"أصحاب ولا أعز".. له ما له وعليه ما عليه!

إسراء إبراهيم

“البيوت أسرار” مثل مصري يمكننا أن نسقطه بالتبعية على واقع أصبح موجودا ليكون “الموبايلات أسرار”.. وبناء عليه، هل تأمن أن يرى المقربون منك هاتفك ومحادثاتك اليومية؟! فكرة طرحها فيلم “أصحاب ولا أعز” الذي طُرح حديثا من إنتاج منصة “نتفليكس”، وسواء كنت موافقا لعرض محتوى هاتفك أو لا فأنت ستضارب بأسرارك وحياتك الاجتماعية إن فعلت.

الفيلم من بطولة الفنانة المصرية منى زكي والفنانة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي والفنان الأردني إياد نصار والفنانين اللبنانين عادل كرم، جورج خبّاز وديامان أبو عبود وفؤاد يمين، إخراج وسام سميرة، وتدور أحداثه حول مجموعة من الأصدقاء التي تجمعهم علاقات اجتماعية تقترب من 20 عاما، يقررون قضاء ليلة ممتعة فيكشفون هواتفهم جميعا أمام بعضهم، فتنكشف أسرارا تقلب حياتهم رأسا على عقب، وتصبح حياتهم على الملأ. الفيلم أثار الجدل منذ عرضه عبر منصات التواصل الاجتماعي بسبب الأفكار الجريئة التي يطرحها.

نرشح لك: ترند “أصحاب ولا أعز”.. بين نتفليكس وقصيدة “بحبك يا أم عمرو”

إتقان رائع

الفيلم شهد إقبالا جماهيريا عربيا كبيرا، خاصة بعدما تصدر البوستر ورُوج له بأسماء عربية مشتركة، خاصة في مصر اسمي منى زكي وإياد نصار جذب شريحة جماهيرية أكبر، أداء الفنانين اللبنانين خاصة جورج خباز وديامون بو عبود وفؤاد يمين كانوا بارعين بشكل كبير.. مشاعر عديدة وتخبط وحيرة تصل لك كمشاهد بنظرة وتعبير واحد.

أداء منى زكي كان متمكنا وسلسًا، وبرعت في تقديم مشهد معرفتها بـ”مثلية زوجها”، كذلك إياد نصار قدم واحدا من الأدوار غير المألوفة التي يخشى كثير من الفنانين خوضها.

القصة

الفيلم يُناقش أفكارا جريئة قد تصدم الجمهور العادي، لم تتوقف هذه الجرأة في الأفكار فقط بل في طريقة طرحها أيضا للجمهور. فيضع المخرج الأصدقاء في مرمى نيران توجهاتهم الفكرية.

ستجد في الفيلم خيانة الأزواج والمثلية الجنسية وخيانة الزوجات والكذب والتلاعب وعدم الثقة ومفهوم الجنس الآمن، كلها أفكار تستطيع إشعال فكر وحفيظة الكثيرين.

اعتمدت فكرة الفيلم على إظهار الازدواجية التي يعاني منها الكثيرون، فتجد الأصدقاء الذين لم ينكشف سترهم بعد يهاجمون وينصبون أنفسهم آلهة على من انكشف ستره منهم، ليُفاجئ الآخرين بسره الذي قد يكون أسوأ. ويضعك المخرج في مرمى أفكارك مع الفكر الذي يطرحه العمل وهل تتقبله أم لا، وإن لم تتقبله هل سيكون عاديا إذا لم تكتشف أنه يحدث، لكنه يحدث سرا!

طريقة الطرح.. نعم للجدل

الفيلم ليس مجرد اقتباسا من الفيلم الإيطالي Perfect Strangers لكنه يبدو لمن شاهد النسخة الإيطالية وكأنه مدبلجا، ترى مشاهد منقولة بذات التنسيق والحوار وحتى الإيفيهات من الفيلم الإيطالي الذي طرح على المنصة نفسها عام 2016، وتم إنتاجه بأكثر من لغة في أكثر من دولة.

طريقة طرح أفكار الفيلم كانت جدلية إلى حد كبير، ولم يراعِ فيها الجمهور المتلقي وطبيعته -هنا سيظهر في الصورة أن الفيلم على منصة مدفوعة وموجه لجمهور بعينه كما يقال.. نعم هو كذلك لكن القرصنة لم تجعل هناك حدود، فالفيلم يُطرح وبعدها بأقل من ساعة يكون في متناول الجميع- إذا أن وضعت أفكارا جدلية في مرمى الجمهور العربي العام وتخبرهم بأن الفيلم غير موجها لفئتهم!

بعض الأفكار تحدث في واقعنا ومجتمعنا ونراها يوميا في أخبار الحوادث أو الجروبات المغلقة على “فيس بوك”، بالطبع لا نراها في حياتنا وبيئتنا المنغلقة التي قد لا يراها الجميع، لكنها تحدث والجميع يعلم أن أغلبها حدث ويحدث. طريقة عرض الفكرة الصادمة وبعض المشاهد الجريئة كمشهد منى زكي في بداية الفيلم كان من الممكن أن يُعالج بطريقة أخرى، خاصة أن مضمونه فُهم في مشهد آخر في أحداث الفيلم بعدما انكشف سرها أمام زوجها.

تقبل الأب لفكرة علاقة ابنته مع شاب بمنتهى الهدوء كانت غريبة للغاية، خاصة في ظل عدم معرفة أية توجهات أو خلفية عن أفكار الأب في الفيلم، كذلك تقبل بعض الأصدقاء للمثلية بشكل سلسل والدفاع عنها في الفيلم كان غريبا، حتى أن الفيلم الإيطالي لم يطرحها بهذا التقبل السلسل، كان على صناع العمل وضع اعتبارات الجمهور المتلقي في أذهانهم وتغيير بعض الأحداث لتناسب الواقع أو ما يبدو واقعا! فليس الأغلبية من الأزواج العرب خائنين ولا نلتقي يوميا بشاب مثلي!

أنت في مأمن ما لم تُنتهك خصوصيتك

انتهى الفيلم برسالة قوية وهي أن الهواتف أصبحت تحوي أسرارا قد تهدد حياتنا في أي لحظة، فمجرد رسالة قد تُنهي زواجك أو صداقة دامت 20 عاما، فاحترس من وضع حياتك على الملء.. كذلك جميع الخطايا تحدث لكن إن كانت سرا فلن يعلم أحد أنك مخطئ ولن ينصبوا المشانق لمحاكمتك.