جمهور الأهلي VS موسيماني.. علاقة "توكسيك" انتهت بالرحيل

جمهور الأهلي VS موسيماني.. علاقة “توكسيك” 
هدير عبد المنعم

عندما نتحدث عن جمهور كرة القدم، أول ما يتبادر للأذهان هو الضجيج، سواء كان فرحا، حزنا، انتقادا، دعما، أو جدلا، والجدل عادة ما يكون بين مجموعتين من الجمهور، كل منهم يشجع نادي مختلف عن الآخر، أو قد يحدث الجدل بين جمهور النادي الواحد على أمر أو قرار أو اختيار ما داخل ناديهم، فتجد من هم مع ومن هم ضد، ولكن علاقة جمهور النادي الأهلي بمديره الفني السابق بيتسو موسيماني مختلفة، فالجدل حول الجنوب أفريقي كان داخل المشجع الواحد، أيضا المدرب نفسه كان داخله مشاعر متضاربة ناحية عقلية الجمهور، وهو أمر يستحق التحليل.

موسيماني: أحب الأهلي ولكني لا أطيقه

20 شهرا، هي مدة تولي بيتسو موسيماني تدريب الفريق الأول للكرة بالنادي الأهلي، حيث انتهت مسيرته أمس الاثنين بعد فسخ التعاقد بالتراضي بينه وبين النادي، وكما أُعلن أن قرار الرحيل كان بناء على رغبته بسبب الضغوط التي يتعرض لها من مطالب الجمهور والإدارة بالفوز المستمر، وهو ما لم يتحمله موسيماني، في نفس الوقت أصدر بيانا يؤكد فيه على حبه للأهلي وجمهوره وأنه يتمنى أن يعود مرة أخرى!.. معلومة على الهامش) عزيزي بيتسو إذا كنت مغرما بالنادي وجمهوره لما رحلت في وقت فاصل يحدد مصير الفريق في بطولات الدوري والكأس؟ وإذا كنت تريد العودة مجددا، فدعني أضيف لمعلوماتك أنك ستجد نفس الضغوطات، فكل ما هو أهلي لا يشبع من الفوز ولا يرضى إلا به منذ نشأة النادي عام 1907.

نرشح لك: بعد رحيله عن الأهلي.. رسالة موسيماني لـ “بيبو” والجمهور

ضجيج

يعاني أغلب مشجعو النادي الأهلي، خلال الـ 20 شهرا الماضية، من ضجيج يرتقي للصراع الداخلي الذي يؤرق نومهم بسبب موسيماني، فمنذ جاء في أكتوبر 2020 قبل مباراتي نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا وذلك بعد رحيل المدرب السويسري رينيه فايلر، وهناك صوتين يتصارعان داخل مشجع النادي الأهلي، أحدهم يراه جيد ولا يوجد ما هو أنسب منه وهذا الصوت كان هو الأعلى حتى شهر يوليو الماضي عندما فاز ببطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي منذ توليه التدريب، ولكن الصوت الثاني كان دائما موجود ويردد أنه ليس بحجم الأهلي ولا على قدر طموحاته، كما أنه لا يقدم أداء جيدا، ولكنه يفوز أيضا، أمر محير.. كان هذا الصوت خافتا في البداية إلى أن خسر موسيماني الدوري العام الماضي وساء مستوى الفريق، واستمر في السوء، فارتفع.

ولكن علاقة جمهور الأهلي وموسيماني أشبه بالمد والجزر، فبمجرد أن فاز على نادي الزمالك بخماسية مقابل 3 أهداف، ثم فاز بالسوبر الأفريقي في ديسمبر، وبعدها حصد برونزية كأس العالم للأندية للمرة الثانية على التوالي، ارتفع الصوت الأول مجددا، موسيماني يفوز، وهذا الأهم، يردد الصوت الثاني بصوت منخفض ولكن الأداء غير مطمئن، أخشى مما هو قادم.

