25 عاما على مصطلح "السينما النظيفة".. هل ما زالت نظيفة؟!

سيد محمود  السينما النظيفة

شهد عام 1997 عرض فيلم “إسماعيلية رايح جاي”، بعد تعثر منتجيه حسين ياقوت، وحسن إبراهيم في إتمامه، ودخول شركاء آخرين منهم الموزع محمد حسن رمزي، لإنقاذ الموقف، حيث كان المشروع متشعبا.


الفكرة كتبها المطرب محمد فؤاد، وعرضها في بادئ الأمر على المخرج خيري بشارة في عام 1996، أي قبل أن يشرع المخرج الراحل كريم ضياء الدين في إخراجه. وشارك فى الكتابة أحمد البيه، عنتر هلال، عبد الفتاح البيه، أحمد شتا، ما بين مؤلفين مشاركين وكتاب أغاني.

نرشح لك: لم يكن داود عبد السيد الأول ولن يكون الأخير.. الحقيقة المؤلمة في اعتزال الكبار!

كانت السينما آنذاك للكبار فقط. ولا يقصد به هنا ذلك التعبير الدارج الذي يستخدم رقابيا، بأن هذه النوعية من الأفلام لا يشاهده سوى من تجاوزت أعمارهم الـ18 عاما، ولكن أفلام للكبار من النجوم، وبها ما يصنف أيضا تحت تصنيف عمري “للكبار فقط”. إذ كانت معظم أفلام تلك الفترة أبطالها النجمة نادية الجندي “امرأة فوق القمة” عام 1997، بطولة أحمد بدير، نهلة سلامة، إخراج الراحل أشرف فهمي. ونبيلة عبيد فيلم للكبار فقط أيضا هو “المرأة والساطور”، عام 1996، بطولة أبو بكر عزت، ماجد المصري، إخراج سعيد مرزوق. ومن أفلام يسرا وأحمد زكي فيلم “نزوة” عام 1996، ثم “طيور الظلام” للنجم عادل إمام وقد صمد في وجه تيار “السينما النظيفة”، فكان من القلائل الذين لم تؤثر فيهم موجة “السينما النظيفة”، وحتى يسرا حاولت المواجهة بأكثر من عمل فقدمت أفلام “دانتيلا” هي وإلهام شاهين مع إيناس الدغيدي عام 1998، و”قضية أمن دولة” عام 1999، لكن يبدو أن المصطلح قد سيطر بشدة فأربك دور العرض، وظهرت موجة من كتاب السيناريو الجدد، والمخرجين، والفنانين الشباب ممن وجدوا في هذا المصطلح وسيلة لجذب العائلات إلى دور العرض حي ثكنات في تلك الأثناء قد زادت ظاهرت المد السلفي، وبدأت بعض الفنانات تقلدن الفنانة الراحلة شادية التي كانت قد اعتزلت في نهاية الثمانينيات، واعتزال الراحلة سهير البابلي في نفس عام عرض فيلم “إسماعيلية رايح شاي” وهو 1997، وتبع ذلك موجة من الاعتزالات.

قبلة “قمر 14”

في الفصل الأخير من فيلم “قمر 14” والذي يتكون من عدد من القصص من بينها قصة حب بين خالد النبوي وشيرين رضا تنتهي بقبلة على غرار قبلات الأفلام الأجنبية، وفي أثناء عرض الفيلم ضمن عروض الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي الماضية، صاح الجمهور معبرا عن دهشته، وكأن مصطلح السينما النظيفة ما زال مقيدا في دفاتر السينمائيين، وعليهم إتباعه.

السينما النظيفة

كتبت بعض المواقع معبرة أيضا عن دهشتها من ظهور قبلة في فيلم مصري، ولكن البعض استحسنوا المشهد من قبيل تحرر الأفلام من بعض القيود المتبعة، لكنها قيود ما زالت موجودة، للدرجة التي ترفض فيها فنانة شابة أن يحملها فنان شاب آخر في أحد المشاهد.

