في ذكرى رحيله الـ 17.. سر الخلاف الدائم بين المخرجين وأحمد زكي!

سيد محمود سلام أحمد زكي

يظل النجم أحمد زكي، أحد أكثر نجوم الفن العربي موهبة، بل يصنف بين صناع السينما النجم رقم واحد، تاريخه الفني يشهد له بذلك، وفي ذكرى رحيله الـ17 نطرح السؤال “لماذا كان دائم الخلاف مع بعض المخرجين والفنانين أيضا؟”.

في مسيرته الفنية، وبخاصة بعد أن أصبح نجما يتصدر اسمه البطولات والأفيش، دخل النجم أحمد زكي في خلافات كثيرة مع المخرجين، حتى الراحل عاطف الطيب الذي كان الأقرب إلى قلبه، ويراه الأكثر فهما لموهبته، وقدما معه خمسة أفلام هي “التخشيبة”، “الحب فوق هضبة الهرم”، “ضد الحكومة”، “الهروب”، “البرىء”، اختلف معه في طريقة أدائه إلى بعض المشاهد في فيلم “ضد الحكومة” حيث رأى أحمد زكي أن يتم التركيز في مشهد المرافعة الشهيرة على ملامحه، بينما أصر عاطف الطيب أن تصور من خلال كاميرا مرفوعة على “كرين” لتشمل كل قاعة المحكمة، وغضب أحمد زكي وترك التصوير إلا أن وساطات تمت بينهما أقنعته بأن رؤية المخرج هي الأكثر ملائمة للعمل.

نرشح لك:  منى زكي تروي موقفا مهما لأحمد زكي من “أيام السادات”

سألت المخرج الكبير علي بدرخان، عن طبيعة أحمد زكي في أثناء التصوير فقال: “هو ممثل من نوع خاص، كنا نفهم بعض جيدا وكنت ألمس حالة إبداع الموجودة بداخله فأتركه يقدم أفضل ما عنده.. أسمع وجهة نظره، ولا أفرض عليه وجهة نظر دون معرفة رأيه، كنا نستريح معا فقدمنا “شفيقة ومتولى، والراعي والنساء، والرجل الثالث ونزوة”، وهو من أكثر الممثلين الذين تعاملت معهم قدرة على فهم الشخصيات التي يقوم بتمثيلها “، وكانت بيننا صداقة قديمة ورشح لفيلم “الكرنك” ولكن خلافات التوزيع رأت أن نور الشريف أنسب، ومع ذلك موهبة أحمد زكي لن تتكرر.


في البدايات لم يكن أحمد زكي يصر على أراءه، عمل مع كبار المخرجين أمثال صلاح أبو سيف في “البداية” عام 1986، وجمعه مع يسرا وصفية العمري، وجميل راتب، ومحمد راضي في أكثر من عمل منهم “أبناء الصمت” وعلى عبد الخالق في “شادر السمك”وأشرف فهمى، وإيناس الدغيدي، ونادر جلال، ورأفت الميهي، وحسن إبراهيم، وحسام الدين مصطفي، ومخرجون قدم معهم تجربة واحدة منهم يحيى العلمي ومحمد فاضل، وإبراهيم الشقنقيري، ويوسف فرنسيس، وعادل أديب، حسن إبراهيم، ويوسف شاهين الذي قدم له “إسكندرية ليه”، وكان شاهين هو من سيخرج “شفيقة ومتولي” وهو من رشحه، لكن لظروف صحية أسند مهمة إخراجه إلى علي بدرخان حيث كان مساعده الأول آنذاك.

أحمد زكي أحمد زكي

خلافاته مع خان الأشهر والأكثر سخونة

وتظل العلاقة بينه وبين محمد خان هي الأشهر في كم المشاكل والأزمات، فبرغم أن التعاون بينهما بدأ في وقت مبكر عندما قدما معا فيلم “موعد على العشاء” في عام 1981، واستمرت حتى فيلمهما الأخير” أيام السادات” الذي شهد معارك وخلافات كانت حديث وسائل الإعلام.

ولم تكن الخلافات وليدة فيلم “أيام السادات” بل منذ أن التقيا في “أحلام هند وكاميليا”، و”الحريف” الذي قدمه عادل إمام، في “الحريف ” فوجىء خان بأن أحمد زكي الذى يفترض أن يجسد شخصية لاعب الكرة الشراب سعيد الحافي، وقد حلق شعره بالموس، فرفض خان وقال له بأن الشخصية لا تتطلب حلق الشعر لم يكن أيامها لاعب حليق الرأس، بل كانت موضة الشعر الكثيف منتشرة، وفي “أحلام هند وكاميليا” رفض خان زيادة مساحة دوره فغضب وترك التصوير، وظلت العلاقة بينهما في شد وجذب، وكان عاطف الطيب يتخل في بعض المواقف، ولكن تعد خلافاتهما بسبب “أيام السادات” هي الأشهر بسبب إنتاج أحمد زكي للفيلم ورفضه تنفيذ مطالب الإنتاج.

أحمد زكي أحمد زكي

وبرغم توتر العلاقة بينهما إلا أن خان ظل صديقا للنجم أحمد زكي وكان يحضر تصوير أفلامه مع صديقه عاطف الطيب، وجمعتهما مواقف كثيرة بعد “أيام السادات”، لكنهما لم يتعاونا معا، فيعد خان من أكثر المخرجين الذين تعاون معهم أحمد زكي، وكان يعتبره من أكثر المخرجين قربا إليه برغم التوتر الذي حدث في معظم لقاءاتهما، في “أيام السادات” أصر أحمد زكي على أن يقوم خان بإخراجه برغم رفضه واعتذاره عنه أكثر من مرة.

منافسة مع السندريلا

شهدت رحلة النجم أحمد زكي مواقف كثيرة، دخل فيها معارك مع نجوم ومؤلفين ومخرجين، لعل أشهرها خلافاته مع نبيلة عبيد، وسعاد حسنى في “هو وهي” والتي استمرت في عدد من الحلقات ومنها حلقة “جرس الفسحة” إذ كشفت الفنانة سميرة عبد العزيز، بأن خلافات نشبت بينه وبين سعاد حسني أثناء تصوير حلقة شاركت فيها سميرة عبد العزيز وهي “جرس الفسحة”، وغضب هو ورفض النزول من غرفته إلى الاستديو حتى تنزل هي من غرفتها، وتدخلت سميرة عبد العزيز للصلح بينهما، ولم تنقطع علاقتهما فقد كان يراها النجمة الأكثر بريقا، شاركها آخر أعمالها “الراعي والنساء” ليرد إليها الجميل حيث وقفت بجانبه في فيلم “شفيقة ومتولى” و”موعد على العشاء”.

هذه بعض مواقف النجم الأكثر موهبة، والذي يراه حتى جيل الشباب الحالي بأنه مثل أعلى يحتذى به وبأعماله.