إنجي أبو السعود ..حكاية أول ناقدة سينمائية (أون لاين)
أنس هلال
تجربة مختلفة بروح شبابية غيرت من مفهوم النقد الفني التقليدي، وبروح مرحة وأسلوب خفيف استطاعت إنجي أبو السعود أن تقدم حلقات جديدة ومتنوعة من خلال برنامجها “Vignette” الذي يُعرض “أون لاين”، والذي حقق نجاحًا ملحوظًا خاصة بين جمهور الشباب، ومثَّل إضافة قوية وجديدة في عالم النقد الفني. “إعلام.أورج” التقى إنجي أبو السعود للحديث عن تجربة البرنامج ومستقبل برامج الأون لاين وكيف استقبلت النجاح الكبير للبرنامج في الفترة الأخيرة، وإلى نص الحوار.
من أين جاءت فكرة تقديم برنامج “Vignette”؟ وكيف استقبلتِ نجاح وانتشار الفكرة؟
كان هناك تفكير في قسم الفيديو في “The planet” إننا نقدم فيديوهات عن السينما بشكل عام، ولكن وجدنا إن الفكرة كبيرة جدًا ففكرنا نقدم نقد عن الأفلام، خصوصًا إني بحب الأفلام جدًا، فبدأنا أول فيديو وكان نقد لفيلم “القط” ولم أكن أتوقع أن يكون التجاوب بهذا الشكل، ولكن نجاح وتفاعل الجمهور مع أول فيديو كان دافعًا لتقديم مزيد من نقد الأفلام، والنجاح في البداية لم يكن بهذا الشكل، وأي فكرة جديدة تحتاج لبعض الوقت لتقبلها، هذا بالإضافة لإني بنت وكانت فكرة إن بنت تعمل فيديوهات وتقدمها بشكل ساخر بالتأكيد كانت ستكون مصحوبة بكثير من الانتقادات، ولكن بعد فترة الجمهور وجد إني بقول نفس الكلام اللي بيقوله، وبدأ يتقنع بالفكرة ويتابعها.
طريقة تقديم وعرض البرنامج كانت مختلفة ومميزة.. هل كان ذلك متعمدًا؟
شكل البرنامج حاولنا أن يخرج من فكرة النقد الفني التقليدي، وأن تكون هناك روح شبابية، مجرد إننا بنقول رأيننا في الأفلام، خاصة إني لم أدرس نقد فني ولكن أنا بحب السينما كهواية وبحب أتابع الأفلام جدًا، واتفقنا إن أفضل شكل ليه إنه يكون بصوت الجمهور، وبشكل شبابي شقي ومختلف ومدة فيديوهات لا تتعدى الدقائق، حتى تتناسب مع جمهور الأون لاين، ووضعنا تصور لشكل البرنامج، وعن نفسي تجمعني حالة حب خاصة مع ديكور”Vignette”، “تحديدًا مع الصورة المُجّمعة التي تظهر في الخلفية، حيث قمت باختيار كل صورة فيها بنفسي ثم طبعناها ونسقناها لتظهر بهذا الشكل”.
من هم فريق إعداد “Vignette”؟ وكيف يتم التنسيق بينكم؟
فريق إعداد بسيط للبرنامج مكون من خمس أفراد، إنجي أبو السعود وإيثار حسان وحاتم ممدوح، والمنتجة بسمة أباظة، ومدير التصوير خالد كامل، وموسيقى آدم عواد.
وعن التنسيق بيننا، في الأفلام العربية إيثار تعمل معي لأنها درست نقد فني، وحاتم أيضًا لديه نفس الحب للأفلام والسينما، وأحيانًا كلنا نشاهد نفس الفيلم ونتشارك بالآراء والتعليقات والانطباعات عن كل فيلم، وفي النهاية نُجمع كل الآراء التى سنقدمها في كل حلقة جديدة.
كيف كانت تعليقات وتفاعل الجمهور مع نقد الأفلام؟ وهل وجدتي أن الجمهور هو الآخر لديه وعي نقدي وآراء مختلفة عن الأفلام الجديدة؟
فعلًا الجمهور لديه وعي نقدي بل هو الذي أصبح يطالبنا بمزيد من الفيديوهات، ويطرح أسماء أفلام معينة ينتظر أن نقدم نقد عنها، والتفاعل قوي جدًا في التعليقات على الحلقات، وبشكل أكبر تكون التعليقات والتفاعل مع نقد الأفلام العربية، ولكن أيضًا هناك فئات معينة من الجمهور تهتم وتتابع الأفلام الأجنبي، والأهم أن أغلب الحلقات التي نقدمها سواء عن أفلام عربية أو أجنبية تحقق نسب مشاهدة عالية، وهذا دافع كبير للاستمرار خاصة في الفترة الأخيرة.
