لا تبرر لقاتل.. قد تكون الضحية التالية

هدير عبد المنعم

انعقدت أولى جلسات محاكمة قاتل نيرة أشرف، الطالبة بكلية الآداب بجامعة المنصورة، والتي قتلت أمام الجامعة، وأثناء الجلسة استجوب القاضي المتهم، وإجاباته على أهميتها في القضية، لفتت الانتباه لقضية أخرى، إذا لم يتم الاهتمام بها ستزدحم قاعات المحاكم بالعديد من أسماء الضحايا والمجرمين.

أثناء الجلسة التي تخللها حديث الجاني، ونقلتها وسائل الإعلام المختلفة بشكل مباشر، كان هناك أحدهم، يجلس ويتابع ويستمع لأقوال المتهم، ثم ينظر لسقف الغرفة بتأمل ويقول بصوت عميق نكاد نسمعه من خلال جُمل مكتوبة عبر حسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، إن هناك مبرر لارتكاب الجريمة!

نرشح لك: 9 ملاحظات من الجلسة الأولى لمحاكمة قاتل نيرة أشرف

القاتل لا يبرر.. كيف تفعلها أنت؟

القاتل في أقواله اتهم المجني عليها بأنها كانت تسيء له بالحديث مع آخرين عنه وأنها هي وأسرتها السبب في جعله يقدم على قتلها، ثم عاد وأخبر القاضي أنه كان يجب ألا تصل الأمور إلى هذا الحد وأنه لا يوجد مبرر لما فعل، الجاني بعدما قال ما قال من أشياء قد تبدو مبررات لجريمته عاد في النهاية وأقر أنه لا يوجد مبرر! كيف تبرر له أنت القتل؟

اللي يضربك اضربه

من تعاطف مع قاتل نيرة أشرف وبرر ارتكابه جريمة قتل بحجة أنها من أساءت إليه هي وأسرتها وعرضته لأذى نفسي مما جعله يقتلها، والآخر الذي قال “تستاهل”، هم أشخاص بيننا، كبروا على مبدأ “اللي يضربك اضربه”، معتقدين أن هذا هو الحق ومن لا يأخذ حقه بتلك الطريقة ضعيف.. دعونا نخبرهم أن هذا يدعى “قانون الغابة”، كما أنه عليهم الحذر فمن يبرر جريمة اليوم قد يكون هو المجرم أو ضحية لمجرم آخر غدا.

قانون الغابة

“قانون الغابة” هو بالضبط المعادل الموضوعي لـ “اللي يضربك اضربه”، فهنا لا بد أن يكون رد الفعل مماثل للفعل، وبلا قانون أو قاضي، فكل شخص يأخذ حقه بنفسه، بذراعه.. والبقاء للأقوى.

لا تبرر

لا مبرر لأي فعل خاطىء يؤذي شخصا آخر، حتى لو الشخص الآخر هو من بدأ بالأذى والخطأ، لا مبرر لـ القتل، السباب، التعدي بكل صوره، السرقة، الخوض في الأعراض.. لا مبرر للأذى والجرائم.. لا تضرب من يضربك، لأنك ستصبح مثله، ويصبح المجتمع غابة والبقاء فيها لصاحب الذراع الأقوى، كما أن حكمك أبدا لن يكون عادلا، في العالم أجمع هناك قوانين تحكم البلدان حتى المتأخرة منها، لا توجد دولة يسير بها كل شخص بقانونه، حتى تخترع أنت قانون أن نيرة أساءت للجاني فاستحقت القتل، لا أحد يستحق القتل، ولا أحد يملك سلطة معاقبة آخر سوى الجهات القانونية، وأيضا تتعاطف مع الجاني، أي قانون هذا؟ وأي مشاعر تلك؟