يوسف وجيه مؤلف "بدون ضمان": الحكاية كأنها مسلسلين

هدير عبد المنعم

عرضت مؤخرا حكاية “بدون ضمان” من مسلسل “إلا أنا” والتي تناولت عدة مشكلات تحدث في الحياة الزوجية، ما مشكلة الزواج في “بيت العيلة” وما يتبعه من عدم وجود خصوصية للزوجين بعيدا عن الأهل، أيضا تناولت الحكاية العنف الزوجي وحياة المرأة بعد الطلاق.

حكاية “بدون ضمان” هي الحكاية الثالثة من الموسم الثانى لمسلسل “إلا أنا”، وهي من بطولة هنادى مهنى، هاجر أحمد، أحمد بدير، إسلام جمال، أحمد كشك، سلوي عثمان، چلا هشام، كيره الصباح، حنان سليمان وعدد آخر من الفنانين الشباب وسيناريو وحوار يوسف وجيه إخراج ياسمين أحمد كامل.

نرشح لك: أبرز تصريحات وردشان مجدي عن دورها في حكاية “بدون ضمان”

تواصل “إعلام دوت كوم” مع المؤلف يوسف وجيه، الذي تحدث عن كواليس كتابة الحكاية وعن أعماله المقبلة ورأيه بعدة أشياء أخرى.

1- الكاتب يسري الفخراني هو من اقترح فكرة الحكاية، وكان هناك ترشيحات لأكثر من مؤلف ولكن المخرجة ياسمين أحمد كامل رشحتني.

2- قمت بعمل المعالجة وكتبت حلقة وأعجبتهم، ثم انطلقت في الأحداث.

3- مسلسل “إلا أنا” عامة يحكي قصص لشخصيات حقيقية، لكن تحديدا في حكاية “بدون ضمان” كنت مُصر أثناء كتابة السيناريو أن تكون المواقف حقيقية والشخصيات نراها في الحياة.

4- وده اللي لمس مع الناس، يعني كل حد شاف المسلسل حس إنه مر بتجربة من التجارب اللي فيه.

5- أثناء العمل في “بدون ضمان” استمعت لحكايات المقربين لي، تحدثت مع عدة صديقات متزوجات وغير متزوجات حتى اسألهم عن “بيت العيلة” وفي الموضوعات الأخرى، بالإضافة لذلك فالمخرجة ياسمين كان لديها ذخيرة كبيرة من المعلومات عن هذه المواقف، كل هذه الأشياء ساعدت في العمل.

6- كان هناك صعوبة لكون الحكاية تتضمن حكايتين متوازيتين بداخلها، حيث كانت الصعوبة على مستوى الكتابة، “لأن في الآخر إحنا بنحكي حكايتين، تقريبا بنعمل مسلسلين مش مسلسل”.

7- أي شخصية وأي بطل له دافع، ولكن حتى يصل للدافع لا بد أن يمر بأشياء معينة، وكنا نضطر لعمل كل هذه الأشياء مرتين، مرة في حكاية مريم ومرة في حكاية علا، وفي نفس الوقت هناك ارتباط بمدة الحلقة الزمنية وارتباط بموعد العرض، “يعني مرتبط بعدد الورق والمشاهد في الحلقة ومعاد العرض، علشان اعمل المعادلة الصعبة دي كان شيء بصراحة متعب جدا”.

8- حكاية “مريم” وحكاية “علا” موجودين وحقيقيين ولكنهما يختلفان في المستوى الاجتماعي، ولكن كلاهما موجود سواء في طبقة مريم أو في طبقة علا، موجود الزوج النرجسي والمتسلط الذي يريد تغيير زوجته بعد الزواج هذا بالنسبة لمريم، وموجود الزوج الكسول الذي لا يرغب في العمل ويستهزأ بالحياة وهذا في طبقة علا.

9- أرى أن شريف كان يستحق فرصة أخرى من مريم، وجهة نظري أن شريف وعصام لا يستحقان فرصة أخرى، ولكن بعدما شاهدت المسلسل أنا شخصيا تفاجئت أن شريف من الممكن أن يحصل على فرصة أخرى، وتعاطفت معه جدا، “لكن لو هنرجع للمنطق إحنا مش ضد إن حد يتغير، أي حد في الدنيا ممكن يتغير لكن على حسب الجرح اللي بيسببه للطرف الآخر، أنا شايف إن هما ضروهم جدا، لكن هما اتغيروا فعلا، لكن مبقاش ينفع الرجوع، هو ممكن يتغير لنفسه علشان يبدأ مع حد جديد، لكن مع نفس الشخص وده اتقال في المسلسل إن مريم قالتله أنا مبقتش شايفاك زي الأول حتى لو أنت اتغيرت، هتفضل فاكرة إنه وجعها وده هيسبب مشاكل، يعني بيبقى محتاج قدرة كبيرة من التسامح قوي علشان يقدر يرجع تاني”.

