هل يُسقط المجلس الأعلى للعالم "نيزكا" على تامر أمين؟
فاتن الوكيل
مشاهدة بعض برامج “التوك شو” هذه الأيام يمكنها ان تُفقدك عقلك، فإما أن تصدق ما تقدمه، فتصبح مجرد “مسخ”، مثير للشفقة والسخرية، وإما أن تفقد عقلك من عدم استيعاب كيف تقدم موضوعات لا تحترم عقل المشاهد إلى هذه الدرجة، مثل ما جاء مؤخرًا في حديث “الإعلامي” تامر أمين، الذي تطرق إلى أن هناك “مجلس أعلى للعالم”، يمكنه التسبب في الزلازل والبراكين وأماكن سقوط النيازك.
أمين علق على ما جاء في حلقة “السبت 5 سبتمبر” من برنامجه “من الآخر” على قناة “روتانا مصرية”، بأنه كان مجرد “مستمع” للفقرة التي استضاف فيها اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي، والدكتور أمجد إسماعيل، والذي عرّفه بأستاذ الفلسفة الفنية والمتخصص في المجسمات، وتحدثا خلال الفقرة عن ما يسمى “الجيل الخامس للحروب”، حيث تتحكم قوى أكبر من الدول في الطبيعة، لتدمير أي دولة، ولكن من الواضح أنه لم يكن فقط مستمعًا، وإن كان الانصات إلى الحوار “مهزلة مهنية”، ولكن ظهر مقتنعًا بالحديث، ويتضح ذلك عندما قال بأن هناك “خوف فظيع دخل قلبه” بعد الفقرة.
أما حديث المؤامرات عمومًا فليس غريبًا علينا، ولا عيب في أن نصدق ما يمكن تصديقه منه، حتى أننا سمعنا كثيرًا عن “الجيل الرابع من الحروب”، وكيف يمكن اختراق وعي المواطن لتدمير بلده، فحتى وإن كانت هذه الفكرة يرفضها البعض، إلا أنها “ولأنها بعيدة عن خرافات النيازك والبراكين”، تظل محل نقاش واختلاف بين المتحاورين.
ولكن “الابتذال” في الحديث عن المؤامرات، يقابله دائمًا سخرية لاذعة، وهو ما ظهر في إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، بعنوان “المجلس الأعلى للعالم”، وبالطبع نشرت صورًا لمائدة قادة العالم المستديرة، مع أبرز أعضائها “سوبرمان” و”باتمان”.
الفكرة التي طرحها أمين، لا تختلف كثيرًا عن ما قاله توفيق عكاشة، مالك قناة “الفراعين”، عندما أُغلقت القناة في أول مايو الماضي، وذلك لتعثرها المالي، حيث أرجع عكاشة ذلك ألى أن “مجلس رئاسة العالم الخفي” يترصد لـ “الفراعين”، بعد أن تتبعت القناة عائلات كثيرة تتحكم في النظام الاقتصادي العالمي.
ولكن حتى عكاشة “بجلالة قدره” في مثل هذه السيناريوهات، لم يصل فكره إلا إلى تحكم بعض العائلات والشركات في النظام الاقتصادي العالمي، وليس إلى التسبب في زلالزل والتحكم بالقشرة الأرضية، وإسقاط النيازك عمدًا على الدول!، فهل يعي تامر أمين حجم الجريمة التي قدمها على الشاشة، إلى الحد الذي يمكنها أن تجعلنا نرى حديث عكاشة أكثر عقلانية من مذيع “ماسبيرو” السابق؟!، أم سيعتبر الساخرين، هم مجرد “مساعدين لرؤساء العالم الأعلى، وينتظر سقوط “نيزك” على ستديو روتانا مصرية انتقاما من كشفه لسر المجلس الخطير؟!.