السينما النظيفة

منتجون يفضلونها غير ساخنة

مصطلح السينما النظيفة عندما أطلق كان الهدف منه أن الأفلام ليست بها قبلات، أو أحضان، فقدم الشباب سلسلة من الأعمال حققوا بها نجاحات دفعت المنتجين لإسناد البطولات إليهم، وبخاصة بعد أن ارتفعت أسهم محمد هنيدي، منى زكى، أحمد السقا، علاء ولي الدين، حنان ترك، في أفلام مثل “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، و”همام في أمستردام” شورت وفانلة وكاب “. وإن كانت حنان قدمت أفلاما مع كبار المخرجين أمثال يوسف شاهين “الآخر” و”سكوت هنصور”. و”عبود على الحدود” للراحل علاء ولي الدين، ومعه كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، ثم فيلم “الناظر” الذي شهد ميلاد نجم آخر وهو محمد سعد.

السينما النظيفة

ظن كثيرون بأن أفلام الكبار تلفظ أنفاسها بعد تراجع في الإيرادات، بخاصة تلك النوعية التي كانت لا زالت تعتمد على المشاهد “الدافئة” وليست الساخنة بالطبع، إذ لم يكن ينطبق عليها في تلك الفترة تعبير “ساخنة”، تراجع البعض ظنا منهم أنهم ينافسون تلك النوعية، ومنهم منتجون رفعوا الراية البيضاء فرفضوا مشاهد الرقص في الأفلام، واكتفوا بظهور الراقصة لنصف مشهد، مع المطرب، حتى عادت تلك الظاهرة في 2015 مع ظهور المطربين الشعبيين، واستيراد راقصات أجنبيات مثل” صوفينار “بعد ذلك.

موجة سينما المخدرات

برغم أن الأفلام التي قدمتها السينما المصرية منذ بدايتها وهي تتناول المخدرات موضوعا لها، بل حققت بعض الأفلام نجاحات كبيرة جدا منذ “رصيف نمرة 5″، وحتى “العار”، ولم تكن تقدم مشاهد ساخنة، وحتى “الجزيرة” بجزئية، لأحمد السقا، وهند صبري. إلا أن سينما أخرى قدمت في السنوات القليلة الماضية أعادت إلى الذهان ما كان يقدم في ما سمي بأفلام “المقاولات”، “جوزة- حشيش- راقصة- مطرب شعبي”، فقدمت أفلام من هذا القبيل بها نفس العناصر، وكان نجمها محمد رمضان بداية من فيلم “الألماني”، ثم فيلم “عبده موتة”، القصة عن عبده (محمد رمضان) بلطجي يعمل في تجارة المخدرات بعد أن يفقد والديه، يتخذ من قوته سلاح لفرض الإتاوات على أهالي الحي، في الوقت الذي تتطلع فيه بنت الحارة أنغام (حورية فرغلي) للزواج منه، وعلى الجهة الأخرى تقع الراقصة ربعية (دينا) في علاقة غير شرعية معه، وهكذا ابنة خالته عالية (رحاب الجمل).
لقيت هذه النوعية رواجا، استهدفت بعض الشباب من سن 16 سنة، وتأثروا بها، قدم بعدها محمد رمضان أفلام “قلب الأسد” “شد أجزاء”.


تغيرت نوعية السينما التي تقدم في مصر، بعد أن سيطرت السينما المستقلة في المهرجانات، حققت نجاحات مهمة، لكنها لم تكن تجاريا بنفس القدر من النجاح، وفي اتجاه آخر حافظ بعض النجوم أمثال كريم عبد العزيز، أحمد عز، أحمد حلمي، هنيدي، السقا، على نوعية السينما التجارية التي يقدمونها، فاختاروا نوعية من الموضوعات لا هي تصنف سينما نظيفة، ولا غير نظيفة، سينما بها الجريمة بها المخدرات، بها الخيانة، ولكن بدون قبلات أو مشاهد ساخنة.