج عن اجتماعنا اليوم من نتائج سيعبر عن استمرار التزامنا بعمل المناخ على كافة المستويات لصالح الأجيال القادمة في المنطقة العربية وفي العالم أجمع”.