تقديمك لتجربة “Vignette” ونقد الأفلام الجديدة، هل أفقدك نفس روح الاستمتاع بمشاهدة الأفلام وذلك من خلال مشاهدتها من زاوية نقدية خاصة في ظل ارتباطك بتقديم حلقات جديدة كل أسبوع؟
ما زلت أقدم النقد باعتباري واحدة من الجمهور وبنفس الروح التي أشعر بها وأنا أتابع الأفلام، فأنا أحب مشاهدة الأفلام بشكل عام ولم أشعر بأي نوع من الإجبار، ولكن بشكل بسيط أصبحت أراعي خيارات وتفضيلات جمهور “Vignette” وشكّل نوع من الالتزام الجميل مع الجمهور، وفي النهاية أقدم رأيي وتعليقاتي وانبطاعاتي الشخصية عن الفيلم.
تواجدتِ مؤخرًا في العرض الخاص لفيلم “سُكر مر”.. كيف كانت التجربة وما الذي كنتِ تسعي إليه من ورائها؟
في الفترة الأخيرة حاولنا فعلًا التواجد في العروض الخاصة للأفلام، مثل فيلم “سكر مر”، ويعد ذلك إضافة من زاويتين إننا نقدم النقد بسرعة للعرض في العيد، بجانب إني كنت أريد معرفة رأي صناع العمل فيما نقدمه، وهل تقبلوا الفكرة أم لا، وكانت ردود الفعل إيجابية جدًا واستقبلوا الفكرة بشكل رائع.
هل أثر تواجدك في العرض الخاص واقترابك من صناع الفيلم على النقد الذي قدمتيه بأن لا يتسبب في خلافات مع أحد من نجوم “سكر مر”؟
على العكس، الأمر يتوقف على مدى تقبل النقد بصدر رحب، والأمر لن ينتهي عند فيلم واحد أو دور واحد، من الممكن أن يكون الفيلم أو الدور أضعف قليلًا من المتوقع، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن سواء للمخرجين أو للممثلين أن يقدموا أدوار وأفلام جيدة في المستقبل وهكذا، وليس لي أي خلاف شخصي مع أحد، ورأي الجمهور بالنسبة لي هو الأهم في كل الأحوال، وبشكل فردي نحاول التواصل مع صناع الأعمال الجديدة، ولكن حتى الآن لم نتلق دعوات للحضور أو التواجد في العروض الخاصة.
هل لبرامج الأون لاين تحديدًا مواصفات معينة؟ وهل من الممكن أن ينتقل نجاح تجربة “Vignette” إلى التلفزيون؟
في برامج الأون لاين عمومًا، أرى أن جميع القائمين عليها تجمعهم صفة واحدة، وهي أنهم لم يجدوا المساحة الكافية التي تعبر عنهم، وعالم الأون لاين والسوشيال ميديا مفتوح لكل من لديه فكرة جديدة ومختلفة ، والقنوات بدأت تتأثر بذلك وتحاول أن تعيد جمهور الشباب إليها مجددًا، وبرامج الأون لاين أثبتت أنها عالم مختلف يمكن تحقيق النجاح فيه بسهولة، حتى شركة مثل كوكاكولا فضلت أن تقدم حملتها الإعلانية أون لاين، ولا شك أن قنوات التلفزيون ستضطر للاتجاه لبرامج الأون لاين أو بالاستعانة بنجوم الأون لاين لتقديم فقرات معينة على التلفزيون، ولكن ليست كل فكرة أون لاين قابله أن تتحول للتلفزيون، هناك أفكار قائمة على البساطة فإذا تم توسيعها أكثر فستفقد نجاحها وتفقد جزء كبير جدًا من شعبية وانتشار الفكرة نفسها، ولو تلقيت عرض لتقديم برنامج في التلفزيون أكيد سأدرسها جيدًا ولو وجدت إختلاف أو إضافة بالتأكيد سأشارك، ولكن إذا كانت مقتصرة فقط على تقليد نفس الفكرة وهتحرق “Vignette” فلن أشارك فيها.