10- ترك نهاية علا مفتوحة دون أن تقرر هل سترجع لعصام أم لا، كان مقصودا، نحن بدأنا المسلسل بأن مريم وعلا تسرعوا في قراراتهم، علا تسرعت جدا، ومريم لم تستمع لمن حولها، وبالتالي عدم السمع تسرع أيضا، بالتالي لا بد أن ننهي بأنهما أصبحا يفكران، “دي رسالة المسلسل، إحنا عايزين نقول فكروا ما تتسرعوش، حتى مريم ماخترتش، الاتنين لسه ماختروش، كانت ميالة لموضوع عمر لكنها ماخترتش، بس هو لازم يبان إنها ميالة لأن مفيش غير عمر بس، لكن علا كان مبهم أكتر علشان فيه 2 فمش عارفة تختار ده ولا ده”.

11- علا المفروض تختار بنتها، معنديش رأي معين في النقطة دي ولكن هي تفكر كويس، وهو ده اللي أنا عايز أقوله التفكير الكويس وعدم التسرع هو اللي هيوديها للنتيجة السليمة.

12- أحب شخصية عصام الديجوي زوج علا جدا، واستمتعت بكتابة مشاهده لأنه شخصية أنا رأيتها في الحياة أكثر من مرة، رأيت عدة نماذج له.

13- في رأيي سواء عصام أو شريف لا يوجد في المسلسل شخص شرير أو شخص ظُلم بشدة، هم في النهاية بني آدمين لديهم الجانب الجيد والسيء ومن الممكن أن يتغيروا في أي لحظة، لأن الجانب السيء في الشخصيات تكون نتيجة أفكار سلبية في المجتمع وتربية خاطئة هي من جعلتهم هكذا ولكنهم ليسوا متعمدين أن يكونوا أشخاص سيئين، هم يحتاجون فقط أن يعرفوا أنهم من الممكن أن يتغيروا.

14- هناك مشاهد لمستني جدا، مثل مشهد شريف عندما ذهب لتقديم هدية لمريم ووجدها تجلس مع شخص آخر، هذا المشهد أثر بي جدا، ومشهد لم يكن به حديث، عندما انتقل شريف من بيت أهله إلى بيت مستقل في آخر حلقة، أرى أن هذا المشهد مهم ومؤثر جدا، لأن شريف طوال الحكاية يحارب حتى لا يترك منزل أهله وفي النهاية رحل، لذلك أرى أنه له معنى كبير، والمشهد الثالث هو مشهد ضرب عصام لـ علا، والمشهد الذي يظهر خلاله عصام وهو لا يعرف اسم ابنته، كلاهما كان مؤثرا.

 

15- مشهد مواجهة هدير أخت شريف، لشقيقها ووالدتها، كان جيدا وصعبا ويحمل الكثير من وجهات النظر، هذا المشهد نتيجة تربية خاطئة ووجهة نظر خطأ، وهدير تلقي اللوم عليهم، “فمش فاهمين مين صح ومين غلط، ومين شرير ومين طيب، هو المشهد أصلا في كتابته كنت حريص جدا وأنا بكتبه لأنه مشهد حساس وحقيقي جدا وفيه صراعات نفسية كتير، وأكتر حاجة كانت مقصودة إن شريف ميقولش ولا كلمة لأنه فاهم هي اتأذت إزاي، خصوصا إنه مكسور أصلا بسبب مريم ومراته الجديدة”.

16- وصلني رسائل كثيرة من مشاهدين يخبروني أنهم وجدوا أنفسهم في الحكاية وشعروا بها وأنهم بالفعل عاشوا أحداث شبيهة بأحداث الحكاية، وهذا ما كنت أتمنى أن يتحقق، والحمد لله أنه تحقق بالفعل.

