بالتنمر على أسرته.. لماذا يشوه البعض نجاحات محمد صلاح؟

لماذا يشوه البعض نجاحات محمد صلاح؟
رباب طلعت

لم تتوارى أسرة الفرعون المصري محمد صلاح نجم “ليفربول” الإنجليزي عن الأنظار خلال تسلمه جائزتي الحذاء الذهبي للبريميرليج وأفضل صانع أهداف في الدوري الإنجليزي في الموسم الجاري 2021-2022، حيث رافقته زوجته “ماجي”، وابنتيه مكة وكيان في الملعب، ليحتضنهم اللاعب كما يحتضن أحدث إنجازاته الكروية اليوم، ولكنهم كالعادة لم يسلموا من التنمر!

تشويه الإنجازات

ذلك السلوك الهمجي والعدواني ضد أسرة اللاعب، والذي هدفه تشويه نجاحات محمد صلاح، أو على أقل تقدير يُظهر كره البعض لتلك النجاحات، ومحاولتهم النيل منه على مدار مسيرة “صلاح” الطويلة التي يصنع فيها بطولته الخاصة ويحفر اسمه إلى الأبد في الذاكرة المصرية، لم يختفِ قط من أية مناسبة سعيدة أو احتفاء بملك الملاعب الإنجليزية والعربية، خاصة مع حرصه الدائم على اقتسام نجاحه مع أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وابنتين وعدم غيابهم عن أية مناسبة له قط.

نرشح لك: محمد صلاح عن أسرته: مش محتاج أجبر حد فيهم على حاجة

ماجي تنتصر على التنمر

ففي السابق الأمر بدأ بالتنمر على زوجته حيث أخذ البعض زيادة وزنها بوزن زائد، أو بملابس لم تنل إعجابهم مادة للسخرية منها، والتعالي على زوجة أحد أهم اللاعبين في العالم، بل وحملها البعض مسؤولية الحفاظ على مكانة زوجها الاجتماعية، الأمر الذي لم يرد عليه صلاح قط، ولكن “ماجي” فعلت حيث ظهرت في حفل تكريمه مساء الأحد وقد فقدت كيلو جرامات كثيرة، وأصبحت أكثر نحافة بشكل ملحوظ، وليس ذلك فقط، بل حازت إطلالتها استحسان الكثيرين ولكن بالطبع ظلت قلة لم تنظر لمكانة ماجي ودورها كداعم أساسي لنجم الكرة المصري في مسيرته، وظلوا عالقين في “الإطلالة” وكأنها تقف على “ريد كاربت” أحد المهرجانات.

 محمد صلاح

مكة الضحية الجديدة

الأمر الجيد، أن “ماجي” يحق لها أن تفتخر بنفسها بسبب موجة الإشادة بها التي تعلو الأخرى المتنمرة عليها، ولكن السيء في الأمر أن نفس تلك الأعين الباحثة عن “غلطة” في حياة البطل الأسطوري في تاريخ الكرة العالمية، سنت أسلحتها ضد “مكة” الابنة الكبرى لمحمد صلاح، تلك الصغيرة التي ولدت وترعرعت على أيدينا وارتبطنا بها بشكل كبير ليس فقط بسبب ظهورها الدائم معه في المران أو المباريات، إنما بسبب فيديوهاتها على مواقع التواصل الاجتماعي التي يشارك به والدها جمهورها.

 محمد صلاح

 

“مكة” التي خطفت قلوب المصريين مثل أبيها، ظهرت بملابس كرة القدم مثله في الملعب، والتقط المصورون لها بعض الصور أثناء الركض معه وظهرت بلياقة عالية على الرغم من صغر سنها، بجانب خفة دمها المعتادة، إلا أنها لم تسلم من التعليقات المتنمرة عليها وشقيقتها الصغرى على نوع شعرهم تارة، وعلى عدم ارتداء مكة الحجاب تارة أخرى! الأمر المثير لتساؤل منطقي (هل يفرض الدين الحجاب على طفلة؟ أليس له شروط؟) وذلك باعتبار أنهم ناصحين! وليسوا مرضى ينظرون لطفلة نظرة المرأة!

لن ينتصر أحد على طموح صلاح

واللافت في وقائع التنمر الدائمة تلك، والذي يجب أن يؤخذ منه العبرة الحقيقية، هو تصرف محمد صلاح معه، فهو لم يلتفت قط له وإن كان بالطبع ذلك سوف يؤثر عليه وأسرته معنويًا، ولكنه لم يجعله عائقًا أبدًا، ولم يجبره على ما يرغب فيه البعض ممن لم يعتادوا في بيئتهم على احترام الرجل لأسرته واعتزازه بها، فلم يثنيهم أبدًا “صلاح” عن الظهور معه على العكس تمامًا، كانوا مرافقين له دائمًا، جزءًا من نجاحه، معتزًا بهم، محبًا لهم، زوج وفي وأب بار، ولاعب “أسطورة” لم ولن ينجح أحد في تشويه نجاحه، أو جعله يحيد عن طموحاته يومًا ما.

 محمد صلاح

أين العقاب؟

ولكن على المتنمر أن يعاقب على جريمته، لأن التنمر جريمة يعاقب عليها القانون حاليًا، وقد وضعت الشرطة الإنجليزية من قبل حدًا لها عندما تعرض “صلاح” لـ”تويتة مسيئة”، وقد أجرت تحقيقًا من المتنمر لمعاقبته في تحرك سريع وموفق، منعًا لانتشار خطاب الكراهية ضد اللاعبين وأسرهم خاصة الأطفال.