نفعي حتى النخاع.. محمد يوسف أوزو يتحدث عن الريس سامي في "الجسر"

الجسر
هالة أبو شامة

هل صادفت يوما شخص قاسي الطباع، انتفاعي حتى النخاع، لا فرق لديه بين عدو وصديق، لا يأبه للعيب أو الحرام، وكل ما يلهث ورائه هو المال والمصلحة الشخصية؟.. إذا لم تقابله في حياتك الشخصية فحتما ستشاهده في مسلسل “الجسر”، الذي عرض مؤخرا، عبر منصة “شاهد” على مدار 6 حلقات، تم تصنيفها على أنها للكبار فقط، نظرا لاحتوائها على العديد من المشاهد العنيفة.

تلك الشخصية التي نتحدث عنها هي “الريس سامي” زعيم العصابة، والذي يجسده الفنان محمد يوسف أوزو، الذي كشف في حواره مع “إعلام دوت كوم“، عن الكثير من كواليس العمل وتفاصيل الدور.

نرشح لك: 7 شخصيات في نهاية العالم بمسلسل “الجسر”

 



مظهر قاسي وهيئة منفرة

في البداية كشف “أوزو” أن مخرج العمل بيتر ميمي، والكاستنج دايركتور إبراهيم فرج، هما من رشحاه للدور الذي تطلب أن تتميز الشخصية بمظهر قاس وهيئة منفرة، لذلك أوضح أنه استغرق يوما كاملا مع بيتر ميمي، والاستايلست للاستقرار على الشكل النهائي للريس سامي، معلقا: “كنا عاوزين نبين وحشية الشخصية.. وقبل كل مشهد كنا بنعمل المكياج في حوالي ساعة ونص، لأن بنظبط الشعر واللبس اللي كان لازم يبقى مترب”.

شخصية نفعية

وعن تفاصيل وسمات الشخصية، أكد أن “الريس سامي”، هو شخصية نفعية يمكن أن نقابلها في كل يوم وفي أي مكان خاصة في العمل، موضحا: “ممكن واحد يكون عنده استعداد يعمل لك أي حاجة بمقابل، وبعد ثانية واحدة مش بتلاقيه، لأنه أخد اللي هو عايزه”.

أضاف، أنه حينما جاء ليفكر في طريقة تجسيد الشخصية، تبادر إلى ذهنه على الفور أن هذا الشخص يمكن أن تكون الظروف هي التي اضطرته لذلك، أو أنه لا ينتمي لأي طرف منذ أن بدأت الحرب التي انطلقت قبل 70 عاما، لذا فإن إدارته للأمور معتمدة تماما على المنفعة المتبادلة، معلقا: “كل الناس محتاجاه، هو مش خايف لأن ملوش عداءات مع أي حد.. ده البني آدم اللي لازم يبقى موجود في الحياة عشان الحاجات القذرة اللي مش هنقدر نمد فيها إيدينا، دي وظيفته”.



سمة بائعين

وعلق “أوزو” على خفة الظل التي تميز بها الريس سامي، قائلا إن تلك الطرافة ليس مقصود بها أن يكون كوميديا أو طريفا، وإنما هي سمة تنتمي للباعة، الذين يمازحون زبائنهم لإغرائهم لشراء بضاعتهم، لكن في حالته هنا فالبضاعة المتعارف عليها خلال الأحداث هم “البني آدمين”، لذا فهو يتعامل بهدوء وببرود نوعا ما أثناء تسليمه للضحايا، وظهر ذلك جليا في المشهد الذي دار بينه وبين صديقه “نوح” الذي جسده الفنان عمرو سعد، حينما قال: “انت كده كده هتموت.. ولا أنت ترضالي الخسارة؟”.

من ناحية أخرى، لاحظ المشاهد أن الريس سامي لا يتدخل هو ورجاله في أي مناوشات، أو مشاهد عنيفة، وذلك برره “أوزو” قائلا أن مشاهده لا تتضمن أكشن بالمعنى الحرفي، لأنه كل ما يهمه هو الربح المادي والمنفعة الشخصية، أما الحرب التي تدور بالفعل بين جليلة وأولاد الزيبق، فهي لا تخصه في شيء ومن مصلحته الخاصة أن تظل مستمرة حتى تدوم منفعته.

مشهدين هما الأساس

لكن رغم أن أحداث العمل لم تضطره للظهور في مشاهد أكشن، إلا أنه مر بصعوبات هي “النقلات بين مشهد وآخر”، موضحا أن الصعوبة تكمن في الحالة النفسية التي يضطر لتغييرها بشكل مفاجئ لتتلاءم مع طبيعة كل حدث.




