الرئيس السيسي: نخوض اليوم معركة تحمل ذات معاني حرب أكتوبر

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، احتفالية القوات المسلحة، بنصر أكتوبر المجيد، التي شهدت تكريم أبطال واقعة “أبو عطوة” وأسرهم.

وقال الرئيس خلال كلمته في الاحتفالية: حرب أكتوبر المجيدة كان لها رجال، سخرهم الله تعالى، لاتخاذ القرارات المصيرية التي غيرت خريطة التوازنات الإقليمية والدولية، ومن هنا فإنني أوجه التحية إلى روح الشهيد البطل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الذي اتخذ بجسارة قرار العبور العظيم، رغم شبح الهزيمة الذي كان يطارد الجميع، وتحية له أيضًا باتخاذه بشجاعة الأبطال قرار السلام، الذي طوى صفحات الماضي، وفتح آفاق المستقبل لسائر المنطقة.

نرشح لك: الرئيس السيسي يطلب صورة جماعية مع أبطال معركة “أبو عطوة”

أضاف: أوجه تحية يملؤها الإجلال والاحترام إلى كل من ساهم في صنع أعظم أيام مصر في تاريخها الحديث، وتحية يملؤها الفخر والاعتزاز بتلك المؤسسة العسكرية الوطنية التي أتشرف بأن أكون ابنًا من أبنائها، فهي رمز البسالة والإقدام والصمود والتحدي، وحصن هذا البلد الأمين، وحامي مقدرات شعبها العظيم، وستظل العلاقة الفريدة بين الشعب والجيش بإذن الله أمرًا مقدسًا وضامنًا أبديًا لأمن هذا الوطن واستقراره، وتحية من أعماق القلب إلى أرواح الشهداء، أبطالنا الذين منحونها حياتهم كي يحيى الوطن حرًا كريمًا مستقلًا.

أردف: إن جوهر حرب أكتوبر المجيدة هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر، ومن الظلام إلى النور، ومن الإنكسار والمرارة والألم، إلى الكبرياء والعزة والفخر، ويقين راسخ بأن تغيير الواقع لم ولن يكون بالكلمات والشعارات والأماني، بل بالرؤية بعيدة المدى والتخطيط العلمي، وتوفير آليات وعوامل النجاح، ثم العمل الدؤوب، بعزيمة وإرادة صلبة، من أجل تحقيق الرؤية والأمل في واقع جديد، يسود ويطغى على عثرات الماضي، ولعلكم تتفقون معي أنها ذات المعاني والقيم التي نعيشها اليوم في معركة البناء والتنمية، التي نخوضها منذ سنوات، بهدف تغيير واقعنا بشكل حقيقي ومستدام، والعبور إلى الجمهورية الجديدة بإذن الله.

تابع: الجمهورية الجديدة التي نتطلع إليها، والتي طال انتظارها جيل بعد جيل، في مستقبل أفضل لهذا الوطن، يكون بقدر حضارته وعراقته وعظمة تاريخه، إن الجمهورية الجديدة التي أراها بعين اليقين سوف نحقق بإذن الله معركة العبور الآمن إليها، إنها الجمهورية التي تهدف إلى تحقيق تطلعات هذا الجيل والأجيال القادمة، والانطلاق على طريق التقدم، بحيث تصبح مصر دولة حديثة ومتطورة، ينعم فيها المصريون بمستويات معيشية كريمة فكما شاء القدر لجيل أكتوبر أن يعاصر مراحل تاريخية ذات أعباء جسام، فإن الأجيال الحالية كان لها موعد أيضًا مع القدر، لتعيش مرحلة غير مسبوقة في تاريخ مصر الممتد، لتعاصر أحداثًا وتداعيات هائلة، أمنية وسياسية واقتصادية، يشهدها العالم بأسره.

استطرد: وتعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي يئن من وطئتها كل فرد على هذا الكوكب، نموذجًا على ما نراه ونعيشه ونحياه، ونحاول قدر استطاعتنا تجاوزها، بالجهد الصادق والعمل المخلص من أجل وطننا الغالي، وفي ظل هذه الأحداث وتلك الظروف، ما زالت هناك قوى شر تضمر بداخلها كل معاني الحقد والكراهية، فراحت تبث سمومها في شرايين الوطن، من خلال نشر الأكاذيب والافتراءات والضلالات، بهدف إفقاد المواطن الثقة واغتيال معنوياته، ولكنني على يقين أن الإنسان المصري صانع الحضارة، أكبر وأقوى من تلك المساعي المضللة الكاذبة، وأن لديه قدرة فطرية، أن يميز بقلبه السليم وعقله الواعي، ما بين الغث والثمين، والهدم والبناء، وما بين الإخلاص وحب الوطن والشعب، والخبث وكراهية هذا الوطن وشعبه.