"IN".. رهان ناجح من فودافون على السوشيال ميديا
أنس هلال
إتجاه إعلانات الشركات الكبرى في الفترة الأخيرة إلى السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، وصل أحيانًا إلى حد من الابتذال بإغراق هذه المواقع بسلسلة من الإعلانات الإجبارية والمدفوعة بدون وجود أي خطة تسويقية أو ترويجية تربط بين استخدام السوشيال ميديا والمحتوى الذي تقدمه هذه الشركات.
الأمر يختلف مع فودافون في شبكة “IN” الجديدة التي تُقدمها للشباب، فتجد خطة متكاملة من فودافون لدراسة احتياجات الشباب ومتوسط استخدامهم للمكالمات وباقات الإنترنت، والاستعانة بأكبر وأضخم عدد من الفرق الشبابية الناجحة، من فرق الأندرجراوند وحتى الفرق الشعبية، ومع حملة إعلانية مكثفة بأفكار مبتكرة، نجحت في تحقيق تفاعل إيجابي واسع جدًا مع الشباب، ولاقت إعجاب واستحسان كثير منهم.
من غيرك مش هتكمل
بداية الإعلان كانت بغناء أمير عيد الاسم الأبرز بفريق “كايروكي”، وكلمات مباشرة تعبر عن الأحلام والطموحات والشباب والثورة، وبنقلة خفيفة كان غناء الشابة يسرا الهواري، واستايل هادئ من الكلمات عن نفس فكرة الصداقة والأصحاب والترابط وقتل الملل والفراغ، ونفس الاستايل من الملابس والأجواء والألوان، بالتأكيد كانت تعبر ضمنيًا عن شريحة معينة من الشباب، بعدها يظهر في الصورة فريق “شارموفرز” الذي كتب شهادة نجاحه بأغنية “5 سنتي”، وعلى نفس نمط أغانيهم في ألبومهم الأخير “بارانويا”، قاموا بغناء كلمات مثل “الصداقة هي العلاقة” بأسلوبهم في الغناء والموسيقى المميزة لهم، وأضافت روح جميلة إلى الإعلان، خاصة مع المؤثرات البصرية الكثيرة المُستخدمة في الإعلان والتي كانت عنصر أساسي من أغاني “شارموفرز” السابقة.
استخدام الغناء الشعبي أثبت أنه ناجحًا جدًا مع الشباب، اختلفنا أو اتفقنا مع هذا النوع من الغناء، فلا أحد ينكر وجوده، بل إنه في كثير من الأحيان لا يكون مزعجًا كما يبدو، خاصة في مثل هذه النوعية من الأغاني الجماعية، والذي نجح فيها أوكا وأورتيجا قبل ذلك في أغنية “عشان لازم نكون مع بعض”، فكان غناء فريق “المدفعجية” بإعلان فودافون مختلفًا من حيث استخدام كلمات أفضل بكل تأكيد من نماذج الغناء الشعبي، وأيضًا له إيحائات أكثر بأن هذه الشبكة هي شبكة جميع فئات الشباب بأذواقهم المختلفة، إلى أن تأتي النهاية مع زاب ثروت وغناء الراب الذي يشتهر به، مع موسيقى ولحن قوي يغني فيه الجميع ويخلق حالة من الصداقة والتعاون والمشاركة التي يهدف لها الإعلان.
معلش يا أستاذ مدحت
أفكار جديدة ومرحة تؤكد على فكرة أن الشبكة الجديدة للشباب فقط من خلال إعلانات مختلفة يظهر فيها نجوم الغناء جيل التسعينات وما قبل ذلك أيضًا مثل مدحت صالح وحميد الشاعري ومؤخرًا أنوشكا، وهي إعلانات “دمها خفيف” حتى لو تكررت فكرتها مع أكثر من نجم من نجوم جيل الشباب أيضًا ولكن ليس الشباب تحت 25 عامًا، وهي الفئة التي تم تحديدها في شبكة “IN”.
ملاحظات عامة
أهم ما يميز الحملات الإعلانية هو عنصر التخطيط والذي كان واضحًا جدًا، أن الحملة تم التخطيط لها جيدًا والاستعانة بكثير من الأفكار المبتكرة بجانب الدعم القوي من صفحة IN Vodafone على السوشيال ميديا، عامل آخر رئيسي هو الشعار “من غيرك مش هتكمل” الذي تم التخطيط له كـ”هاشتاج” وشعار للحملة بشكل عام وإبرازه أكثر من مرة في الإعلان الرئيسي والإعلانات المختلفة.
العامل المهم أن الحملة جمعت الصفات العلمية للحملة الإعلانية، من حيث الاستعانة بنفس الوجوه لتأكيد عامل الربط، وأن الإعلانات الفرعية مترابطة مع الإعلان الرئيسي من حيث غناء الأغنية، والإعلانات الأخرى كانت في مرحلة كتابة كلمات الأغنية وبروفات الأداء وهكذا، والاستعانة بنفس المؤثرات والألوان وأماكن التصوير المتشابهة فتتعامل مع كل الإعلانات بتنوعها على أنها إعلان واحد يخدم الفكرة الرئيسية، لذلك يمكن اعتبارها حملة ناجحة بكل تأكيد.