وأكد أنه في أي عمل يدخله يحرص على أن يهتم كثيرا بمشهدين، هما البداية الذي يجذب الجمهور للشخصية، والنهاية الذي لا بد أن يكون منطقيا، هذا بخلاف مشاهد المجاميع التي يحرص على عدم إعادتها، موضحا: “الواحد بيحس بالمسئولية، يعني ممكن الناس دي كلها تعيد المشهد عشان غلطة”.


الاختيار والجسر

ذلك الحديث قاده لاستعادة ذكريات تصوير “الاختيار 1″، العمل الذي جسد فيه دور قاتل الشهيد المنسي، والذي أخرجه بيتر ميمي، نفس مخرج “الجسر”، والذي تميز أيضًا بوجود مجاميع كثيرة، وقال إن لكل عمل ظروفه الخاصة.

وأوضح أن الاختيار صعوبته كانت في وجود مجاميع كثيرة، إلا أن أماكن تصوير “الجسر”، كانت أصعب حيث تم تصوير كل مشاهد العمل في مصنعين مهجورين في حلوان، لافتا إلى أن مهندس الديكور أحمد فايز، عكف على بناء ديكور أبهره للغاية، معلقا: “المستعمرة اتبنت من الألف للياء، وشركة الإنتاج مكنش عندها أي مانع.. أي حد تاني كان ممكن يقول ألجأ للخدع البصرية توفيرا للتكاليف، لكن فكرة البناء في حد ذاتها مكلفة جدا”.


مخرج يرتاح بالعمل معه

أما العمل مع بيتر ميمي، فأكد أنه مختلف عن غيره من المخرجين، إذ أنه دائما ما يساعد الممثلين على تسهيل مهام عملهم مهما بلغت صعوبتها، واصفا ذلك بأنه عبء كبير يتحمله عن فريق العمل، معلقا: “تلاقي عنده مشاهد فيها ضرب نار وحرايق وبهدلة ومجاميع كتير، والمشهد صعب في كلامه وتنفيذه، وتلاقيه بيشرح بطريقة مابتكربس الدماغ.. هو بيطمنك، وبالنسبالي هو شخص بيفتح نفسي على الشغل”.

ولفت إلى أنه عمل مع العديد من المخرجين الجيدين، إلا أنه يرتاح في العمل مع بيتر ميمي، نظرا لعدم تقيده بطريقة معينة في العمل، مضيفا: “أنا واثق مليون في المية، إن من ساعة الاختيار1، وهو بيطلعني معاه في أحسن حالاتي، هو عارف بيعمل ايه”.



الدالي


فيما تطرق أوزو” للحديث عن بداياته في عالم الفن، حيث قال إنه ظهر لأول مرة من خلال مسلسل “الدالي 1″، الذي قام الفنان الكبير الراحل نور الشريف ببطولته عام 2006، وذلك بعد فترة وجيزة من تخرجه من معهد فنون مسرحية، الذي سبق وأن درس قبله في كلية السياحة والفنادق جامعة أكتوبر، ومن ثم توالدت عليه الأعمال التلفزيونية من بينها “مش ألف ليلة وليلة”، “ناصر”، “الجماعة 1″، “المغني”، “يوميات زوجة مفروسة أوي”.

يأس يعقبه أمل

بعد هذه الفترة وتحديدا عقب عام 2011، أكد “أوزو” أنه مر بمرحلة يأس كبيرة، إلا أن الله في أحلك الأوقات لم يترك وكان يرسل له علامة تعيد له الأمل من جديد -على حد وصفه- حيث قال: “كل شوية الناس تقولي برافو وفجأة محدش يطلبك، وده شيء غريب”، لافتا إلى أنه بعد الثورة انغمس في المسرح وقدم العديد من الأدوار الكوميدية التي كان من بينها “تياترو مصر”، وبرنامج “بيومي أفندي”.

أضاف، أنه بعد هذه الفترة فوجيء بترشيحه لأحد الأدوار في مسلسل “الاختيار 1″، ورغم أنه جاء بعد فترة من انقطاعه عن التمثيل في السينما والتلفزيون، إلا أنه لم يفرح في البداية ظنا منه بأن الدور هامشي، إلا أنه اكتشف فيما بعد أن شخصيته محورية ولها تأثير كبير في مجرى الأحداث.

وأشار إلى أن مخرج العمل بيتر ميمي، كان له فضلا كبيرا في زيادة مساحة دوره، حتى أنه اتصل به الفجر هاتفيا يوم 28 رمضان، ليطلب منه الحضور لتصوير مشهد إضافي عرض في الحلقة الأخيرة.

وبعد “الاختيار 1″، أكد أنه مر بمرحلة يأس جديدة، إلى أن رُشح من جديد لمسلسل “الجسر” من قِبل بيتر ميمي، هذا ما دفعه لختام حديثه قائلا: “أول مرة أقابل مخرج مؤمن بيا كده”.


إعلام دوت كوم من العرض الخاص لفيلم تماسيح النيل