كرمهم الرئيس في احتفالية القوات المسلحة.. ما قصة أبطال "أبو عطوة" في حرب أكتوبر؟

ما قصة أبطال أبو عطوة

شدوى ممدوح

كرم الرئيس السيسي أبطال واقعة قرية “أبو عطوة“ في حرب أكتوبر، خلال الندوة التثقيفية الـ 36 للقوات المسلحة، وفيما يلي أبرز المعلومات عن المعركة.

رغم مرور 49 عاما على حرب أكتوبر العظيمة، إلا أنها لا زالت تحتل الصدارة بين حروب العالم حتى يومنا هذا، وكل عام نتفاجأ بقصص بطولية جديدة لم تأخذ حقها في التعريف منها معركة “أبو عطوة“ التي حدثت في الإسماعيلية، والتي نجح فيها جنود مصر البواسل بإيقاف الاحتلال الإسرائيلي على بعد 5 دقائق فقط.

نرشح لك: والدها قيادي تكفيري تركها تموت وأنقذها الجيش المصري.. من هي يقين؟

تقع قرية “أبو عطوة“ في محافظة الإسماعيلية، وشهدت تلك المنطقة معركة من أشرس المعارك التي حدثت بين الجيش المصري بقيادة الفريق عبد المنعم خليل، والمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، وجيش الاحتلال بقيادة أرئيل شارون.

بدأت المعركة بعد إحداث ثغرة عندما حاولت قوات العدو الرد علي عبور القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس وتحطيم خط بارليف، فتحركت الدبابات الإسرائيلية للضفة الغربية للقناة بعدما أحدثت ثغرة بين تمركز قوات الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني يومي 13 و14 وأكتوبر حتى وصلت لمنطقة “أبو عطوة“.

حاول جيش الاحتلال بقيادة شارون دخول الإسماعيلية والاستيلاء عليها وذلك لأنها تقع بالقطاع الأوسط من قناة السويس وبها 4 منافذ وهي طريق القاهرة الزراعي، وطريق بورسعيد، وطريق الزقازيق، وطريق أبو سلطان، ولو كانت أغلقت هذه المنافذ كان سيتم إغلاق القناة بأكملها، وهنا صدرت الأوامر فورا بضرورة صد تلك العمليات الإسرائيلية.

نجحت القوات الإسرائيلية في التسلل إلى غرب قناة السويس ليلة 15\16 أكتوبر 1973، في البداية تمثل العبور في عدد 30 دبابة برمائية وحوالي 300 جندي مظلي من فرقة شارون المدرعة، تصور القادة المصريون طبقا لبلاغات القائد المحلي أن القوة الإسرائيلية لا تزيد عن 7 دبابات فقط، اختبأت دبابات العدو في منطقة “الدفرسوار“ والتي تكثر بها زراعات المانجو، وبدأت تنطلق في مجموعات صغيرة لمهاجمة مواقع صواريخ الدفاع الجوي المصري.

الجيش المصري لم يكن متوقعاً لوجود دبابات إسرائيلية في المنطقة، مما أحدث فجوة عميقة في حائط الصواريخ لديه، منحت سلاح الجو الإسرائيلي حرية الحركة في قطاعات معينة بعيدا عن مدى الصواريخ المصرية، بعد أن كانت منطقة القناة محرمة عليها منذ بداية الحرب.

في صباح يوم 18 أكتوبر، أصبح للجيش الإسرائيلي وجودا على الضفة الغربية لقناة السويس، بنحو 300 دبابة و 2000 جندي مظلي بالإضافة إلى وحدات المدفعية الخاصة، بينما تعرضت القوة المصرية التي لا تزيد عن 100 دبابة للتدمير بعد فشلها في الهجمات المضادة يومي 17 و18 أكتوبر، وبذلك أصبح التواجد المصري المدرع غرب القناة منعدما تماما.

في ليلة 21\22 أكتوبر، أخذت وحدات مدفعية الجيش المصري تقوم بقصفات إزعاج على مواقع الإسرائيليين طوال الليل، وقد حاول الإسرائيليون التقدم بمفارز مدرعة “دبابات ومشاة ميكانيكية“ على طريق المعاهدة في اتجاه كوبري نفيشة وعلى الطريق الصحراوي في اتجاه الكوبري العلوي، ولكن المقذوفات الصاروخية المضادة للدبابات “ماليوتكا“ اشتبكت معها وأجبرتها على الانسحاب.

وفي صباح يوم 22 أكتوبر، جدد شارون محاولته للتقدم في اتجاه ترعة الإسماعيلية، ونظرا لضيق الطريق فقد تحركت في المقدمة قوات الجيش الإسرائيلي المترجلة من المظلات وعناصر الاستطلاع، بينما كان يتبعها ببطء طابور من الدبابات والعربات المدرعة نصف جنزير.

اشتبكت مقدمة القوات الإسرائيلية مع عناصر استطلاع الصاعقة في الأمام، وتم تدمير دبابتين وعربة مجنزرة إسرائيلية، وتقدمت قوة من المظلات تقدر بسرية مشاة في اتجاه “أبو عطوة“ على محور ترعة السويس الحلوة، ونظرا لعدم قيامها جيدا باستطلاع الأرض ومعرفة أوضاع القوات المصرية، فقد فوجئت بنيران الأسلحة الصغيرة تنهمر عليها من كل جانب مما ألحق بها خسائر تزيد على 50 فردا، وعلى أثر ذلك توقف الهجوم الإسرائيلي، واستمر في قصف منطقة“ أبو عطوة“ بالمدفعية والهاونات بتركيز شديد.

في يوم 26 أكتوبر 1973، حاول شارون التقدم غربا لقطع طريق القاهرة-الإسماعيلية الصحراوي وعزل مدينة الإسماعيلية، لكن قوات الدفاع الشعبي والعسكري نجحت في وقف تقدم المدرعات الإسرائيلية وأجبرتها على الانسحاب، كذلك نجح جنود المظلات المصريين في الاستيلاء على إحدى المصاطب غرب القناة، ودفع قوات شارون إلى الجنوب بعد أن قامت بإغراق المنطقة بمياه الترعة الحلوة. ولمنع الإسرائيليين من تجديد محاولات التوسع شمالا أو غربا، أمر الفريق أول أحمد إسماعيل بدفع احتياطي الجيش الثاني لتشكيل خط دفاعي قوي بمحاذاة الترعة الحلوة.

لقد كانت معركة الإسماعيلية نقطة تحول حاسمة في مسار حرب رمضان، فقد أثبتت قوات الصاعقة والمظليين المصريين تفوقهما على سلاح المدرعات الإسرائيلي، ونجحتا في ردع قوات شارون عن احتلال أو عزل المدينة، وكذلك منعته من تهديد خطوط امداد الجيش الثاني الميداني وحصاره، وقد أطلق الإسرائيليون على مدينة الإسماعيلية “فيتنام مصر”، نظرا لضراوة المعارك وتشابهها مع ما كان يقاسيه الأميركيون خلال حرب فيتنام.

قصة أبطال أبو عطوة