لافتة "فؤاد حداد" أثارت الجدل.. هذه الصعوبات تواجه مبادرة "عاش هنا"

هبة جلال

آثار الإعلامي حُسام حداد، حفيد الشاعر الراحل فؤاد حداد، جدلا بعد نشره صورة لافتة “عاش هنا فؤاد حداد”، وهي مشوهة ثم صورة حديثة بعد أن تمت إزالتها.

نرشح لك: محصلش!! صديق سمير صبري المقرب يرد على منى عراقي

إزالة “عاش هنا فؤاد حداد” من أجل الترميم

بدأ الجدل حول سبب تشويه وإزالة اللافتة، فالبعض قال إن الحملات المُضادة التي تواجه مبادرة “عاش هنا” التي توثق الأماكن التي عاش بها المشاهير الراحلين، هي السبب، ولمعرفة حقيقة الأمر تواصل إعلام دوت كوم مع المهندس محمد أبو سعدة، رئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، ورئيس مبادرة “عاش هنا”، والذي علق قائلا إن المُبادرة هي من أزالت اللافتة بهدف ترميمها، مؤكدا أنه سيعاد تركيبها مرة أخرى.

لا يوجد تخريب متعمد اعتراضا على شخصية فؤاد حداد

أوضح أنه عندما شاهد صورة اللوحة وجد أنها أصبحت غير لائقة، لافتا إلى أنه لا يوجد أشخاص قاموا بتخريبها لعدم اقتناعهم بالراحل فؤاد حداد أو اعتراضا على شخصه.

النزاع على ملكية العقارات وعلاقته بـ “عاش هنا”

وعن القوى الرافضة للمبادرة، قال إنه لا يستطيع الحديث عن أن القوى الرافضة للمُبادرة سواء بمنع اللافتة أو تشويهها أنهم يتعاملون مع الفن أنه حرام ولكن الحقيقة التى رأها عن قرب أن هُناك أشخاصا لديهم نزاع قانوني على ملكية الشقة التي تتطلب اتخاذ بعض الأمور الإجرائية داخل العقارات، مؤكدا على احترامهم ذلك كثيرا.

تابع: “هناك أشخاص كثيرين كانوا يعتقدون أن وضع هذه اللوحة يُعد نوع من سند الملكية للشقة الذي يعطي ورثة الفنان أو المشاهير حق الإقامة بها ولكن عندما اتضحت رؤية المبادرة وأهدافها وأنها مجرد حفظ لذاكرة المدينة ولا يتبعها أي سند ملكية على الإطلاق وليست لها علاقة بملكية أصحاب الشقق أو أصحاب العقارات فبدأ الجميع يستوعب أهمية المبادرة وأنها ليست تأكيدا على ملكية أو على وضع قانوني معين للشقق أو للأماكن التي عاشوا فيها لأنه ليس دورنا”.

تفاصيل واقعة لافتة “هنا عاشت شادية”

أردف: “الفنانة شادية كانت الحالة الأساسية في الرفض وواجهتنا مشكلة بالعقار الذي كانت تسكن فيه أمام حديقة الحيوانات فعدنا لابن شقيقتها واقترح لنا مكان آخر عاشت به أيضا لفترة طويلة ووضعنا اللوحة به، والحالات الأخري كان سببها نزاع الورثة وهذا الرفض لم يحدث معنا سوى في السنة الأولى من المُبادرة فقط”.

معايير اختيار الشخصيات ضمن المبادرة

أشار “أبو سعدة” إلى أنه لم يكن هناك أي رفض من أصحاب العقارات بخصوص كل من صالح سليم ومحمود رضا وكرم مطاوع ومحمود الجندي ووجدي الحكيم وصلاح طاهر، موضحا أن هناك أشخاص كانوا يعيشون في أكثر من مكان، مضيفا: “فكنا نتواصل مع أسرهم لمعرفة المكان الذي عاشوا به فترة أطول وشهدت إبداعات بشكل أكبر في مجال عمله وهم الذين وجهونا للذهاب للعقار ونضع به اللافتة”.

لفت إلى أن مبادرة “عاش هنا” مرتبطة بأن يكون العقار الذي عاش به الأشخاص ما زال متواجد وهذا هو الهدف الأساسي أننا نسعى للمحافظة على ذاكرة المدينة وذاكرة الأشخاص لأنه مهم للغاية معرفة الجميع أن هؤلاء الأشخاص يعيشون بهذه العقارات وهناك لجنة عليا تضم مجموعة من المُتخصصين وهم الذين يختارون الشخصيات وفقا لتأثيرهم في مجال عملهم وفي المجتمع سواء كانت شخصية علمية أو تاريخية أو فنية أو ثقافية.

المبادرة نجحت في توزيع 670 شخصية في محافظات مختلفة

ذكر أن المبادرة حققت صدى كبير على المجتمع وأصبحت اللافتات تلفت انتباه الكثيرين، مضيفا: “هناك بعض الأشخاص يتواصلون معنا ويخبروننا بأشخاص مؤثرة عاشت في عقارهم فنتحرى عن المعلومة ونضع اللوحات فقد تجاوزنا 670 شخصية تم توزيعهم على مجموعة من المحافظات كالقاهرة والجيزة والدقهلية والإسكندرية ومرسى مطروح والقليوبية والدقهلية والشرقية وغيرهم”.

اختتم أنه من الضروري أن يعي الجميع بأهمية المبادرة كما، أنه يتمنى من المقيمين بالعقارات التى بها لافتات “عاش هنا” أن يحافظوا عليها لأنه من الصعب على مسئولي المبادرة متابعة كافة اللوحات التى تم تركيبها.

 

حسام حداد: المُبادرة ستضع لوحة جديدة في القريب العاجل

من جانبه، صرح حسام حداد، حفيد الشاعر الراحل فؤاد حداد لـ “إعلام دوت كوم”، وقال إن لافتة “عاش هنا الشاعر فؤاد حداد” طالتها أيدي التخريب وهناك أشخاص كثيرين لا يحبون الجمال، مضيفا أن العائلة قد تواصلت مع القائمين على المُبادرة وسيتم وضع لوحة جديدة في القريب العاجل.

أضاف أنهم لا يستطيعون منع أصحاب العقارات التى ترفض وضع شئ على العقار الخاص بهم لأن لهم كل الحق في ذلك قانونا ولكنه في الوقت ذاته يستعجب كثيرا رفضه، قائلا: “يا جدع كبّر مُخك شوية وحب الفن والفنانين”.

استطرد: “العقار الذي وضع عليه لافتة (عاش هنا فؤاد حداد) ليس هو العقار الذي عاش فيه جدي طيلة عمره فجدي كان يُقيم في عقار آخر لأصدقاء لنا وجدتي ظلّت به حتى بعد وفاته ولكن أصحاب العقار استعادوه مرة أخرى لأنه كان مؤجراً وتم إزالته وتم بناء بيت آخر لذلك وضعت اللافتة بالعقار المتواجد في شارع عبد الخالق ثروت”.

أشار إلى أن جده وهب حياته كاملة لمصر فهو علم فني من أعلام البلد والفن دائما يدعو إلى الجمال والمُبادرة تُحيي ذكراه وتُذكّر المصريين به وتدل على أن وزارة الثقافة تتذكر فنانينها وإعلام التنوير فالمبادرة في ظاهرها جمال وبباطنها إحياء للتراث فكل من يشوه هذه اللوحات فهو من أصحاب القُبح.