أيضا موسيماني مشاعره تجاه الأهلي تثير الاستغراب، فتارة يصرح أنه يريد صناعة التاريخ والفوز بكل البطولات والفوز على الغريم التقليدي نادي الزمالك بأكثر من 5 أهداف في المباراة المقبلة، وتارة يدلي بتصريحات عن غرابة عقلية جمهور الأهلي الذي لا يتقبل الهزيمة ولا حتى التعادل، ويبدي انزعاجه من الضغط الدائم عليه للفوز بكل شيء!

حتى مسيرة موسيماني مع الأهلي، المشجع الأهلاوي يواجه أزمة في تقييمها، فصوت داخله يقول إنه حقق بطولتي دوري أبطال أفريقيا وبرونزيتين في كأس العالم للأندية وبطولتي كأس السوبر الأفريقي وبطولة كأس مصر وبطولة الدوري المصري، يظهر الصوت الثاني مشيرا إلى أنه أيضا خسر بطولة الدوري المصري العام الماضي وبطولة كأس السوبر المصري، وفي الختام كان خسارة بطولة دوري أبطال أفريقيا هذا العام، هل نجح أم لا؟.. لا توجد إجابة.

ادعي على موسيماني وأكره اللي يقول آمين

ملاحظة على الهامش) عندما كان يظهر أحد في الإعلام وينتقد موسيماني لسوء الأداء أو النتائج مؤخرا في الدوري، كان الجمهور يصدح بصوتيه الداخلين ضده مدافعا عن موسيماني!

بعد الرحيل.. جمهور الأهلي “مضروب في الخلاط”

قبل إعلان خبر رحيل موسيماني، كان الجمهور منقسم، البعض يريد استمراره والبعض الآخر يريد رحيله.. عندما أعلن نبأ رحيله، دخل جمهور الأهلي “مؤيد ومعارض” في الخلاط، فمن كان مع بقائه، تارة يهاجم مجلس الإدارة، وتارة أخرى يقرر إغلاق الصفحة ودعم الفريق، ومن كان مع رحيله، لم يفرح بالخبر، بل دخل في حالة من التخبط، هل رحيله قرار صحيح؟ نعم كنت أريد رحيله، ولكن هل هذا توقيت مناسب؟ من سيأتي؟ موسيماني فاز بأغلب البطولات والمباريات الكبرى، في النهاية يصيبه الإجهاد فيقرر دعم الفريق.

مشاعر حزن مسيطرة على رافض قرار الرحيل والمؤيد أيضا!

علاقة موسيماني وجمهور الأهلي، غريبة.. عندما كان موجودا لم يكن هناك ارتياح كامل لبقائه، هناك قلق وعدم اطمئنان بسبب تراجع مستوى الفريق، ولكن هناك سعادة بالفوز عندما يتحقق.. وعند الخسارة هجوم حاد ومطالب برحيله، رحل.. عندما رحل حزن البعض لاقتناعهم بضرورة بقائه، وحزن أيضا من كان يرغب في رحيله!

اتفق الجميع.. ليالينا الحلوة في كل مكان

هل بسبب الذكريات التاريخية التي ارتبطت به، كالفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا عام 2020 على حساب نادي الزمالك وبعد غياب 7 سنوات؟ تلك هي اللقطة الأبرز لموسيماني دون التغاضي عن إنجازاته السابق ذكرها، ولكن هناك ارتباط عاطفي بين الجمهور وبينه ظهر عندما رحل، وفي نفس الوقت البعض مقتنع أنه كان لا بد أن يرحل لأنه لا يصلح حاليا!

هل علاقة موسيماني والأهلاوية “توكسيك”؟

جمهور الأهلي يفرح بالفوز ولكنه غير راضي وغير مطمئن ومع أول تعثر يهاجم موسيماني، مما يضع الأخير تحت ضغط وعدم شعور بالأمان.. موسيماني يحب الأهلي ويريد تحقيق البطولات ولكنه لا يتحمل الضغط.. هل نستطيع أن نطلق عليها علاقة “توكسيك”؟ أو كما قالت دكتور ماجي في مسلسل راجعين يا هوى: “موقف تكاسك”؟!