حفلات النوادي ونوستالجيا التسعينات.. محمد ناير يكشف كواليس قصة مسلسل "ريفو"

هالة أبو شامة

انطلق مؤخرا عرض مسلسل “ريفو” عبر منصةWACHiT ، وحقق نجاحا كبيرا بعدما نال إعجاب الكثيرين ممن تابعوا حلقاته، التي بلغ عددها 10 حلقات، والتي تم طرحها دفعة واحدة.

أحداث العمل تدور حول قصة إحدى الفرق الموسيقية التي اشتهرت خلال فترة التسعينات، وهو من بطولة أمير عيد، تامر هاشم، صدقي صخر، سارة عبد الرحمن، مينا النجار، حسن أبو الروس، محمد مولا، مريم بدوي، أحمد فاضل، ومن إخراج يحيى إسماعيل، وتأليف محمد ناير.

نرشح لك:تعلم العزف ليبدو واقعيا.. مينا النجار يتحدث عن نعمان في مسلسل “ريفو”

تواصل “إعلام دوت كوم” مع مؤلف العمل، الذي تحدث عن تحضيراته وكواليس كتابته وصناعته.

فكرة “ريفو”

قال محمد ناير، إنه استغرق 10 سنوات ليبحث عن فكرة العمل، تلك التي عَبر من خلالها عن جيل الثمانينات وأحلامهم وواقعهم الذي عاشوه خلال التسعينات وحاضرهم الذي نعاصره حاليا، إذ أن الدراما لم تعتد التطرق لهذا العالم بشكل دقيق أو قريب مما تناوله “ريفو”، لافتا إلى أن الأحداث هي نوستالجيا يمكن أن تمس مشاعر وأحاسيس المشاهد الذي ربما يكون هو من نفس ذلك الجيل الذي نتحدث عنه.

الفرق الموسيقية والحفلات الشابية الممزوجة بالموسيقى الصاخبة كانت سمة العصر، وهذا ما علق عليه “ناير” قائلا إنه كان أحد هؤلاء المحظوظين ممن عاشوا هذه الفترة التي كثرت فيها حفلات النوادي وليلتي الخميس والجمعة كما شاهدنا خلال العمل، لافتا إلى أنه بفضل معايشته للتسعينات وقربه من هذا العالم فاز بكثير من الأصدقاء الموسيقيين من بينهم أمير عيد وتامر هاشم، بطلي المسلسل حيث بدأت صداقتهم منذ 17 عاما، وهذا ما دفعه ليضعهما دائما على قوة مشروعه “ريفو”، معلقا: “هما الاتنين بس اللي من البداية كان معروف هما مين في المسلسل”.

أما باقي الأبطال، فأكد على أنه لم يكن مقصودا أن يكون جميعهم من الشباب، وإنما أن يكونوا ممثلين على دراية بالموسيقى بقدر يؤهلهم للعمل بالمسلسل، لذا تم اختيار صدقي صخر، وحسن أبو الروس، وغيرهم، لافتا إلى سمر علي، المشرفة على العمل هي من اختارت ركين سعد، لتجسد دور البطلة “مريم”، وهذا الاختيار أسعده كثيرا لأنه من محبي ركين.


هذا ما ذكره باليوم الذي عرف فيه حسن أبو الروس، بأمير عيد، حيث قال: “حسن صديقي جدا وأنا وأمير جيران، وكنت نازل أنا وأمير نقعد مع بعض وكلمت حسن قولت له يعدي عليا مخصوص عشان كنت عايزهم يقفوا جنب بعض وأصورهم من كتر ما أنا كنت حاسس ومقتنع إن حسن هو (أباظة) واتبسطنا جدا باللي حسن قدمه.. سعيد بيهم كلهم مع بعض”.

فيما عَبر “ناير” عن سعادته بالتعاون مع المخرج يحيى إسماعيل، خاصة وأنها تجربته الإخراجية الأولى في الدراما بعد سنوات من عمله كمخرج إعلانات، واصفا إياه بأنه مخرج ممتاز وقدير ولديه حس فني كبير جدا، معلقا: “كسبناه كصناع سينما وإن شاء الله ليه مستقبل عظيم”.

