أزمات المشاهير في 2021.. اللي يتجوز ميتكلمش!

إيمان مندور

عندما تختار الشهرة والخروج للعمل العام، لا يكون اختيارك لشريك الحياة مجرد أمر عابر يخصك وحدك، بل سواء شئت أم أبيت سيكون بيتك تحت الأضواء، أو على الأقل هناك حالة ترقب كبيرة تجاه كل ما قد ينكشف عن حياتك الخاصة، حتى وإن كانت ستائر “الخصوصية” المرخية على عش الزوجية كثيفة ولا مجال لرفعها من الطرفين، فما بالك إن كان أحدهما أو كليهما يعشق الحياة في بيوت زجاجية!

وبالأصل مجرد الاختيار أو الانفصال عن شريك الحياة يكشف عن جوانب عديدة في الشخصية، ليس فقط عن طبيعة رؤيتك للمرأة أو الرجل، بل أيضا عن ثقافتك وأحلامك وطموحاتك وشخصيتك الحقيقية التي لا تظهر تحت الأضواء، وربما حتى عن نقاط ضعفك. لذلك حسن اختيار الطرف الآخر يجنب المشاهير العديد من الأزمات التي قد تؤثر على مسيرتهم، خاصة أن الجمهور –وتحديدا المصري- يراقب الحياة الخاصة للنجوم بشغف يزداد يوما بعد يوم كلما اتسعت دائرة الشهرة.

نرشح لك: قبل نجلاء بدر.. من صاحب القصة الحقيقية لابن الجيران؟!

وبما أن هناك أيام قليلة تفصلنا عن نهاية 2021، وبما أن الأزمات الشخصية للمشاهير، لا سيما في أمور الزواج والطلاق، قد تصدرت المشهد على مدار العام، فإن جميعها –رغم اختلاف تفاصيلها- قد تشابهت في الدروس المستفادة منها.. فمثلا بيج رامي البطل الذي احتفل به الجميع، لدرجة أنه بكى من الاحتفاء الكبير الذي تلقاه من المصريين عقب فوزه بلقب مستر أولمبيا للمرة الثانية، انقلب الأمر عليه قبل أسابيع بمجرد الكشف عن زواجه الثاني، وكيف أنه تخلى عن زوجته الأولى وأم أولاده، التي طالما تحدث عن دعمها له، لتصرح الزوجة بأنها علمت بالأمر من الصحافة.

تحول الاحتفاء لاتهامات بـ”قلة الأصل”، وكيف أنه من السهل على الرجل أن يتخلى عن المرأة التي دعمته حين كان لا يملك شيئا، مقابل أخرى أصبح يبحث عنها حتى تتناسب مع نجاحاته الجديدة، وغيره من الأمور والاتهامات التي انهالت عليه من النساء طبعا. أما الرجال فانقسموا لنصفين، إما من يدافع عنه من باب أنه “حلال”، والرجل لم يفعل شيئا خاطئا بل تزوج على سنة الله ورسوله، والنصف الثاني التزم الصمت حتى لا يتسبب له الأمر في مشاكل مع المدام!

أيا كانت أسباب الزواج الثاني أو الأول أو حتى الانفصال التي لا تعنينا في شيء لأنها مجرد أمور خاصة، لكن المهم الآن أن بيج رامي إن فاز باللقب لمرة ثالثة لن يتذكر له الجمهور إنجازاته، بل سيسألون عن الزوجة الثالثة الجديدة.. ولن يتذكروا له سوى هذه الواقعة.

أيضا شيرين عبد الوهاب، النجمة التي لا تستطيع إخفاء حياتها الشخصية عن أعين الجماهير، بل تشاركهم خصوصياتها مع كل زيجة، ومع كل انفصال كذلك، مثلما تفعل الآن مع حسام حبيب، فبالرغم من التزامه الصمت تجاه أسباب انفصالهما، سواء كان مخطئا في حقها أم لا، إلا إنها كشفت كل شيء للجمهور، بل أظهرت ضعفها أيضا بحلق شعرها، والتأكيد على انهيارها أمام الحب، وفشلها في الجمع بين الفن والزواج المستقر.. شيرين قدمت كل جوانب ضعفها على أطباق من ذهب للجمهور، ثم تعود وتشتكي كالعادة بين الحين والآخر عن الضغوط التي تشكلها الشهرة على حياتها الشخصية، ودورها في فشل زيجاتها حتى الآن.. والسؤال الآن: هل لو تزوجت شيرين مرة أخرى سيتوقع منها الجمهور أمرًا مختلفا عما فعلته في زيجاتها السابقة؟!

أصالة أيضا شخصيتها لا تختلف عن شيرين عبد الوهاب كثيرا، فكلتاهما تعترف دوما بضعفها أمام المشاعر، وتشارك الجمهور تفاصيل زواجها وطلاقها، تتحدث دوما عن أزواجها وأولادها وكل شيء في حياتها. والمفارقة الطريفة أن شيرين في لقاء تليفزيوني سابق قالت لأصالة أنها تعلمت منها كيف تتعامل مع الرجل، فما كان من أصالة إلا أن ردت بعفوية “ما عشان كده اتطلقتي”. حديث عابر وطريف لكنه ينطبق عليهما بالفعل.

ومن شيرين، لأصالة، لأحمد سعد وسمية الخشاب، لمصطفى فهمي وزوجته، لمنة عرفة وزوجها لغيرهم الكثير والكثير من المشاهير، الذين شاركوا الجمهور حياتهم الخاصة لحظة بلحظة، ثم غضبوا في النهاية من الانتقادات التي توجه لهم، غضبوا من تغير نظرة الجمهور لهم، غضبوا من ضياع جزء كبير من مكانتهم لدى المعجبين، غضبوا من مطالبة العقلاء لهم بتحمل ضريبة الشهرة، وضريبة الكشف عن الحياة الشخصية أمام الملايين.

الدرس المستفاد من أزمات النجوم في 2021، أن يكون المتاح من فنهم أكثر من المتاح من حياتهم الشخصية، أن تكون أسرار البيوت داخل البيوت لا على الشاشات، أن يتعلموا أن معركة الفضائح المتبادلة لا يخرج منها أحد منتصرا، حتى وإن كان مظلوما. أن يتعلموا الحذر فيما يثير الجمهور ضدهم، غير أن هذا الحذر لا يعني تقييد الإنسان بفعل كل ما يعجب الجمهور فقط، بل يعني أن الإنسان قد يخسر كل شيء دفعة واحدة بسبب تصرف بسيط، فالجمهور قد يتناسى مسيرة فنية كاملة لأجل موقف شخصي واحد.

لذلك يظل السؤال: هل يضحي المشاهير بتاريخهم المهني مقابل كسب تعاطف الجمهور؟.. هل يعود الأمر لذاكرة الجمهور الانتقائية فقط؟ أم رد فعل على سوء اختيار المشاهير لمعاركهم؟!.. ربما تكون الإجابة في 2022.