17- مبحبش كلام السوشيال ميديا خالص، ومبحبش اكتبه، مبحبش أكتب كلام أنا قريته في السوشيال ميديا، أنا بكتب في الآخر على لسان الشخصيات، مليش دعوة بقى بالسوشيال ميديا، أنا طبعا بحط وجهة نظري، يعني حتى لو شخصية بتنتهج نهج أنا لا أنتهجه، أنا مالي أنا بكتب الكلام على لسان الشخصية، هي اللي بتقول مش أنا.

18- اختيار الشخصيات كان يرجع للمخرجة، كانت تناقشني في وتأخذ رأيي في أشياء بما أني مؤلف العمل، لكن طبعا هذه رؤيتها وكانت تختار من تستقر عليه.

19- كل الممثلين كانوا مبهرين، وتفاجئت بأشياء كثيرة جيدة، وسعدت جدا بالأداء التمثيلي، جميعهم كانوا جيدين وأضافوا للشخصيات أشياء جيدة، وكانوا مقنعين جدا.

20- أتوجه بالشكر للمخرجة ياسمين أحمد كامل، وهي بذلت مجهود كبير، وأخرجت المسلسل في صورة أنا شخصيا أحببتها جدا وتشرفت بالعمل معها.

21- الكتابة للحكايات المكونة من 5 أو 10 حلقات ممتازة جدا، أنا لست ضد أي عدد حلقات ولكني ضد الوقت، بمعنى أنه في حالة كتابة حكاية تتكون من 5 حلقات لا يصح أن تكون مدة الحلقة نصف ساعة، لأن هذا مسلسل وليس فيلم، لا بد أن تكون مدة الحلقة على الأقل من 50 دقيقة إلى ساعة.

22- كتابة المسلسل غير الفيلم، في المسلسل أضطر لقول المعلومة أكثر من مرة لأن المتفرج سيشاهد حلقة ثم يمر بيوم طويل ثم يعود ليشاهد الحلقة التالية، ومن المؤكد أنه سينسى بعض المعلومات لذلك لا بد من تكرارها، هذا معناه أن المسلسل يحتاج مشاهد ومواقف.

23– كمان علشان المشاهد يحب الشخصيات في المسلسل لازم أخد وقتي غير الفيلم، الفيلم المشاهد هيحب الشخصية وهو قاعد بيتفرج عليه، المسلسل لازم حلقة واتنين علشان المشاهد يحب الشخصيات، والشخصيات تتطور، فده مش هينفع في 5 حلقات الحلقة مدتها نص ساعة يعني تقريبا ساعتين ونص، يعني فيلم، فأنا ده لا أحبذه قوي لكن 10 حلقات كويس قوي لو الحلقة نص ساعة، 5 حلقات يبقى لازم الحلقة تبقى على الأقل 45 دقيقة علشان يتوحد المشاهد مع الشخصيات، من خلال تغذية المعلومات أكتر وفهم الشخصيات أكتر وده بيحتاج وقت.

24- أحب الكتابة الاجتماعية والسايكو والتشويق والغموض، فأنا لست مع نوع معين، كل الأنواع متاحة وجيدة ولكن أهم شيء وضع النوع في الموضوع المناسب، أي أن الموضوع الواحد يمكن مناقشته بأكثر من نوع ولكن “الحرفنة” في اختيار النوع الأنسب للموضوع، وهذه لعبة الكتابة، ولكن بصرف النظر عن نوع الكتابة فالموضوع أهم شئ.

25- “بدون ضمان” هو أول عمل اجتماعي أقوم بكتابته، والحمد لله كان جيداً، فأهم شيء أن يكون الموضوع جيد.

26- أهتم أن أقدم أشياء حقيقية جدا، ولذلك أستغرق وقتا في البحث ودراسة الموضوع، وكل ذلك يفيد الموضوع إنه يظهر في شكل حقيقي وبالتالي يشعر به الناس جدا.

27- أشارك في فيلم كوميدي يتم التحضير له حاليا، كما أعمل حاليا مع المخرجة ياسمين أحمد كامل في التحضير لحكاية أخرى من “إلا أنا”.

28- بدأت الكتابة من الثانوية العامة تقريبا، ولكن بداية احتراف الكتابة منذ 7 أعوام عندما انضممت لورشة السيناريست محمد أمين راضي ومن بعدها انطلقت وكتبت في مسلسل “الأب الروحي” ومسلسل “عمر ودياب” ومسلسل “وصية بدر” وفيلم قصير بعنوان “كان لك معايا”، ثم “بدون ضمان”.