علاقة “ريفو” بـ “كايروكي”

وردا على تشبيه البعض فرقة “ريفو” بـ “كايروكي” التي ينتمي لها كل من أمير عيد وتامر هاشم، قال إن أغاني “ريفو” مختلفة تماما وأصبح لديهم ألبوم أغاني بعيد عن “كايروكي”، لذا فهذا عالم وذاك عالم آخر، معلقا: “دي قدرة أمير عيد إنه يعمل باند حتى لو كان باند درامي أو خيالي ببصمة وشخصية تانية خالص، لكن هما كفرقتين موسيقييتين بُعاد عن بعض والأغاني غير الأغاني”.

نوستالجيا “الريفو”

في سياق آخر، أوضح أن اسم “ريفو” هو رمز للتسعينات لأنه كان أشهر منتج خلال هذه الفترة ومجرد ذكره يعيدك بالذاكرة للوراء، لذا لم يكن من الصعب الاستقرار على ذلك الاسم الذي تبادر إلى ذهنة بمجرد أن فكر بالعمل.

وبالحديث عن فترة التسعينات، أوضح “ناير” أنها كانت فترة بلا سمة محددة وبلا هوية، وما كان يميزها هو التخبط، لذا يمكن أن يتخيل المشاهد أن الأزياء تعود للثمانينات او السبعينيات على سبيل المثال.

وبخلاف الديكور والأزياء وغيرها، كشف “ناير” أن الشخصية الأصعب بالنسبة له في العمل كانت “شادي” لأن حياته في الألفينات لم يكن لها صدى كغيره ممن ظهروا في العمل.

الكتابة للمنصات والمسرح

وأشار إلى أن فكرة الكتابة للمنصات هو أمر مختلف كليا عن التلفزيون، والاختلاف هو في حرية التناول الدرامي، إن أن المنصة تتيح للمشاهد إماكانية إعادة اللقطات والتركيز في كل تفصيلة، أما التلفزيون فإنه لا يتيح ذلك أبدا واللقطة التي تنتهي لا يتم إعادتها مرة أخرى، بجانب عدد الحلقات الكبير لذا فالحلقات تكون مطاطة ولا تساعد على التركيز في أي تفاصيل، بينما تحجيم العمل في 10 حلقات عبر منصة يجبرك على التدقيق، معلقا: “كل ما بتقصر الدراما كل ما بيبقى صعب، وده اللي خلى يحيى إسماعيل متمكن في العمل لأنه مخرج إعلانات أصلا بيعرف يوصل معلومات للناس في وقت قليل”.

وتطرق للحديث عن السمات المتنوعة التي تمير أعماله، حيث أوضح أنه أراد أن ينوع أفكاره في فترة من الفترات ليجرب أنماط مختلفة، إلا أنه أصبح حاليا لديه تصور عام لما يميل إلى تقديمه للجمهور لذا فمن الممكن أن فقد ذلك التنوع خلال الفترة المقبلة للمحافظة على ذلك النمط الذي اختاره لنفسه.

ورغم براعته في عالمي السينما والتلفزيون، إلا أنه أكد صعوبة اتخاذه قرار الكتابة للمسرح، مبررا ذلك بأنه يحتاج إلى تفرغ شديد، لافتا إلى أنه لو اتخذ هذه الخطوة فسيكتب بشكل أقرب إلى المسرحيات التي تربينا عليها في صغرنا، موضحا: “موضوع يبقى فيه كوميديا موقف واستعراض”.

أعمال منتظرة

من ناحية أخرى، كشف محمد ناير عن أعماله المنتظرة حيث أكد أنه يعمل حاليا مع المخرج عثمان أبو لبن، على تحضيرات فيلم جديد بعنوان “هيصة” من المقرر طرحه قريبا وهو من بطولة الفنان أحمد داود، وتدور أحداثه حول رحلة طموح وبحث عن الهوية لمجموعة شباب من خلال كرة القدم الخاصة بالساحات الصغيرة.