كيف تعزز خوارزميات السوشيال ميديا أسوأ الغرائز البشرية؟

أسماء مندور

توصلت مناقشة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد حول حالة الديمقراطية أن نموذج أعمال مواقع التواصل الاجتماعي للقدرة الشخصية على الانتشار غير متوافق مع الديمقراطية، وقال الخبراء إن خوارزميات تلك المواقع لا تهدد الديمقراطية في المستقبل فحسب، بل ربما تكون قد أحدثت بالفعل ضررًا كبيرًا في المجتمعات.

كما كشف المختصون في الجامعة، خلال المناقشة عبر الإنترنت، أنه يجب مناشدة خوارزمية فيسبوك للفوز في الانتخابات، كما يلجأ الناس إلى الخوارزمية لجذب الانتباه، وتوصلوا إلى أن الخوارزمية تتمتع بالأولوية على وسائل الإعلام، وعلى الأخبار، وعلى ناشري الصحف، مؤكدين أنها تتحكم في كل ما نقوم به.

نرشح لك: أهم 5 نصائح لأصحاب المشروعات الإعلامية الناشئة

سلطة نظام المعلومات

كانت حلقة النقاش بعنوان “وسائل التواصل الاجتماعي والديمقراطية”، هي الجلسة الثالثة من سلسلة محاضرات قانون جامعة هارفارد، وجادل أساتذة الجامعة بأن وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً فيسبوك، بالإضافة إلى جوجل، قد عززت حوارًا سياسيًا أكثر خطورة أصاب السياسة بشكل عام، مما أدى إلى تسريع الاستقطاب وتراجع وسائل الإعلام القديمة.

أوضحوا أن جوجل وفيسبوك تختلفان عن أي شركة إعلامية كانت موجودة مسبقًا بأن لديهما سلطة على نظام المعلومات البيئي أكثر من أي مؤسسة منذ الكنيسة الكاثوليكية قبل الإصلاح، بالإضافة إلى منح الخوارزميات وسياسات تعديل المحتوى شكلًا قانونيًا.

وقالوا إن من مفارقات السوشيال ميديا أن الانتشار، بمعنى قدرة أي معلومات حقيقية أو كاذبة على الانتشار بسرعة، هو الميزة الأكثر ديمقراطية لوسائل التواصل الاجتماعي، وفي الوقت نفسه يعتبر أكبر تهديد للديمقراطية في المجتمع.

مجتمع مجزأ

وكمثال ملموس، استشهدوا بتسريبات فيسبوك الأخيرة بأن المنصة كانت تضخم خطاب الكراهية والمعلومات الخاطئة لتحقيق مكاسب خاصة بها، وبالتالي، قالوا إن السياسيين وكذلك البارزين في المجالات الأخرى يصممون الآن كلامهم وفقًا لما سيتم مشاركته عبر تلك المنصات.

وأخطر ما توصلت إليه المناقشة، هو أنه إذا كانت الخوارزمية تعزز أسوأ غرائز طبيعتنا البشرية، والخلل الأكثر انتشارًا في المجتمع، إذًا ليس من المفاجئ الحصول على مجتمع مجزأ، لا يستطيع اتخاذ قرارات ديمقراطية في مواجهة المزيد من الأزمات، وهذا بدوره يغذي الدافع نحو مزيد من الاستبداد.

الرجل المصري المظلوم.. من يدافع عنه؟